تصميم التجارب التعليمية – 5 مراحل لتحقيق أفضل النتائج

مع تطور التكنولوجيا وتبنّي أدواتها في العملية التعليمية، أو ما يطلق عليه بالتحول الرقمي في التعليم، بات من الضروري إعطاء المزيد من الاهتمام لعملية تصميم التجارب التعليمية للخروج بأفضل النتائج، ولرفع إنتاجية الجلسات التدريسية وتحسين حصيلتها.

يتيح التعليم الإلكتروني للطلاب الوصول السهل للمعلومات، كما أنه يزيح الحدود الجغرافية للتعليم، ممّا فتح باب المنافسة بين المؤسسات التعليمية والأساتذة الناشطين في مجال بيع الدورات التدريبية، ويعتبر تصميم التجارب التعليمية من الطرق التي تضمن التفوّق في هذه المنافسة.

في هذا المقال سنناقش تصميم التجارب التعليمية، مع ذكر أهم مستوياتها وعناصرها.

مفهوم تصميم التجارب التعليمية

يمكن اعتبار تصميم التجارب التعليمية Learning Experience Design أو اختصارًا LX Design أنّه طريقة لخلق خبرات تعليمية تركز على الزاد البشري بشكل رئيسي، وموجهة نحو هدف محدّد، ممّا سمح للمتعلم بتحقيق نتائج التعلم المطلوبة.

من التعريف السابق نجد أن مفهوم تصميم التجارب التعليمية يتمحور بشكل أساسي حول نقطتين رئيسيتين:

التركيز على الزاد البشري

التعلم هو عملية بشرية ويفضل أن تكون اجتماعية، لذلك من الضروري أن تركز العملية التعليمية على الزاد البشري Human-Centered، وذلك من خلال التعرف على الأشخاص الذين تستهدفهم العملية التعليمية وفهمهم، ومعرفة دوافعهم وما يحفّزهم.

لتحقيق هذه الدرجة من المعرفة سيكون الاتصال بالجمهور المستهدف من خلال المقابلات والملاحظات أمرًا لا غنى عنه، فالناس كائنات عقلانية وعاطفية لديها من الرغبات والاحتياجات والآمال والمخاوف والشكوك ما لديها؛ لذلك يجب أن ترتبط تجربة التعلم المصممة جيّدًا على المستوى الشخصي مع المتعلمين.

موجهة بهدف محدد

من دون هدف محدّد لن يكون للعملية التعليمية أي معنى، يفيد وضع الهدف منذ البداية في توجيه تصميم التجارب التعليمية بحيث تصل إلى هذا الهدف، قد يكون هذا تحديًا كبيرًا حسب حجم وتعقيد التجربة التي يتم تصميمها.

يعد الخروج بالأنشطة التي تمكن المتعلم من الوصول إلى أهداف محددة أمرًا حيويًا لتصميم جيّد، هذا يعني البدء بصياغة نتيجة التعلم المرغوبة وكل ما يليها من خطوات في عملية التصميم، بما في ذلك اختيار الوسيط أو التكنولوجيا التي سيتم استخدامها.

مراحل تصميم التجارب التعليمية

تمر عملية تصميم التجارب التعليمية بالعديد من المراحل، التي تعطي باتباعها تجربةً تعليميةً فريدةً للمتعلّمين، فيما يلي هذه الخطوات:

مراحل تصميم التجارب التعليمية

تحديد الأهداف

تركز هذه الخطوة بشكل رئيسي على تحديد احتياجات كل من المنظمة والمتعلمين، ما الذي يجب أن تحققه الدورة للأعمال؟ ماذا يريد المتعلمون الاستفادة منه؟ إن فهم الأهداف التي يريد كِلا الطرفين تحقيقها سيمكّن من تحديد الفجوات بين احتياجات هاتين المجموعتين بشكل دقيق، ممّا يمكّن من تصميم تجربة تعليمية ناجحة لكليهما.

تحديد المتطلبات

بعد تحديد أهداف كل من المنظمة والمتعلمين، وبالتالي تحديد هدف العملية التعليمية ككلّ، يمكن البدء في تحديد ما يجب تعلمه وكيف ستتم عملية التدريب، وما الشكل الذي سيتخذه مشروع التعلم ونوع الأنشطة التي سيتضمنها.

على سبيل المثال: إذا كان الهدف هو تخفيض عدد الإصابات في مكان العمل، عندها من السليم التفكير في دورة تدريبية للموظفين، تشرح لهم باستخدام العروض التقديمية كيفية التعامل مع الكهربائيات وحالات الحريق وما إلى ذلك، ويمكن تضمين اختبار في نهاية الدورة التدريبية لتقييم هذه الدورة.

تحديد الهيكل

من الضروري تحديد هيكل العملية التعليمية بعد وضع الأهداف وتحديد الاحتياجات، وذلك من خلال تقسيم الموضوع العام إلى عدة موضوعات (وحدات تدريبية) وترتيبها بالشكل الصحيح بحيث تنساب العملية التعليمية من واحد إلى آخر بسلاسة، وتوفر تجربةً تعليميةً مخصصةً وفريدةً.

تصميم التفاعل

في هذه المرحلة يجب التفكير في الدورة التدريبية أو العملية التعليمية من وجهة نظر المتعلّم، أي بمعنى آخر ما سيراه المتعلمون ويسمعونه ويفعلونه، وهنا لا بدّ من  التفكير في الأنشطة التعليمية التي يجب استخدامها لتقديم أفضل تجربة تعليمية.

