التعليم الإلكتروني – 10 أنماط يجب الاطّلاع عليها

اكتسب التعليم الإلكتروني زخمًا كبيرًا خلال العقد المنصرم، بالأخصّ مع تسارع التنامي التقنيّ وانفتاح سائر المجتمعات في أرجاء المعمورة على مختلف قنوات الاتّصال الرقمي، وبلغ أوجه خلال فترة الوباء السّابقة، وقد أثبت جدارته باعتباره نظامًا وأسلوبًا قادرًا على حلّ المعضلات الّتي تواجهها عمليّة التعليم وابتكار أفضل الوسائل لعصرنا هذا.

لكن، ما معنى التعليم الإلكتروني فعليًّا؟ وما هي أشكاله وأنماطه وكيف تختلف عن بعضها؟ وما أبرز فوائده؟ وكيف يمكن الإفادة منه؟ هذا المقال هو دليل شامل للإجابة عن كلّ تلك التّساؤلات وأكثر.

تعريف التعليم الإلكتروني

التعليم الإلكتروني (E-Learning) هو استخدام مختلف تقنيّات المعلومات والاتّصالات من أجل الوصول إلى الموارد التّعليميّة والتثقيفية عبر الشّبكة، ويمكن وصفه بأنه نظام تعليمي يعتمد اعتمادًا جوهريًّا على أجهزة الحاسوب وشبكة الإنترنت والموارد التقنية عمومًا في العملية التعليمية، سواء لإيصال المعلومات أو للتواصل ما بين المقدّم والمتلقي، أي أنه يعبر باختصار عن المعارف المُكتَسَبة إلكترونيًا.

أنماط التعليم الإلكتروني

انطلاقًا من التّعريف العام للتّعليم الإلكترونيّ، يمكننا تمييز مجموعة متباينة من أنماط ومساقات التعلم الإلكتروني، وذلك وفقًا لعدّة تصنيفات ومحدّدات مثل: نوع التّعلّم، وطريقة توصيل المعلومات، والأدوات التّعليميّة، ومنصّات التّعليم وما خلا ذلك. إليك أبرز أنواع التعليم الإلكتروني شيوعًا في عصرنا هذا.

أنماط التعليم الإلكتروني

التّعليم المُدار بالحاسوب (Computer-Managed Learning، أو CML اختصارًا)

تُستخدَم فيه الحواسيب لتحقيق أهداف العملية التعليمية وضمان سير مجرياتها، ويقدم مجموعة من الميزات والوظائف مثل: قابلية إنشاء الاختبارات الرقمية، وتحليل النتائج، وحفظ سجلات الأداء وتتبعها، وفرز أدوات التّعليم ومخرجاته وغير ذلك؛ ممّا يسهم في تكييف العملة وتعديلها وتوجيهها لتحقيق نتائج أفضل.

التّعليم المعزّز بالحاسوب (Computer-Assisted Instruction، أو CAI اختصارًا)

يجري فيه استخدام الحواسيب بالإضافة إلى وسائل التعليم التقليدية، ويشمل طيفًا واسعًا من النشاطات مثل: الاستنتاجات العملية، والدروس الخاصة، والمحاكاة، والّتي يمكن أن تُقدّم كما هي، أو أن تكون رديفة ومكمّلة لجلسات التعليم التقليدي.

هذه الطريقة هي الأكثر تفضيلًا واتباعًا من قبل معظم المرافق التعليمية التقليدية منها والإلكترونية؛ من أجل تنمية المهارات في المتعلمين، ويُنظر إليها باعتبارها أفضل سبيل لضمان التفاعليّة والمشاركة في العمليّة التعليمية من قبل المتعلّمين والطّلاب.

التعليم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning)

يتيح للمتعلّمِين المشاركة المتزامنة في الوقت عينه في كل نشاطات العملية التعليمية، من أيّ مكان يتواجدون فيه في العالم، وذلك بالاعتماد طبعًا على أداوت التواصل النصي والاجتماعات المصوّرة، بحيث يمكن للمعلِّم والمتلقّي التواصل والتفاعل مباشرة دون أيّ تأخير.

هذا النّوع هو اليوم أكثر أنواع التعليم الإلكتروني انتشارًا ونموًا؛ إذ إنه يتجاوز عقبة الانعزال الاجتماعي والقيود الجغرافية، فضلًا عن أنه يخلق بعدًا جديدًا للعلاقة التفاعلية بين المتعلم والمدرِّس.

