Blog

الإدارة المالية والمنتجات الرقمية: نظرة عامَّة على إستراتيجيات تحقيق الربح

MSAAQ

Jan 28, 2022

الإدارة المالية – Financial Management في الأصل مصطلحٌ يُستخدم في سياق الحديث عن الشَّرِكات عادةً، حيث تكون فيها أقسامٌ متعدِّدة ويُشرف على الإدارة المالية لها قسمٌ محدَّد أو دورٌ محدَّدٌ على الأقل، وجوهر الإدارة المالية: إجراءاتٌ تُتَّخذ تضمن بناء خطَّةٍ تخدم الهدف التجاريّ وتنفيذها.

نُريد في هذا المقال أن نتعرَّض للإدارة الماليَّة على وجهٍ أخصّ من المعتاد؛ تحديدًا عن كيفيَّة الإدارة المالية لنشاطٍ تجاريّ قائم على بيع الدورات التدريبيَّة والكتب وأشباهها من المنتجات الرقميَّة، لذا سنقتصر على مُصطلحات الإدارة المالية التي تُهمُّنا في هذا السِّياق دون التوسُّع فيما يخصُّ الشركات.

ما الغرض من الإدارة المالية؟

الغرض النهائيّ سواءٌ للشركات أو للفرد الذي يُدير أمواله في نشاط تجاريّ معيَّن واضح: تحقيق الرِّبح، هذا يعني تقريرَ الفردِ أن الأموال التي سيصرِفُها مستحقَّةٌ للبذل في سبيل الرِّبح الذي سيتحقَّقُ منها لاحقًا، هذا ينطبق على الجُهد أيضًا لا على المال فحسب.

الدَّورات التدريبيَّة تكلِّف أموالًا، وقد تحدَّثنا عن هذه التكاليف في دليل يُمكنك اللجوء إليه، لكن يُمكننا أن نلخِّص الفكرة بأن نطلُبَ منك أن تتصوَّر إنشاء دورةٍ تدريبيَّة: تحتاج إلى كاميرا، وجهاز، وقد تلزمُك بعضُ الأدوات فتُضطر للاشتراك فيها، وفوق هذا أنت بحاجةٍ إلى الوقت والجُهد.

في الوقت الذي تُنشئ فيه دورةً، كان يسعُك أن تصنع شيئًا آخر؛ يُمكن أن تحضر دورةً مثلًا بدلًا من ذلك، أو تدرس، أو تعمل عملًا آخر، أو تسلِّي نفسك، إلخ. ما الذي يجعلُك تصرف هذا المال كلَّه والجهد والوقت في هذا العمل تحديدًا؟ الإجابة واضحة: أنت تنتظر ربحًا في مقابل هذا المال والجهد.

وهنا تأتي أهميَّة الإدارة المالية، وكذلك التخطيط، لك دوراتٌ في السَّابق؟ ادرُس ما جنيتَه فيها، احسب مثلًا الدَّخل الإجماليّ – Gross Income الذي حقَّقته منها، أيْ الدخل الذي حصلتَ عليه بشكلٍ عام من هذا النَّشاط أيًّا كان ما بعته، واحسب صافي الدَّخل – Net Income لترى كم بقيَ لك من الدَّخل الإجماليّ.

قد تتساءل ما الفائدة من هذا؟ والإجابة: أنَّك تحسب الدَّخل الإجمالي مثلًا لترى مدى كفاءة هذا النشاط التجاريّ، أو مدى كفاءتك في إتقانه، وفي حالة الدورات التدريبيَّة والكتب -نظرًا للتجربة المربحة التي تعرضها- غالبًا عليك أن تعزو النَّقص في الرِّبح المخطَّط له إلى عدم الإتقان، ولا بُدَّ أن تحلِّل نمط تسويقك وتدريسك وكافة العوامل الأخرى، وتحسب صافي الدَّخل لتقارِنه مع ما صرَفته وما ستظلُّ تصرفُه في سبيل إعداد دوراتٍ وكتب جديدة، لترى هامش الرِّبح – Profit Margin الذي تحقِّقه.

