المدونة

إستراتيجية المحتوى والفرق بينها وبين التخطيط: ما ينبغي أن تعرفه عن كليهما

مساق

30‏/01‏/2022

في كلِّ نشاطٍ تجاريّ، لا بُدّ من تكامل الخطَّة مع التنفيذ؛ هذا لا يقتصر على الشركات الكبيرة التي تخصِّص أقسامًا كاملةً لأغراض محدَّدة، بل يشملُ كلَّ صاحب نشاطٍ تجاريّ جادّ مهما كان نشاطُه محدودًا، ما دام ينوي أن يواصل المشوار ويوسِّع نشاطه شيئًا فشيئًا. من المبادئ المهمَّة جدًّا في هذا الشأن إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، ما نريد أن نتعرَّض له في هذا المقال هو الفرق بين هذين الأمرين، وأهمية هذا الفرق، مع توضيح الأساسات التي ينبغي أن يُبنى عليها كلٌّ منهما.

التخطيط للمُحتوى – Content Planning: إجراءٌ يهدُفُ إلى وضع البنود أو النقاط التي ينبغي أن تُنفَّذ فيما يتعلَّق بكيفيَّة صناعة المحتوى، مهما كان نوع هذا المحتوى (وستتغيَّر بعض هذه البنود تبعًا لنوعيَّة المحتوى)، في حين تعني إستراتيجية المحتوى – Content Strategy: الرؤية الكليَّة النظريَّة التي يضعُها الفرد لنفسِه فيما يتعلَّق بنشاطه وفقًا لأهدافه.

أسُس التخطيط وأساليبه

نظرًا لكون التخطيط للمحتوى متعلِّق بالجزء الإجرائيّ من العمل، فهو بالضَّرورة يُوضع في إطارٍ أوسع، لا بُدّ أن يتوافق التخطيط للمحتوى مع نظرتك الكليَّة لنشاطك التجاريّ، أي: إستراتيجية المحتوى التي تحكمُ محتواك، وسنتحدَّث عنها لاحقًا، وبعد أن يتناسب التخطيط مع الإستراتيجيَّة، ثمَّة نقاطٌ مفتاحيَّة لا بُدّ أن تراعيها.

هذه النقاط هي أقرب لأسئلةٍ تطرحُها على نفسك، وتعرف إجابتها عن طريق ممارستك للنشاط، أو عن طريق نظرتك لما يجب أن يكون عليه إن كنت جديدًا في هذا المجال، وبالطَّبع، كلا الأمرين قابلٌ للتطوُّر مع تقدُّمك واكتسابك خبرةً أكثر، ومن هذه النّقاط:

  • الفئة المستهدفة: لنقُل إنَّ ثمَّة دورةً تُريد أن تُنشئها، ما الفئة المستهدفة؟ لا بُدّ لتعرف الفئة المستهدفة أن تبحث عنها عبر نموذج شخصيَّة المُشتري، هذا يُتيح لك أن تعرف كيف تُخاطبهم، ويُعرِّفك أكثر كيفَ تصنع محتوًى يكون جاذِبًا لهم ومناسبًا لمستواهم.

لا تقتصِرُ معرفتك للفئة المستهدفة على تعريف أماكن تواجدهم مثلًا أو كيفيَّة خطابهم، لا بُدّ أن تجعل محتواك مشتملًا على النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهونها، مثلًا إن كنتَ تعدّ دورةً في مجال التنمية الذاتية، ما النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهها من يبحثون عن هذا النوع من المحتوى؟ ما الذي يرغبون في تعلُّمِه أكثر؟ وهكذا.

تذكَّر أننا ههنا لا نعلِّمُك كيف تكتبُ المحتوى، بل نُرشدُك إلى التخطيط، بمعنى أنّ ما ذكرناه حول الفئة المستهدفة ينبغي أن يكون ذهنيَّةً – Mindset تفكِّر بواسطتها حال إعدادك لأي محتوى تبيعه على الإنترنت، سواءٌ كان كتابًا أو دورةً أو غير ذلك، وهذا الذي ذكرناه ينطبق على بقيَّة النقاط.