التعليم الإلكتروني غير المتزامن (Asynchronous E-Learning)

على النقيض من النوع آنف الذّكر، يُعتَبَر التعلم الإلكتروني غير المتزامن بمثابة الحلّ المرن والشّامل، حيث يكون بمقدور التلاميذ الوصول إلى الموارد التعليمية في أوقات مختلفة ودون الحاجة للتواصل والتفاعل المتزامن، أي بكثير من الاستقلالية إن صحّ التّعبير.

في سبيل ذلك، تُوَظّف مجموعة متنوعة من الأدوات والوسائط مثل: البريد الإلكترونيّ، والمدوّنات، والكتب الرقمية، ومنتديات النقاش، ووسائط التخزين.

التعليم الإلكتروني الجامد (Fixed E-Learning)

في هذا النّمط، يتلقّى كل المتعلمين نوع المحتوى التعليمي ذاته، دون أي تعديل أو تكييف، أي أن الموارد والمحتوى مُحدّد مسبقًا من قبل المشرفين، ولا يمكن تعديله أو إعادة قولبته مثلًا ليلائم تفضيلات المتلقين أو واجهات استخدامهم المتنوعة، ومن المنصف القول إنه النوع الأقل جاذبية وانتشارًا من بين كل أنواع التعلم الإلكتروني.

التعليم الإلكتروني المتكيّف (Adaptive E-Learning)

يمكن وصفه بالتعليم الإلكتروني الذكي أيضًا؛ إذ تُعاد فيه قولبة المحتوى التعليمي ليلائم احتياجات وتفضيلات كل متلقٍّ أو طالب على حدة، وذلك اعتمادًا على معايير متنوعة مثل: مستوى الطالب وإمكانياته، وأهداف العملية التعليمية، والمهارات المستهدَفَة. أي أنه يتمحور بالدرجة الأولى حول المتعلِّم، ومن الممكن فيه الإفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على أدق المعايير.

التعليم الإلكتروني الخطّي (Linear E-Learning)

هو النمط الأكثر صرامة من بين كل أنواع التعلم الإلكتروني؛ ويتحدد اعتمادًا على نوع وسيلة الاتصال عمومًا، وفيه تُمرَّر المعلومات من المُرسل إلى المتلقي مباشرة، بحيث تكون كل معالمها محددة من قبل المُرسل، مثل: التّوقيت، والترتيب، والتواتر، ولا يوجد أي نوع من الاستجابة التفاعلية أو رد الفعل من قبل المتلقّي مباشرة مع المُرسل. من أشهر أمثلة هذا النّوع: التلفاز، والمذياع، والصحف، والمجلات.

التعليم الإلكتروني التّفاعلي (Interactive E-Learning)

بخلاف سابقه، يجري في هذا النوع تفاعل وتبادل معرفي على كلا الطَّرفين المشاركَين في العملية، بحيث يمكن أن يغدو المرسل مستقبلًا في نفس الوقت، والعكس صحيح أيضًا. أهم أمثلته تتجلّى في وسائل المحادثة الفورية والمنتديات، ومن أبرز ميّزاته إمكانية تعديل وتخصيص المحتوى وفقًا للضرورة.

التعليم الإلكتروني الإفرادي (Individual E-Learning)

أحد أنواع التعلم الإلكتروني من منظور تعداد الأفراد، وفيه يتدبر كل طالب أو فرد كل ما يلزم لبلوغ الأهداف المنشودة، وهو أشبه بمحاكاة لنهج التعليم التقليدي في صفوف المدارس، لكنه يدعو للعزلة بعض الشيء، حيث يُفتَقَر فيه إلى التواصل المكثَّف ويستلزم اعتماد المتلقي على ذاته بالدرجة الأولى، وهو نمط يناسب بالدرجة الأولى المتخصصين ذوي القدر العالي من المهارات والتحفيز الذاتي.

التعليم الإلكتروني التّشاركي (Collaborative E-Learning)

بالمقارنة مع النمط سالف الذكر، فإن التعليم الإلكتروني التعاوني أو التشاركي هو النموذج الأكثر حداثة، ويعتمد على نظام المجموعات وتعاون الأفراد فيها لبلوغ الأهداف وتحقيق النتائج، وذلك استنادًا إلى فكرة أن تطوير المعارف يكون أفضل في بيئة المجموعة، حيث يمكن للأفراد التفاعل والتعاون والاستفادة من بعضهم البعض لتعزيز مكامن القوة وتلافي مواضع النقص.