 أمَّا كم يجب أن يكون هامش الرِّبح حتى يكون كافيًا، فأمرٌ ينبغي أن تقرِّره بنفسِك، لكن ثمَّة أسئلةٌ ستُعينُك إجابتُها على ذلك، مثلًا: هل هذا عملُك الوحيد؟ ما هدفُك من هذا الرّبح تحديدًا؟ ما الأمور التي تعتمد على هذا النشاط؟ وهكذا.

الإستراتيجيَّة والتكتيك

في الإدارة الماليَّة، ثمَّة ما يُدعى الإدارة التكتيكيَّة – Tactical Financial Management، والإدارة الإستراتيجيَّة – Strategic Financial Management، هذان ليسا نوعين ينبغي أن تتجنَّب أحدهما وتأخذ بالآخر، بل هما شكلان ينبغي أن يُوجَدا جنبًا إلى جنب.

الإدارة التكتيكيَّة تُعنى بالمدى القصير والخطط التي يمكن تنفيذها في الظروف الرَّاهنة والتحديَّات التي تواجهها دوريًّا، في حالتك مثلًا: تحتاجُ إلى أداةٍ معيَّنةٍ لتُعدّ هذه الدَّورة، وتحتاج الكتب الفلانيَّة، وهكذا، حساب قيمة الصَّرف وقياس المخاطر وما ترجوه من الدَّورة، في لقاء ما ستصرِفُه، يُعد إدارةً تكتيكيَّة.

أمَّا الإدارة الإستراتيجيَّة: فهي تُعنى بالرؤية العامَّة والشاملة التي توجِّهُك وتحرِّكُ نشاطك التجاريّ كلِّه من الألِف إلى الياء، فكلُّ خطوةٍ تتَّخِذُها لها مرجعٌ من هذه الإدارة الإستراتيجيَّة، لتحقيق الرِّبح على المدى البعيد. يسعُك أن تقول إن الإدارة التكتيكيَّة ينبغي أن تسير في الإطار العام للإدارة الإستراتيجيَّة.

يُمكن أن نطرَح لك مثالًا على ذلك، لنا دليلٌ حول الدَّورات التدريبيَّة نتحدَّث فيه عن أهميَّة استكشاف المجالات التي عندك علمٌ فيها تقدِّمُه للنَّاس، وأهميَّة تخصيصِ الموضوعات وحدّ كلِّ دورةٍ بموضوعٍ يُمكن الإحاطة به، وأثر هذا في بيع الدَّورات التدريبيَّة وتسويقها.

لكنّ بيع الدورات وتسويقها ليس المجال الوحيد المتأثر بهذا المنهج، ثمَّة مالٌ وجُهد يُصرف على كلِّ دورة، والالتزام -في كلِّ دورةٍ- بإعداد موضوعٍ محدودٍ موجَّهٍ لفئةٍ محدَّدةٍ مهتمَّةٍ به، ولا يحيِّر الجمهور، ثمّ الالتزام بصرف المال تحديدًا على هذه المشاريع وأشباهها مما به احتماليَّة عائدٍ ربحيّ كبير في حال إتقان التسويق، كلُّ هذا يُعد من الإدارة الإستراتيجيَّة.

لذا لا بُدّ من مراعاة كلا الأمرين، ننصحُ أن تجلس جلسةً خاصَّةً وتَدرُسَ المُعطيات التي جمعتها في نشاطك أو بحثتَ عنها حوله، وتُقرِّر الإستراتيجيَّة المناسبة التي ستتبِّعها، وسبُل تنفيذها.

مراحل الإدارة الماليَّة

يُمكن أن نذكُر لك بعض المراحل التي يُناسب أن تنظِّم بها نمط عملك في الإدارة الماليَّة؛ تذكَّر أن النشاط التجاريّ الفرديّ أو الصغير لا يحتاجُ إلى كلِّ أشكال الإدارة الماليَّة التي تُمارَسُ في الشَّركات ويُشرف عليها موظَّفُون متخصِّصون في هذا الشأن، يُمكن أن نطرح أمثلةً حول هذه المراحل:

  • التخطيط: كما ذكرنا فيما يخصّ الإدارة الإستراتيجيَّة، لا بُدّ من بنائها بحيث تخضعُ كل الإجراءات المستقبليَّة لها، بمَ ستُلزِمُ نفسَك في هذا المشروع الطويل؟ ما المنتجات التي ستبيعها؟ ما الذي تنتظر أن تجنيه؟ ما المجال الذي يحقِّقُ لك ربحًا معتبرًا وأنت ذو علمٍ فيه؟

  • اتخاذ القرار: بعد أن تُتِمّ التخطيط، لا بُد أن تنتهي إلى مجموعة قراراتٍ أوليَّة ستتخذها، سواءٌ كانت هذه القرارات نظريَّةً متعلِّقةً بكيفيَّة إدارة نشاطك، أو إجرائيَّة تتعلَّق بمنتجاتٍ محدَّدة ستُعدِّها في إطارٍ زمنيّ محدَّد، بما يضمن الرّبح أو يقارب ضمانه على الأقل بقدر المستطاع.

  • رصد الميزانيَّة: سواءٌ كنت ستبدأ نشاطك التجاريّ للتّو، أو بدأته، لا بُد أن ترصد الميزانية التي ستخصِّصُها لشراء المستلزمات، سواءٌ المستلزمات العامَّة مثل الكاميرا والحاسوب وما إلى ذلك، أو مستلزمات هذه الدَّورة أو تلك: من كتب واشتراكات وأدوات وغير ذلك، رصد الميزانيَّة يتضمَّن البحث في جودة الأجهزة والاشتراكات وجميع المستلزمات الأخرى، والرّبح المتوقَّع، وقدرتك الماليَّة.

  • إدارة المخاطر: لا بُد أن تكون متحسِّبًا للمخاطر التي ستُوجد، أقربُ مثالٍ لهذا ماثلٌ في النشاطات التجاريَّة التي تضرَّرت بفعل الوباء إلى حدٍّ كبير، ثمَّة أيضًا المنافسة، وخطر الخسارة وعدم تحقيق الربح، هذه المخاطر لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار جميعها وتخطِّطَ لإجراءات مضادَّة لها.

بالطَّبع، مجالُك ليس عرضةً للتأثير السلبيّ للوباء، هذا مجرَّد مثال، لكنه عرضةٌ لتأثير المنافسة مثلًا، أو لتأثير المحتوى المجانيّ في المجال الذي تقدِّمُ منتجاتك فيه، إلخ، بناءً على دراستك للموقف والمجال وحال السّوق فيه، ينبغي أن تتخذ قرارات مفصليَّة تتعلَّق بالميزانيَّة والتخطيط.

ختامًا، ما ذكرناه نبذةٌ بسيطةٌ وجدناها نافعةً لإدارة المال في مجالك تحديدًا، لكنَّ عملك لن يقتصر عليها، فكلَّما خبرتَ مجالك ونشاطك وجمهورك أكثر عرفتَ أكثر عن إدارة مالك، فلا بُد من استكشاف تجربتك الشخصيَّة، أمَّا ما ذكرناه فهو الأساس التي ستبني عليه فقط.

الإدارة المالية – Financial Management في الأصل مصطلحٌ يُستخدم في سياق الحديث عن الشَّرِكات عادةً، حيث تكون فيها أقسامٌ متعدِّدة ويُشرف على الإدارة المالية لها قسمٌ محدَّد أو دورٌ محدَّدٌ على الأقل، وجوهر الإدارة المالية: إجراءاتٌ تُتَّخذ تضمن بناء خطَّةٍ تخدم الهدف التجاريّ وتنفيذها.

نُريد في هذا المقال أن نتعرَّض للإدارة الماليَّة على وجهٍ أخصّ من المعتاد؛ تحديدًا عن كيفيَّة الإدارة المالية لنشاطٍ تجاريّ قائم على بيع الدورات التدريبيَّة والكتب وأشباهها من المنتجات الرقميَّة، لذا سنقتصر على مُصطلحات الإدارة المالية التي تُهمُّنا في هذا السِّياق دون التوسُّع فيما يخصُّ الشركات.

ما الغرض من الإدارة المالية؟

الغرض النهائيّ سواءٌ للشركات أو للفرد الذي يُدير أمواله في نشاط تجاريّ معيَّن واضح: تحقيق الرِّبح، هذا يعني تقريرَ الفردِ أن الأموال التي سيصرِفُها مستحقَّةٌ للبذل في سبيل الرِّبح الذي سيتحقَّقُ منها لاحقًا، هذا ينطبق على الجُهد أيضًا لا على المال فحسب.

