صنعتُ لعبة ورقية رقمية بدون معلّم!(1/3)

بدأت علاقتي بالألعاب حين رفضت ذات صباح الذهاب إلى المدرسة فقط لأستكشف ذلك الصندوق الصغير الموجود في الكيس خلف الباب، و الذي خبأه والدي بشكل جيد استعدادا لجمعة العائلة في نهاية الأسبوع…

اضطررت إلى ادعاء المرض يومها، كي تتسنّى لي فرصة الاستشكاف لوحدي…

فتحت الصندوق خلسة أثناء انشغال والدتي… كنت أشعر بدقّات قلبي السريعة المتحمّسة، هذه لعبة… عليها رسومات ممتعة، تبدو مختلفة عن ما رأيته سابقا من ألعاب عادية كنت أستطيع شراءها من “البقالة” من أونو و كوتشينة أو حتى مونوبولي…

لعبة عليها كلمات بالسعودية العاميّة، تشجّع: الصراحة، الاعترافات… تماما مثل تلك الألعاب التي نلعبها في ساحة المدرسة أثناء مشاغبتنا و محاولتنا لاستشكاف عالم الكبار. 

مرّ الوقت، و ما زالت تلك الفكرة عالقة في رأسي، ألعاب تساعد الأشخاص على التواصل بشكل أفضل… لطالما بدا خلق التواصل بين أفراد العائلة فكرة مغرية…

أخذتُ وقتي هذه المرة لأنفّذ الفكرة… زرت “جرير” و “فيرجن” و كل محلات الرياض التي تعرض ألعابا إبداعية -كما أزعم-… حتى أنني زرت محلات “أبو عشرة”  المليئة بنسخ الألعاب المقلّدة بعشرة ريالات وأحيانا خمسة…

لوهلة، ظننت أن لا قيمة للأفكار… شعرتُ بالإحباط! فما جدوى أن أصنع لعبة، سيقوم شخص آخر بعمل نسخة رديئة رخيصة منها و بيعها على شي إن؟

بدأت البحث، و اكتشفت شيئا مثيرا للاهتمام…

ماذا لو! كانت تكلفة صناعة اللعبة الواحدة منخفضة جدا ؟ عندها قد أستطيع بيعها بسعر جيد وستكون لي فرصة بيع نسخ أكثر و بالتالي وصولية إلى جمهور أكبر…

هنا أصبح السؤال… كيف أقلل التكلفة؟

بالطبع، نحن في ٢٠٢٤… سألت جي بي تي عن الطرق المختلفة التي قد تمكنني من ذلك… 

يا لدهشتي، انفتح لي عالم متكامل جديد لم أكن أعرفه!

ألعاب رقمية… نفس الألعاب الورقية التي أعجبتني، ولكن رقمية! تشتري نسخة من الملف البي دي اف فيصلكَ على الإيميل و تصبح جاهزا ل اللعب فورا.

ما هي الألعاب التي ترفع التواصل بين العائلة؟

هذا السؤال، جعلني أفكر في الأشياء التي ترفع التواصل عادة في الألعاب؟

كيف قد أقوم ببناء لعبة “قولا” و “فعلا” تقوم ببناء تواصل “حقيقي” بين الأفراد؟

لأصل إلى هذه الإجابة، أحتاج للتفكير في  الكلمات التي أبحث عنها… اخترت: تواصل، نظريات، ألعاب، تفاعلية.

بعد بحث بسيط على جوجل و جي بي تيجي بي تيجي بي تي GPT توصّلت إلى التالي:

كي تقوم اللعبة فعلا ببناء تواصل بين اللاعبين، أحتاج أن أفكّر في التالي:

  • الاستماع الفعال: إجبار اللاعب على التركيز والفهم  لما يقال.
  • التواصل غير اللفظي: تحفيز استخدام الإشارات و لغة الجسد.
  • التعاون: تحديد أهداف مشتركة، والاحتفال بالنجاحات الجماعية.
  • الوضوح والدقة: وضع اللاعبين تحت الخوف من نتيجة الغموض.

فكّرت، حسنا، يبدو هذا سهلا، الآن أحتاج أن أضع هذه النظريات “النظرية جدا” في لعبة “ممتعة”…

يبدو الكلام في بعض الأحيان أسهل من الفعل، و هذا ما اكتشفته  في هذه المرحلة… فأنا لا أعرف أي شيء عن صنع الألعاب الرقمية…

كيف نصنع الألعاب الرقمية؟

حاولت في البداية أن أستوعب تلك الألعاب الورقية التي اشتريتها، درست كيفية عملها، أنواع الكروت بها، كيف تُكتب القوانين؟ كيف سنحدد من هو الفائز؟ و كيف سيخسر اللاعب؟ أصلا، كم عدد اللاعبين الأقل؟ و الأكثر؟

فكرت استخدام نفس الطريقة ولكن بتغيير التحديات و بعض القوانين، وبما أنني قد قرأت كتاب أوستن كليون، : اسرق كفنان، ، آخر ما أوده هو سرقة لعبة بكل تفاصيلها.

ثمّ بمساعدة جي بي تي, قررت أنني سأجعل اللعبة مكونة من ٣ مجموعات كروت:

  • مجموعة الكلمات المحظورة: يجب على اللاعبين وصف الكلمات دون استخدام كلمات محظورة محددة.
  • مجموعة الأسماء الرمزية: أدلة مكونة من كلمة واحدة لتخمين عدة كلمات على السبورة.
  • مجموعة التلميحات: يقدم اللاعبون تلميحات إبداعية لمطابقة البطاقات المجردة.

ثمّ، سأحتاج ملفا آخر يشرح كيفية سير اللعبة… 

أوه لحظة… كم كرت سأصنع لكل مجموعة؟ ما هو العدد الذي سأحتاجه كي تصبح اللعبة مناسبة لمدة ساعة؟ ما الذي سأكتبه؟ كيف سأصمم؟ …

هذا ما سأخبركم به في الحلقة القادمة…

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.