  • العروض والأسعار: ينبغي في التخطيط للمحتوى أيضًا أن تفكِّر في العروض والأسعار التي ستطرح بها منتجاتك، هل ثمَّة عروضٌ محدَّدة للفترة التي ستطرحُ فيها هذا المنتج أو ذاك؟ أو هل ثمَّة عروضٌ إجمالًا لبعض الفترات بصرف النظر عن طرح منتجاتٍ جديدة من عدمِها؟ هذا ينبغي أن يُقاس بالنظر إلى السُّوق وحركته.

من المناسب في هذا أن تلجأ إلى اختبارات أ/ب لتقيس ردَّات الفعل تجاه نشاطك وأساليب تحسينه فيما يتعلَّق بالعروض والأسعار والأماكن التي تُعرضُ فيها المنتجات. لا بُد أن نُشير إلى أنه ليس ثمَّة قانونٌ ثابتٌ فيما يخصّ هذا الشأن عدا عن كون التخفيضات والهدايا المجانية مرغوبة من الزبائن، أمَّا مقاربةُ هذه المعلومة فأمر يعود لكلِّ حالة.

قد تُرشدك الإحصاءات التي جمعتها من تفاعل الزبائن مع عروضك إلى أهميَّة أن تنشرَها في فصل الصيف مثلًا حيث الطلَّاب في عُطلِهم الصيفيَّة، في مقابل معرفةٍ – Brand Awareness أكبر بك وبمنتجاتك، لأن محتواك موجَّهٌ للطلَّاب بدرجةٍ أولى، هذا يعتمد على نشاطك، ولا ينبغي أن تتخذ القرار فيه قبل أن تدرُس حالتك جيِّدًا.

  • إعادة صياغة المحتوى ونشرِه – Repurposing Content: ما هدفُك فيما يخصُّ إعادة نشر المحتوى؟ هذا لا يقتصر على محتواك المدفوع فقط، بل يشمل المحتوى المجانيّ أيضًا، نشرتَ اليوم مقطعًا على يوتيوب مثلًا، ولا يناسب أن يكون نصّ الفيديو – Script مقالًا، كيف ستحوِّلُه إلى مقال؟

هذا ليس أمرًا تدرُسُه في كلِّ محتوى تنشره على حدة، لا بُدّ لتحقيق هذا بكفاءةٍ عُليا أن يكون عندك خطَّة شاملة للمحتوى الذي يقبل إعادة الصياغة والنَّشر، والذي لا يقبل، إعادة الصياغة والنَّشر بصورةٍ كافية يعرِّف الناس بك أكثر ويُرشدهم إلى منصَّاتك المختلفة وإلى شراء منتجاتك.

  • التنظيم والتسويق: ما الكيفيَّة التي تخطِّطُ أن تنظِّم بها تخطيطك وتسوِّق لمنتجاتك؟ سواءٌ كنت ستستخدم تقويمًا للأيام، أو ستتبع نظامًا أسبوعيًّا، لا بُد أن يكون لنشاطك التنظيمي إطار زمنيّ، سواء تنظيم خطتك، أو تنظيم تنفيذها، هذا يُعينك على التسويق ومعرفة المنصَّات والأيَّام والأوقات المحدَّدة التي تنشرُ فيها محتواك بدقَّة.

ننصحُك أن تقرأ مقالاتنا حول التسويق إن كنت ترغب في معرفةِ المزيد حول تنظيم التسويق والعناصر المهمَّة التي ينبغي أن تُوجد فيه.

إستراتيجية المحتوى

كما ذكرنا، تتعلَّق إستراتيجية المحتوى -بالدَّرجة الأولى- بالهدف والرؤية، ما نعنيه بذلك هو أن رؤيتك ينبغي أن تُوضع على أساس هدفِك وقناعاتك فيما يخصّ نشاطك والسُّوق الذي تبيع فيه منتجاتك، وسنوضِّحُ هذا بالأمثلة.

الهدفُ النهائيّ لكلّ نشاطٍ تجاريّ هو الرِّبح ومضاعفته، لكن مدى الرّبح، ومدى اعتمادك على الرّبح من هذا النشاط تحديدًا في حياتك، وضخامة هذا النشاط في الوقت الحاضر، أمورٌ لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار حين تُقدِم على وضع هدفك، واستثمار الوقت والجهد في هذا النشاط يأتي تبعًا لهذا القرار.