الدَّورات التدريبيَّة تكلِّف أموالًا، وقد تحدَّثنا عن هذه التكاليف في دليل يُمكنك اللجوء إليه، لكن يُمكننا أن نلخِّص الفكرة بأن نطلُبَ منك أن تتصوَّر إنشاء دورةٍ تدريبيَّة: تحتاج إلى كاميرا، وجهاز، وقد تلزمُك بعضُ الأدوات فتُضطر للاشتراك فيها، وفوق هذا أنت بحاجةٍ إلى الوقت والجُهد.

في الوقت الذي تُنشئ فيه دورةً، كان يسعُك أن تصنع شيئًا آخر؛ يُمكن أن تحضر دورةً مثلًا بدلًا من ذلك، أو تدرس، أو تعمل عملًا آخر، أو تسلِّي نفسك، إلخ. ما الذي يجعلُك تصرف هذا المال كلَّه والجهد والوقت في هذا العمل تحديدًا؟ الإجابة واضحة: أنت تنتظر ربحًا في مقابل هذا المال والجهد.

وهنا تأتي أهميَّة الإدارة المالية، وكذلك التخطيط، لك دوراتٌ في السَّابق؟ ادرُس ما جنيتَه فيها، احسب مثلًا الدَّخل الإجماليّ – Gross Income الذي حقَّقته منها، أيْ الدخل الذي حصلتَ عليه بشكلٍ عام من هذا النَّشاط أيًّا كان ما بعته، واحسب صافي الدَّخل – Net Income لترى كم بقيَ لك من الدَّخل الإجماليّ.

قد تتساءل ما الفائدة من هذا؟ والإجابة: أنَّك تحسب الدَّخل الإجمالي مثلًا لترى مدى كفاءة هذا النشاط التجاريّ، أو مدى كفاءتك في إتقانه، وفي حالة الدورات التدريبيَّة والكتب -نظرًا للتجربة المربحة التي تعرضها- غالبًا عليك أن تعزو النَّقص في الرِّبح المخطَّط له إلى عدم الإتقان، ولا بُدَّ أن تحلِّل نمط تسويقك وتدريسك وكافة العوامل الأخرى، وتحسب صافي الدَّخل لتقارِنه مع ما صرَفته وما ستظلُّ تصرفُه في سبيل إعداد دوراتٍ وكتب جديدة، لترى هامش الرِّبح – Profit Margin الذي تحقِّقه.

 أمَّا كم يجب أن يكون هامش الرِّبح حتى يكون كافيًا، فأمرٌ ينبغي أن تقرِّره بنفسِك، لكن ثمَّة أسئلةٌ ستُعينُك إجابتُها على ذلك، مثلًا: هل هذا عملُك الوحيد؟ ما هدفُك من هذا الرّبح تحديدًا؟ ما الأمور التي تعتمد على هذا النشاط؟ وهكذا.

الإستراتيجيَّة والتكتيك

في الإدارة الماليَّة، ثمَّة ما يُدعى الإدارة التكتيكيَّة – Tactical Financial Management، والإدارة الإستراتيجيَّة – Strategic Financial Management، هذان ليسا نوعين ينبغي أن تتجنَّب أحدهما وتأخذ بالآخر، بل هما شكلان ينبغي أن يُوجَدا جنبًا إلى جنب.

الإدارة التكتيكيَّة تُعنى بالمدى القصير والخطط التي يمكن تنفيذها في الظروف الرَّاهنة والتحديَّات التي تواجهها دوريًّا، في حالتك مثلًا: تحتاجُ إلى أداةٍ معيَّنةٍ لتُعدّ هذه الدَّورة، وتحتاج الكتب الفلانيَّة، وهكذا، حساب قيمة الصَّرف وقياس المخاطر وما ترجوه من الدَّورة، في لقاء ما ستصرِفُه، يُعد إدارةً تكتيكيَّة.