من الأمثلة الجيدة عن ذلك: وضع فيديو ترحيبي من مدير المؤسسة التعليمية في بداية الدورة التدريبية، أو على سبيل المثال: تحويل جزء من النص لفقرة أسئلة شائعة تفتح باب الحوار بين الطلاب والمعلمين بطريقةٍ جذّابة.

التصميم الحسّي

من الضروري أن يكون تصميم العملية التعليمية متوافقًا من حيث النبرة والشكل مع كل ما يتعلق بالمؤسسة التعليمية التي تقدّمها، ومن الضروري أن تخاطب حواس الطلّاب وتنقل إليهم رسالة هذه المؤسسة التعليمية.

أهم مبادئ تصميم العملية التعليمية

توجد العديد من المبادئ الشهيرة التي تساعد في تنظيم تصميم التجارب التعليمية، فيما يلي أهم هذه المبادئ:

إيضاح السبب

هذا المبدأ في غاية الأهمية خاصّةً عند التعامل مع متعلّمين في مراحل سنيّة متقدمة، أو بمعنى آخر لمرحلة الشباب وما فوق، فإخبار هذه الفئة بسبب الدورة التدريبية وكيف ستساعدهم في أداء مهامهم سيحسّن بشكل ملحوظ من تركيزهم فيها.

يمكن أن يتمّ ذلك من خلال شرح مزايا الدورة مباشرةً في الشريحة الأولى، كأن يتم تضمين الميزة الرئيسية في العنوان، ويجب أن يكون موضوع الدورة مرتبطًا بالمهام والقضايا التي يجب على المتعلّمين معالجتها يوميًا، ففي حال كانت دورةً تدريبيةً للموظّفين، يجب أن تكون متعلّقةً بعملهم، وتساعدهم في أداء مهامّهم بشكل أفضل.

تصنيف Bloom

طور بنيامين بلوم عالم النفس التربوي الأمريكي في عام 1956 تصنيفًا للأهداف التعليمية، إذ يكتسب الناس المعرفة بالتتابع، فوفقًا لنظرية التعلم الخاصة به تتكون هذه العملية من 6 مستويات:

  • المعارف.
  • الفهم.
  • التطبيق.
  • التحليل.
  • التوليف.
  • التقييم.

يعتمد كل مستوى على المستوى السابق، فإذا لم يكن المتعلّم قادرًا على تذكر المعلومات وفهمها، فلا يمكنه وضعها موضع التنفيذ.

قانون هيك

أجرى علماء النفس البريطاني والأمريكي ويليام هيك وراي هايمان تجربة في عام 1952 لاكتشاف المدة التي يستغرقها الشخص لاتخاذ القرار، تضمنت التجربة 10 مصابيح مع مفاتيح شفرة مورس المقابلة، إذ كانت المصابيح تضيء بشكل عشوائي كل خمس ثوان، وكانت مهمة المشارك الضغط على المفتاح الصحيح لإضاءة مصباح معين، وأظهرت التجربة أنه كلما زادت الخيارات المتاحة للشخص، كلما زادت صعوبة تذكر المعلومات واتخاذ القرار.

يصعب على الشخص تذكر كمية كبيرة من البيانات في جلسة واحدة، لذلك؛ يمكن تقسيم النصوص إلى عدة أقسام، يساعد التقسيم على تقليل الحمل المعرفيّ وتسهيل تذكر المعلومات على المتعلمين.

قانون جاكوب

باختصار يمكن تلخيص قانون جاكوب فيما يلي “يقضي مستخدمو الإنترنت معظم وقتهم على المواقع الأخرى، وهذا يعني أن المستخدمين يفضلون أن يعمل موقعك بنفس الطريقة التي تعمل بها جميع المواقع الأخرى التي يعرفونها واعتادوا عليها”.

بناءً على هذا المبدأ من الضروري أن تعمل الدورة التدريبية كما يتوقع المتعلمون، وذلك من خلال استخدام الرموز والأزرار المألوفة التي لا تتطلب أي تفسير إضافي.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

الخاتمة

يتطلب تصميم التجارب التعليمية اتباع العديد من الخطوات والمبادئ التي من شأنها أن تضع هذه العملية التعليمية أو الدورة التدريبية على المسار الصحيح؛ لتحقيق أهداف التعليم لكلٍّ من المعلّم والمتعلّم على حدٍّ سواء.

ماذا يعني تصميم التجارب التعليمية؟

تصميم تجربة التعلم (تصميم LX) هو عملية إنشاء خبرات تعليمية تمكن المتعلم من تحقيق نتائج التعلم المطلوبة بطريقة محورها الإنسان وموجهة نحو الهدف.

ما هي أهمية تصميم تجربة التعلم؟

يساعد الطلاب على التعلم وتحقيق الاستفادة القصوى من رحلة التعلم الخاصة بهم، كما تساعد الطرف الذي يقدّم المعرفة (أستاذ – مؤسسة تعليمية – شركة) في تحقيق أهدافها.

ما هي أهم مرحلة في تصميم التجارب التعليمية؟

يتمثل جزء كبير من LxD في وجود أهداف وطرق قابلة للقياس لتحديد النجاح.

ما هو تأثير Von Restorff؟

عند تقديم العديد من الأشياء المتجانسة، سوف ينتبه الشخص إلى تلك التي تختلف عن غيرها، فحتى تلفت الانتباه إلى التفاصيل المهمة على سبيل المثال، في نص متجانس ضع مصطلحًا مهمًا بالخط العريض، حتى يراه المتعلمون على الفور.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.