أما الرؤية، فهي متعلِّقةٌ بالصورة العامَّة والكليَّة التي ينبغي أن تخضع كلُّ خططك لها، سواءٌ كانت هذه الصورة الكليَّة متعلِّقةً بأخلاقياتك وأخلاقيات المهنة، أو بالأنماط التي تجدُها نافعةً في نشاطك الخاص.

في مجال الدورات التدريبيَّة مثلًا، لا بُد كما ذكرنا من البحث عن الفئة المستهدفة، هذه النّقطة حين تُوضع في الإستراتيجيَّة يُمكن أن تعبِّر عنها بأنَّك لا تقدِّمُ إلى زبائنك أو طلابك إلّا ما يناسبهم، هكذا سيتمحورُ كلّ نشاطك التخطيطيّ في هذه الجزئيَّة حول الوصول إلى أفضل أسلوبٍ ممكن لتطبيق هذه الإستراتيجيَّة الكليَّة.

من نقاط إستراتيجية المحتوى مثلًا أنك لا تقدِّم للطلَّاب إلا ما تقتنعُ به، لئلّا تغشَّهم أوَّلًا، ولأن ذلك -بالفعل- يُساهم في نتيجةٍ تدريسيَّةٍ أفضل وتجربةٍ أفضل للطلَّاب والمدرِّب، وهكذا لن يكون في التخطيط للمحتوى أيُّ تعارضٍ مع هذا المبدأ العام الذي ينطبِقُ على كلِّ جزئيَّةٍ من نشاطك.

هذه مجرَّدُ أمثلةٍ على ما ينبغي أن تتمحورَ الإستراتيجيَّة حوله، أهميَّة وضع الإستراتيجيَّة تكمنُ في كونك تعالجُ الأمور من ناحية أخلاقيَّتِها وتحقيقها للفائدة والرّبح منذ البداية، وهذا يعني أن طريقك في التخطيط يصير واضحًا بفعل هذا القرار الأوليّ، وبالطَّبع يُمكن أن تعدِّل هذه الإستراتيجيَّة إن طرأ طارئ أو اكتشفت خطأ، المهم أن تبقى ساريةً ما دمتَ بذلتَ فيها كلّ جهدك في اللحظة.

ماذا يترتَّب على معرفة الفرق؟

الذي يترتَّبُ على معرفة الفرق بين إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، هو أنَّ ذهنك بات مُنظَّمًا فيما يتعلَّق بالإجراءات والنشاطات اليومية التي ينبغي أن تُنجزها فيما يخصُّ تجارتك؛ الإستراتيجيَّة تجعلُ الأمور واضحةً بالنسبة لك، والتخطيط يُهيِّئ لتطبيق هذه الأمور العامَّة على أرضِ الواقع.

التقييم والاختبار دوريًّا نافعٌ جدًّا لنشاطك التجاريّ، ويُعينك على معرفة الثغرات التي يُمكن أن تكون واجهتها، وسُبل التطوير والتقدُّم سواءٌ فيما يتعلَّق بالرّبح أو جودة المحتوى، لذا يُعدّ عاملًا أساسيًّا في التخطيط ووضع الإستراتيجيَّة.

ختامًا، ما ذكرناه في التخطيط والإستراتيجيَّة أمثلةٌ على ما ينبغي أن يُوجد فيهما، ينبغي أن تنظُرَ لنوع المحتوى الذي تقدِّمه، وتطبِّقَ هذه الأمور الأساسيَّة بالقياس لنوع محتواك، ثمّ تكتشفَ نقاطًا جديدةً تعدُّها مفتاحيَّةً في حالتك وتُعينك على تخطيطٍ أفضل وإستراتيجيَّة أكفأ.

في كلِّ نشاطٍ تجاريّ، لا بُدّ من تكامل الخطَّة مع التنفيذ؛ هذا لا يقتصر على الشركات الكبيرة التي تخصِّص أقسامًا كاملةً لأغراض محدَّدة، بل يشملُ كلَّ صاحب نشاطٍ تجاريّ جادّ مهما كان نشاطُه محدودًا، ما دام ينوي أن يواصل المشوار ويوسِّع نشاطه شيئًا فشيئًا. من المبادئ المهمَّة جدًّا في هذا الشأن إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، ما نريد أن نتعرَّض له في هذا المقال هو الفرق بين هذين الأمرين، وأهمية هذا الفرق، مع توضيح الأساسات التي ينبغي أن يُبنى عليها كلٌّ منهما.