أمَّا الإدارة الإستراتيجيَّة: فهي تُعنى بالرؤية العامَّة والشاملة التي توجِّهُك وتحرِّكُ نشاطك التجاريّ كلِّه من الألِف إلى الياء، فكلُّ خطوةٍ تتَّخِذُها لها مرجعٌ من هذه الإدارة الإستراتيجيَّة، لتحقيق الرِّبح على المدى البعيد. يسعُك أن تقول إن الإدارة التكتيكيَّة ينبغي أن تسير في الإطار العام للإدارة الإستراتيجيَّة.

يُمكن أن نطرَح لك مثالًا على ذلك، لنا دليلٌ حول الدَّورات التدريبيَّة نتحدَّث فيه عن أهميَّة استكشاف المجالات التي عندك علمٌ فيها تقدِّمُه للنَّاس، وأهميَّة تخصيصِ الموضوعات وحدّ كلِّ دورةٍ بموضوعٍ يُمكن الإحاطة به، وأثر هذا في بيع الدَّورات التدريبيَّة وتسويقها.

لكنّ بيع الدورات وتسويقها ليس المجال الوحيد المتأثر بهذا المنهج، ثمَّة مالٌ وجُهد يُصرف على كلِّ دورة، والالتزام -في كلِّ دورةٍ- بإعداد موضوعٍ محدودٍ موجَّهٍ لفئةٍ محدَّدةٍ مهتمَّةٍ به، ولا يحيِّر الجمهور، ثمّ الالتزام بصرف المال تحديدًا على هذه المشاريع وأشباهها مما به احتماليَّة عائدٍ ربحيّ كبير في حال إتقان التسويق، كلُّ هذا يُعد من الإدارة الإستراتيجيَّة.

لذا لا بُدّ من مراعاة كلا الأمرين، ننصحُ أن تجلس جلسةً خاصَّةً وتَدرُسَ المُعطيات التي جمعتها في نشاطك أو بحثتَ عنها حوله، وتُقرِّر الإستراتيجيَّة المناسبة التي ستتبِّعها، وسبُل تنفيذها.

مراحل الإدارة الماليَّة

يُمكن أن نذكُر لك بعض المراحل التي يُناسب أن تنظِّم بها نمط عملك في الإدارة الماليَّة؛ تذكَّر أن النشاط التجاريّ الفرديّ أو الصغير لا يحتاجُ إلى كلِّ أشكال الإدارة الماليَّة التي تُمارَسُ في الشَّركات ويُشرف عليها موظَّفُون متخصِّصون في هذا الشأن، يُمكن أن نطرح أمثلةً حول هذه المراحل:

  • التخطيط: كما ذكرنا فيما يخصّ الإدارة الإستراتيجيَّة، لا بُدّ من بنائها بحيث تخضعُ كل الإجراءات المستقبليَّة لها، بمَ ستُلزِمُ نفسَك في هذا المشروع الطويل؟ ما المنتجات التي ستبيعها؟ ما الذي تنتظر أن تجنيه؟ ما المجال الذي يحقِّقُ لك ربحًا معتبرًا وأنت ذو علمٍ فيه؟

  • اتخاذ القرار: بعد أن تُتِمّ التخطيط، لا بُد أن تنتهي إلى مجموعة قراراتٍ أوليَّة ستتخذها، سواءٌ كانت هذه القرارات نظريَّةً متعلِّقةً بكيفيَّة إدارة نشاطك، أو إجرائيَّة تتعلَّق بمنتجاتٍ محدَّدة ستُعدِّها في إطارٍ زمنيّ محدَّد، بما يضمن الرّبح أو يقارب ضمانه على الأقل بقدر المستطاع.

  • رصد الميزانيَّة: سواءٌ كنت ستبدأ نشاطك التجاريّ للتّو، أو بدأته، لا بُد أن ترصد الميزانية التي ستخصِّصُها لشراء المستلزمات، سواءٌ المستلزمات العامَّة مثل الكاميرا والحاسوب وما إلى ذلك، أو مستلزمات هذه الدَّورة أو تلك: من كتب واشتراكات وأدوات وغير ذلك، رصد الميزانيَّة يتضمَّن البحث في جودة الأجهزة والاشتراكات وجميع المستلزمات الأخرى، والرّبح المتوقَّع، وقدرتك الماليَّة.