قنوات ووسائل التعليم الإلكتروني

إنّ التقنية هي دون شك المحرك الرئيس لكل ملامح التعلم الإلكتروني، لذا، فإن تعدد أدواتها وتطور أساليبها وتنوع جماهيرها يعني وجود أنماط وطرق كثيرة لخلق بيئة التعليم. إليكم أبرزها:

  • التعليم الإلكتروني عبر الحواسيب: باستخدام شبكة الإنترنت وأجهزة الحاسب بأنواعها للوصول إلى الموارد التعليمية، دون وجود تفاعل حقيقي بين المُرسل والمتلقي.
  • التعليم الإلكتروني المختلَط: بالجمع ما بين الأساليب التقليدية والتقنية.
  • التعليم الإلكتروني المحمول: بتوظيف الأجهزة المحمولة وشبكات الاتصال متعددة الاستخدام ومنخفضة التكلفة نسبيًا.
  • التعليم الإلكتروني الاجتماعيّ: عبر مشاركة الأفكار والسلوكيات والأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • التعليم الإلكتروني بالألعاب: بالاعتماد على بيئة اللعب الغامرة لإيصال الأفكار والأهداف.

خصائص التعليم الإلكتروني

  • الفاعلية والسرعة: من خلال التركيز على ما يهمّ، واعتماد أسرع الطّرق وقنوات التّوصيل والاتّصال، ومراعاة الفوارق ما بين الأفراد.
  • غياب حدود المكان والزّمان: فالتوافر الدائم وغير المرهون بالوقت يمكّن الأفراد من تحقيق أقصى استفادة.
  • تلبية الاحتياجات التعليمية المتنامية: بواسطة المعايير المتطورة والمحسنة تبعًا للمتغيرات والتحديات الجديدة.
  • الشمولية: لتكون الموارد التعليميّة بمتناول الجميع، دون أن تشكل الحواجز التقليديّة أي عوائق جديّة.
  • التخصيص والتنوع: عبر اعتماد شتّى الأدوات والوسائط بما يلائم كل الميول، والتوجهات، والاختصاصات، والمهارات.
  • توفير التكلفة والوقت: من النتائج البديهية لأنظمة التعليم الإلكتروني؛ حيث لن تُضطرّ لإضاعة الوقت في تفاصيل ثانويّة مثل: المواصلات والسّكن وفترات الفراغ والانتظار والموارد الماديّة.
  • الاستمرارية وقابلية التكيف: عن طريق الاستهداف المثالي لكل القطاعات والفئات، والعمل على التّطوير الدّائم والاستيعاب الأفضل.

الخاتمة

اليوم، لا غنى عن التعليم الإلكتروني بمختلف أشكاله وتقنياته في سائر المرافق والجهات، سواء المؤسسات التّعليمية أو الشركات والمنظمات، وهو أشبه بالحاجة الملحة لكل من المتعلمين والمعلمين على حد سواء. في مساق، ندرك تمامًا هذه الحاجة ونسعى لتلبيتها في خدماتنا بأفضل صورة ممكنة.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

ما الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم عبر الإنترنت؟

يشير مصطلح التّعليم عبر الإنترنت (Online Learning) إلى استخدام وسائل التّواصل كقنوات للاتّصال الشخصي في عمليّة التعليم.

هل يمكن الإفادة من التعليم الإلكتروني في نيل الشّهادات؟

نعم، إذ تتيح الكثير من الجهات إمكانيّة الحصول على شهادة رقميّة مصدّقة بمجرد اكتمال المسار التعليمي وبلوغ أهدافه والنجاح في اختباراته.

كيف أتجنب أي أخطار على الخصوصيّة والأمان في التعليم الإلكتروني؟

من خلال اعتمادك على نظام موثوق وآمن، مثل مساق.

ما هي المتطلّبات الأساسيّة للتعليم الإلكتروني؟

يمكنك البدء من حاسوبك أو هاتفك المحمول حتى، مع اتصال بالإنترنت، ومنصة تعليم إلكتروني شاملة مثل مساق.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.