التخطيط للمُحتوى – Content Planning: إجراءٌ يهدُفُ إلى وضع البنود أو النقاط التي ينبغي أن تُنفَّذ فيما يتعلَّق بكيفيَّة صناعة المحتوى، مهما كان نوع هذا المحتوى (وستتغيَّر بعض هذه البنود تبعًا لنوعيَّة المحتوى)، في حين تعني إستراتيجية المحتوى – Content Strategy: الرؤية الكليَّة النظريَّة التي يضعُها الفرد لنفسِه فيما يتعلَّق بنشاطه وفقًا لأهدافه.

أسُس التخطيط وأساليبه

نظرًا لكون التخطيط للمحتوى متعلِّق بالجزء الإجرائيّ من العمل، فهو بالضَّرورة يُوضع في إطارٍ أوسع، لا بُدّ أن يتوافق التخطيط للمحتوى مع نظرتك الكليَّة لنشاطك التجاريّ، أي: إستراتيجية المحتوى التي تحكمُ محتواك، وسنتحدَّث عنها لاحقًا، وبعد أن يتناسب التخطيط مع الإستراتيجيَّة، ثمَّة نقاطٌ مفتاحيَّة لا بُدّ أن تراعيها.

هذه النقاط هي أقرب لأسئلةٍ تطرحُها على نفسك، وتعرف إجابتها عن طريق ممارستك للنشاط، أو عن طريق نظرتك لما يجب أن يكون عليه إن كنت جديدًا في هذا المجال، وبالطَّبع، كلا الأمرين قابلٌ للتطوُّر مع تقدُّمك واكتسابك خبرةً أكثر، ومن هذه النّقاط:

  • الفئة المستهدفة: لنقُل إنَّ ثمَّة دورةً تُريد أن تُنشئها، ما الفئة المستهدفة؟ لا بُدّ لتعرف الفئة المستهدفة أن تبحث عنها عبر نموذج شخصيَّة المُشتري، هذا يُتيح لك أن تعرف كيف تُخاطبهم، ويُعرِّفك أكثر كيفَ تصنع محتوًى يكون جاذِبًا لهم ومناسبًا لمستواهم.

لا تقتصِرُ معرفتك للفئة المستهدفة على تعريف أماكن تواجدهم مثلًا أو كيفيَّة خطابهم، لا بُدّ أن تجعل محتواك مشتملًا على النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهونها، مثلًا إن كنتَ تعدّ دورةً في مجال التنمية الذاتية، ما النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهها من يبحثون عن هذا النوع من المحتوى؟ ما الذي يرغبون في تعلُّمِه أكثر؟ وهكذا.

تذكَّر أننا ههنا لا نعلِّمُك كيف تكتبُ المحتوى، بل نُرشدُك إلى التخطيط، بمعنى أنّ ما ذكرناه حول الفئة المستهدفة ينبغي أن يكون ذهنيَّةً – Mindset تفكِّر بواسطتها حال إعدادك لأي محتوى تبيعه على الإنترنت، سواءٌ كان كتابًا أو دورةً أو غير ذلك، وهذا الذي ذكرناه ينطبق على بقيَّة النقاط.

  • العروض والأسعار: ينبغي في التخطيط للمحتوى أيضًا أن تفكِّر في العروض والأسعار التي ستطرح بها منتجاتك، هل ثمَّة عروضٌ محدَّدة للفترة التي ستطرحُ فيها هذا المنتج أو ذاك؟ أو هل ثمَّة عروضٌ إجمالًا لبعض الفترات بصرف النظر عن طرح منتجاتٍ جديدة من عدمِها؟ هذا ينبغي أن يُقاس بالنظر إلى السُّوق وحركته.

من المناسب في هذا أن تلجأ إلى اختبارات أ/ب لتقيس ردَّات الفعل تجاه نشاطك وأساليب تحسينه فيما يتعلَّق بالعروض والأسعار والأماكن التي تُعرضُ فيها المنتجات. لا بُد أن نُشير إلى أنه ليس ثمَّة قانونٌ ثابتٌ فيما يخصّ هذا الشأن عدا عن كون التخفيضات والهدايا المجانية مرغوبة من الزبائن، أمَّا مقاربةُ هذه المعلومة فأمر يعود لكلِّ حالة.