  • إدارة المخاطر: لا بُد أن تكون متحسِّبًا للمخاطر التي ستُوجد، أقربُ مثالٍ لهذا ماثلٌ في النشاطات التجاريَّة التي تضرَّرت بفعل الوباء إلى حدٍّ كبير، ثمَّة أيضًا المنافسة، وخطر الخسارة وعدم تحقيق الربح، هذه المخاطر لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار جميعها وتخطِّطَ لإجراءات مضادَّة لها.

بالطَّبع، مجالُك ليس عرضةً للتأثير السلبيّ للوباء، هذا مجرَّد مثال، لكنه عرضةٌ لتأثير المنافسة مثلًا، أو لتأثير المحتوى المجانيّ في المجال الذي تقدِّمُ منتجاتك فيه، إلخ، بناءً على دراستك للموقف والمجال وحال السّوق فيه، ينبغي أن تتخذ قرارات مفصليَّة تتعلَّق بالميزانيَّة والتخطيط.

ختامًا، ما ذكرناه نبذةٌ بسيطةٌ وجدناها نافعةً لإدارة المال في مجالك تحديدًا، لكنَّ عملك لن يقتصر عليها، فكلَّما خبرتَ مجالك ونشاطك وجمهورك أكثر عرفتَ أكثر عن إدارة مالك، فلا بُد من استكشاف تجربتك الشخصيَّة، أمَّا ما ذكرناه فهو الأساس التي ستبني عليه فقط.

الإدارة المالية – Financial Management في الأصل مصطلحٌ يُستخدم في سياق الحديث عن الشَّرِكات عادةً، حيث تكون فيها أقسامٌ متعدِّدة ويُشرف على الإدارة المالية لها قسمٌ محدَّد أو دورٌ محدَّدٌ على الأقل، وجوهر الإدارة المالية: إجراءاتٌ تُتَّخذ تضمن بناء خطَّةٍ تخدم الهدف التجاريّ وتنفيذها.

نُريد في هذا المقال أن نتعرَّض للإدارة الماليَّة على وجهٍ أخصّ من المعتاد؛ تحديدًا عن كيفيَّة الإدارة المالية لنشاطٍ تجاريّ قائم على بيع الدورات التدريبيَّة والكتب وأشباهها من المنتجات الرقميَّة، لذا سنقتصر على مُصطلحات الإدارة المالية التي تُهمُّنا في هذا السِّياق دون التوسُّع فيما يخصُّ الشركات.

ما الغرض من الإدارة المالية؟

الغرض النهائيّ سواءٌ للشركات أو للفرد الذي يُدير أمواله في نشاط تجاريّ معيَّن واضح: تحقيق الرِّبح، هذا يعني تقريرَ الفردِ أن الأموال التي سيصرِفُها مستحقَّةٌ للبذل في سبيل الرِّبح الذي سيتحقَّقُ منها لاحقًا، هذا ينطبق على الجُهد أيضًا لا على المال فحسب.

الدَّورات التدريبيَّة تكلِّف أموالًا، وقد تحدَّثنا عن هذه التكاليف في دليل يُمكنك اللجوء إليه، لكن يُمكننا أن نلخِّص الفكرة بأن نطلُبَ منك أن تتصوَّر إنشاء دورةٍ تدريبيَّة: تحتاج إلى كاميرا، وجهاز، وقد تلزمُك بعضُ الأدوات فتُضطر للاشتراك فيها، وفوق هذا أنت بحاجةٍ إلى الوقت والجُهد.

في الوقت الذي تُنشئ فيه دورةً، كان يسعُك أن تصنع شيئًا آخر؛ يُمكن أن تحضر دورةً مثلًا بدلًا من ذلك، أو تدرس، أو تعمل عملًا آخر، أو تسلِّي نفسك، إلخ. ما الذي يجعلُك تصرف هذا المال كلَّه والجهد والوقت في هذا العمل تحديدًا؟ الإجابة واضحة: أنت تنتظر ربحًا في مقابل هذا المال والجهد.

وهنا تأتي أهميَّة الإدارة المالية، وكذلك التخطيط، لك دوراتٌ في السَّابق؟ ادرُس ما جنيتَه فيها، احسب مثلًا الدَّخل الإجماليّ – Gross Income الذي حقَّقته منها، أيْ الدخل الذي حصلتَ عليه بشكلٍ عام من هذا النَّشاط أيًّا كان ما بعته، واحسب صافي الدَّخل – Net Income لترى كم بقيَ لك من الدَّخل الإجماليّ.

قد تتساءل ما الفائدة من هذا؟ والإجابة: أنَّك تحسب الدَّخل الإجمالي مثلًا لترى مدى كفاءة هذا النشاط التجاريّ، أو مدى كفاءتك في إتقانه، وفي حالة الدورات التدريبيَّة والكتب -نظرًا للتجربة المربحة التي تعرضها- غالبًا عليك أن تعزو النَّقص في الرِّبح المخطَّط له إلى عدم الإتقان، ولا بُدَّ أن تحلِّل نمط تسويقك وتدريسك وكافة العوامل الأخرى، وتحسب صافي الدَّخل لتقارِنه مع ما صرَفته وما ستظلُّ تصرفُه في سبيل إعداد دوراتٍ وكتب جديدة، لترى هامش الرِّبح – Profit Margin الذي تحقِّقه.

 أمَّا كم يجب أن يكون هامش الرِّبح حتى يكون كافيًا، فأمرٌ ينبغي أن تقرِّره بنفسِك، لكن ثمَّة أسئلةٌ ستُعينُك إجابتُها على ذلك، مثلًا: هل هذا عملُك الوحيد؟ ما هدفُك من هذا الرّبح تحديدًا؟ ما الأمور التي تعتمد على هذا النشاط؟ وهكذا.

الإستراتيجيَّة والتكتيك

في الإدارة الماليَّة، ثمَّة ما يُدعى الإدارة التكتيكيَّة – Tactical Financial Management، والإدارة الإستراتيجيَّة – Strategic Financial Management، هذان ليسا نوعين ينبغي أن تتجنَّب أحدهما وتأخذ بالآخر، بل هما شكلان ينبغي أن يُوجَدا جنبًا إلى جنب.

الإدارة التكتيكيَّة تُعنى بالمدى القصير والخطط التي يمكن تنفيذها في الظروف الرَّاهنة والتحديَّات التي تواجهها دوريًّا، في حالتك مثلًا: تحتاجُ إلى أداةٍ معيَّنةٍ لتُعدّ هذه الدَّورة، وتحتاج الكتب الفلانيَّة، وهكذا، حساب قيمة الصَّرف وقياس المخاطر وما ترجوه من الدَّورة، في لقاء ما ستصرِفُه، يُعد إدارةً تكتيكيَّة.

أمَّا الإدارة الإستراتيجيَّة: فهي تُعنى بالرؤية العامَّة والشاملة التي توجِّهُك وتحرِّكُ نشاطك التجاريّ كلِّه من الألِف إلى الياء، فكلُّ خطوةٍ تتَّخِذُها لها مرجعٌ من هذه الإدارة الإستراتيجيَّة، لتحقيق الرِّبح على المدى البعيد. يسعُك أن تقول إن الإدارة التكتيكيَّة ينبغي أن تسير في الإطار العام للإدارة الإستراتيجيَّة.

يُمكن أن نطرَح لك مثالًا على ذلك، لنا دليلٌ حول الدَّورات التدريبيَّة نتحدَّث فيه عن أهميَّة استكشاف المجالات التي عندك علمٌ فيها تقدِّمُه للنَّاس، وأهميَّة تخصيصِ الموضوعات وحدّ كلِّ دورةٍ بموضوعٍ يُمكن الإحاطة به، وأثر هذا في بيع الدَّورات التدريبيَّة وتسويقها.

لكنّ بيع الدورات وتسويقها ليس المجال الوحيد المتأثر بهذا المنهج، ثمَّة مالٌ وجُهد يُصرف على كلِّ دورة، والالتزام -في كلِّ دورةٍ- بإعداد موضوعٍ محدودٍ موجَّهٍ لفئةٍ محدَّدةٍ مهتمَّةٍ به، ولا يحيِّر الجمهور، ثمّ الالتزام بصرف المال تحديدًا على هذه المشاريع وأشباهها مما به احتماليَّة عائدٍ ربحيّ كبير في حال إتقان التسويق، كلُّ هذا يُعد من الإدارة الإستراتيجيَّة.