قد تُرشدك الإحصاءات التي جمعتها من تفاعل الزبائن مع عروضك إلى أهميَّة أن تنشرَها في فصل الصيف مثلًا حيث الطلَّاب في عُطلِهم الصيفيَّة، في مقابل معرفةٍ – Brand Awareness أكبر بك وبمنتجاتك، لأن محتواك موجَّهٌ للطلَّاب بدرجةٍ أولى، هذا يعتمد على نشاطك، ولا ينبغي أن تتخذ القرار فيه قبل أن تدرُس حالتك جيِّدًا.

  • إعادة صياغة المحتوى ونشرِه – Repurposing Content: ما هدفُك فيما يخصُّ إعادة نشر المحتوى؟ هذا لا يقتصر على محتواك المدفوع فقط، بل يشمل المحتوى المجانيّ أيضًا، نشرتَ اليوم مقطعًا على يوتيوب مثلًا، ولا يناسب أن يكون نصّ الفيديو – Script مقالًا، كيف ستحوِّلُه إلى مقال؟

هذا ليس أمرًا تدرُسُه في كلِّ محتوى تنشره على حدة، لا بُدّ لتحقيق هذا بكفاءةٍ عُليا أن يكون عندك خطَّة شاملة للمحتوى الذي يقبل إعادة الصياغة والنَّشر، والذي لا يقبل، إعادة الصياغة والنَّشر بصورةٍ كافية يعرِّف الناس بك أكثر ويُرشدهم إلى منصَّاتك المختلفة وإلى شراء منتجاتك.

  • التنظيم والتسويق: ما الكيفيَّة التي تخطِّطُ أن تنظِّم بها تخطيطك وتسوِّق لمنتجاتك؟ سواءٌ كنت ستستخدم تقويمًا للأيام، أو ستتبع نظامًا أسبوعيًّا، لا بُد أن يكون لنشاطك التنظيمي إطار زمنيّ، سواء تنظيم خطتك، أو تنظيم تنفيذها، هذا يُعينك على التسويق ومعرفة المنصَّات والأيَّام والأوقات المحدَّدة التي تنشرُ فيها محتواك بدقَّة.

ننصحُك أن تقرأ مقالاتنا حول التسويق إن كنت ترغب في معرفةِ المزيد حول تنظيم التسويق والعناصر المهمَّة التي ينبغي أن تُوجد فيه.

إستراتيجية المحتوى

كما ذكرنا، تتعلَّق إستراتيجية المحتوى -بالدَّرجة الأولى- بالهدف والرؤية، ما نعنيه بذلك هو أن رؤيتك ينبغي أن تُوضع على أساس هدفِك وقناعاتك فيما يخصّ نشاطك والسُّوق الذي تبيع فيه منتجاتك، وسنوضِّحُ هذا بالأمثلة.

الهدفُ النهائيّ لكلّ نشاطٍ تجاريّ هو الرِّبح ومضاعفته، لكن مدى الرّبح، ومدى اعتمادك على الرّبح من هذا النشاط تحديدًا في حياتك، وضخامة هذا النشاط في الوقت الحاضر، أمورٌ لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار حين تُقدِم على وضع هدفك، واستثمار الوقت والجهد في هذا النشاط يأتي تبعًا لهذا القرار.

أما الرؤية، فهي متعلِّقةٌ بالصورة العامَّة والكليَّة التي ينبغي أن تخضع كلُّ خططك لها، سواءٌ كانت هذه الصورة الكليَّة متعلِّقةً بأخلاقياتك وأخلاقيات المهنة، أو بالأنماط التي تجدُها نافعةً في نشاطك الخاص.

في مجال الدورات التدريبيَّة مثلًا، لا بُد كما ذكرنا من البحث عن الفئة المستهدفة، هذه النّقطة حين تُوضع في الإستراتيجيَّة يُمكن أن تعبِّر عنها بأنَّك لا تقدِّمُ إلى زبائنك أو طلابك إلّا ما يناسبهم، هكذا سيتمحورُ كلّ نشاطك التخطيطيّ في هذه الجزئيَّة حول الوصول إلى أفضل أسلوبٍ ممكن لتطبيق هذه الإستراتيجيَّة الكليَّة.

من نقاط إستراتيجية المحتوى مثلًا أنك لا تقدِّم للطلَّاب إلا ما تقتنعُ به، لئلّا تغشَّهم أوَّلًا، ولأن ذلك -بالفعل- يُساهم في نتيجةٍ تدريسيَّةٍ أفضل وتجربةٍ أفضل للطلَّاب والمدرِّب، وهكذا لن يكون في التخطيط للمحتوى أيُّ تعارضٍ مع هذا المبدأ العام الذي ينطبِقُ على كلِّ جزئيَّةٍ من نشاطك.

هذه مجرَّدُ أمثلةٍ على ما ينبغي أن تتمحورَ الإستراتيجيَّة حوله، أهميَّة وضع الإستراتيجيَّة تكمنُ في كونك تعالجُ الأمور من ناحية أخلاقيَّتِها وتحقيقها للفائدة والرّبح منذ البداية، وهذا يعني أن طريقك في التخطيط يصير واضحًا بفعل هذا القرار الأوليّ، وبالطَّبع يُمكن أن تعدِّل هذه الإستراتيجيَّة إن طرأ طارئ أو اكتشفت خطأ، المهم أن تبقى ساريةً ما دمتَ بذلتَ فيها كلّ جهدك في اللحظة.

ماذا يترتَّب على معرفة الفرق؟

الذي يترتَّبُ على معرفة الفرق بين إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، هو أنَّ ذهنك بات مُنظَّمًا فيما يتعلَّق بالإجراءات والنشاطات اليومية التي ينبغي أن تُنجزها فيما يخصُّ تجارتك؛ الإستراتيجيَّة تجعلُ الأمور واضحةً بالنسبة لك، والتخطيط يُهيِّئ لتطبيق هذه الأمور العامَّة على أرضِ الواقع.

التقييم والاختبار دوريًّا نافعٌ جدًّا لنشاطك التجاريّ، ويُعينك على معرفة الثغرات التي يُمكن أن تكون واجهتها، وسُبل التطوير والتقدُّم سواءٌ فيما يتعلَّق بالرّبح أو جودة المحتوى، لذا يُعدّ عاملًا أساسيًّا في التخطيط ووضع الإستراتيجيَّة.

ختامًا، ما ذكرناه في التخطيط والإستراتيجيَّة أمثلةٌ على ما ينبغي أن يُوجد فيهما، ينبغي أن تنظُرَ لنوع المحتوى الذي تقدِّمه، وتطبِّقَ هذه الأمور الأساسيَّة بالقياس لنوع محتواك، ثمّ تكتشفَ نقاطًا جديدةً تعدُّها مفتاحيَّةً في حالتك وتُعينك على تخطيطٍ أفضل وإستراتيجيَّة أكفأ.

في كلِّ نشاطٍ تجاريّ، لا بُدّ من تكامل الخطَّة مع التنفيذ؛ هذا لا يقتصر على الشركات الكبيرة التي تخصِّص أقسامًا كاملةً لأغراض محدَّدة، بل يشملُ كلَّ صاحب نشاطٍ تجاريّ جادّ مهما كان نشاطُه محدودًا، ما دام ينوي أن يواصل المشوار ويوسِّع نشاطه شيئًا فشيئًا. من المبادئ المهمَّة جدًّا في هذا الشأن إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، ما نريد أن نتعرَّض له في هذا المقال هو الفرق بين هذين الأمرين، وأهمية هذا الفرق، مع توضيح الأساسات التي ينبغي أن يُبنى عليها كلٌّ منهما.

التخطيط للمُحتوى – Content Planning: إجراءٌ يهدُفُ إلى وضع البنود أو النقاط التي ينبغي أن تُنفَّذ فيما يتعلَّق بكيفيَّة صناعة المحتوى، مهما كان نوع هذا المحتوى (وستتغيَّر بعض هذه البنود تبعًا لنوعيَّة المحتوى)، في حين تعني إستراتيجية المحتوى – Content Strategy: الرؤية الكليَّة النظريَّة التي يضعُها الفرد لنفسِه فيما يتعلَّق بنشاطه وفقًا لأهدافه.