لذا لا بُدّ من مراعاة كلا الأمرين، ننصحُ أن تجلس جلسةً خاصَّةً وتَدرُسَ المُعطيات التي جمعتها في نشاطك أو بحثتَ عنها حوله، وتُقرِّر الإستراتيجيَّة المناسبة التي ستتبِّعها، وسبُل تنفيذها.

مراحل الإدارة الماليَّة

يُمكن أن نذكُر لك بعض المراحل التي يُناسب أن تنظِّم بها نمط عملك في الإدارة الماليَّة؛ تذكَّر أن النشاط التجاريّ الفرديّ أو الصغير لا يحتاجُ إلى كلِّ أشكال الإدارة الماليَّة التي تُمارَسُ في الشَّركات ويُشرف عليها موظَّفُون متخصِّصون في هذا الشأن، يُمكن أن نطرح أمثلةً حول هذه المراحل:

  • التخطيط: كما ذكرنا فيما يخصّ الإدارة الإستراتيجيَّة، لا بُدّ من بنائها بحيث تخضعُ كل الإجراءات المستقبليَّة لها، بمَ ستُلزِمُ نفسَك في هذا المشروع الطويل؟ ما المنتجات التي ستبيعها؟ ما الذي تنتظر أن تجنيه؟ ما المجال الذي يحقِّقُ لك ربحًا معتبرًا وأنت ذو علمٍ فيه؟

  • اتخاذ القرار: بعد أن تُتِمّ التخطيط، لا بُد أن تنتهي إلى مجموعة قراراتٍ أوليَّة ستتخذها، سواءٌ كانت هذه القرارات نظريَّةً متعلِّقةً بكيفيَّة إدارة نشاطك، أو إجرائيَّة تتعلَّق بمنتجاتٍ محدَّدة ستُعدِّها في إطارٍ زمنيّ محدَّد، بما يضمن الرّبح أو يقارب ضمانه على الأقل بقدر المستطاع.

  • رصد الميزانيَّة: سواءٌ كنت ستبدأ نشاطك التجاريّ للتّو، أو بدأته، لا بُد أن ترصد الميزانية التي ستخصِّصُها لشراء المستلزمات، سواءٌ المستلزمات العامَّة مثل الكاميرا والحاسوب وما إلى ذلك، أو مستلزمات هذه الدَّورة أو تلك: من كتب واشتراكات وأدوات وغير ذلك، رصد الميزانيَّة يتضمَّن البحث في جودة الأجهزة والاشتراكات وجميع المستلزمات الأخرى، والرّبح المتوقَّع، وقدرتك الماليَّة.

  • إدارة المخاطر: لا بُد أن تكون متحسِّبًا للمخاطر التي ستُوجد، أقربُ مثالٍ لهذا ماثلٌ في النشاطات التجاريَّة التي تضرَّرت بفعل الوباء إلى حدٍّ كبير، ثمَّة أيضًا المنافسة، وخطر الخسارة وعدم تحقيق الربح، هذه المخاطر لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار جميعها وتخطِّطَ لإجراءات مضادَّة لها.

بالطَّبع، مجالُك ليس عرضةً للتأثير السلبيّ للوباء، هذا مجرَّد مثال، لكنه عرضةٌ لتأثير المنافسة مثلًا، أو لتأثير المحتوى المجانيّ في المجال الذي تقدِّمُ منتجاتك فيه، إلخ، بناءً على دراستك للموقف والمجال وحال السّوق فيه، ينبغي أن تتخذ قرارات مفصليَّة تتعلَّق بالميزانيَّة والتخطيط.

ختامًا، ما ذكرناه نبذةٌ بسيطةٌ وجدناها نافعةً لإدارة المال في مجالك تحديدًا، لكنَّ عملك لن يقتصر عليها، فكلَّما خبرتَ مجالك ونشاطك وجمهورك أكثر عرفتَ أكثر عن إدارة مالك، فلا بُد من استكشاف تجربتك الشخصيَّة، أمَّا ما ذكرناه فهو الأساس التي ستبني عليه فقط.