أسُس التخطيط وأساليبه

نظرًا لكون التخطيط للمحتوى متعلِّق بالجزء الإجرائيّ من العمل، فهو بالضَّرورة يُوضع في إطارٍ أوسع، لا بُدّ أن يتوافق التخطيط للمحتوى مع نظرتك الكليَّة لنشاطك التجاريّ، أي: إستراتيجية المحتوى التي تحكمُ محتواك، وسنتحدَّث عنها لاحقًا، وبعد أن يتناسب التخطيط مع الإستراتيجيَّة، ثمَّة نقاطٌ مفتاحيَّة لا بُدّ أن تراعيها.

هذه النقاط هي أقرب لأسئلةٍ تطرحُها على نفسك، وتعرف إجابتها عن طريق ممارستك للنشاط، أو عن طريق نظرتك لما يجب أن يكون عليه إن كنت جديدًا في هذا المجال، وبالطَّبع، كلا الأمرين قابلٌ للتطوُّر مع تقدُّمك واكتسابك خبرةً أكثر، ومن هذه النّقاط:

  • الفئة المستهدفة: لنقُل إنَّ ثمَّة دورةً تُريد أن تُنشئها، ما الفئة المستهدفة؟ لا بُدّ لتعرف الفئة المستهدفة أن تبحث عنها عبر نموذج شخصيَّة المُشتري، هذا يُتيح لك أن تعرف كيف تُخاطبهم، ويُعرِّفك أكثر كيفَ تصنع محتوًى يكون جاذِبًا لهم ومناسبًا لمستواهم.

لا تقتصِرُ معرفتك للفئة المستهدفة على تعريف أماكن تواجدهم مثلًا أو كيفيَّة خطابهم، لا بُدّ أن تجعل محتواك مشتملًا على النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهونها، مثلًا إن كنتَ تعدّ دورةً في مجال التنمية الذاتية، ما النقاط الصعبة أو الحرجة التي يواجهها من يبحثون عن هذا النوع من المحتوى؟ ما الذي يرغبون في تعلُّمِه أكثر؟ وهكذا.

تذكَّر أننا ههنا لا نعلِّمُك كيف تكتبُ المحتوى، بل نُرشدُك إلى التخطيط، بمعنى أنّ ما ذكرناه حول الفئة المستهدفة ينبغي أن يكون ذهنيَّةً – Mindset تفكِّر بواسطتها حال إعدادك لأي محتوى تبيعه على الإنترنت، سواءٌ كان كتابًا أو دورةً أو غير ذلك، وهذا الذي ذكرناه ينطبق على بقيَّة النقاط.

  • العروض والأسعار: ينبغي في التخطيط للمحتوى أيضًا أن تفكِّر في العروض والأسعار التي ستطرح بها منتجاتك، هل ثمَّة عروضٌ محدَّدة للفترة التي ستطرحُ فيها هذا المنتج أو ذاك؟ أو هل ثمَّة عروضٌ إجمالًا لبعض الفترات بصرف النظر عن طرح منتجاتٍ جديدة من عدمِها؟ هذا ينبغي أن يُقاس بالنظر إلى السُّوق وحركته.

من المناسب في هذا أن تلجأ إلى اختبارات أ/ب لتقيس ردَّات الفعل تجاه نشاطك وأساليب تحسينه فيما يتعلَّق بالعروض والأسعار والأماكن التي تُعرضُ فيها المنتجات. لا بُد أن نُشير إلى أنه ليس ثمَّة قانونٌ ثابتٌ فيما يخصّ هذا الشأن عدا عن كون التخفيضات والهدايا المجانية مرغوبة من الزبائن، أمَّا مقاربةُ هذه المعلومة فأمر يعود لكلِّ حالة.

قد تُرشدك الإحصاءات التي جمعتها من تفاعل الزبائن مع عروضك إلى أهميَّة أن تنشرَها في فصل الصيف مثلًا حيث الطلَّاب في عُطلِهم الصيفيَّة، في مقابل معرفةٍ – Brand Awareness أكبر بك وبمنتجاتك، لأن محتواك موجَّهٌ للطلَّاب بدرجةٍ أولى، هذا يعتمد على نشاطك، ولا ينبغي أن تتخذ القرار فيه قبل أن تدرُس حالتك جيِّدًا.

  • إعادة صياغة المحتوى ونشرِه – Repurposing Content: ما هدفُك فيما يخصُّ إعادة نشر المحتوى؟ هذا لا يقتصر على محتواك المدفوع فقط، بل يشمل المحتوى المجانيّ أيضًا، نشرتَ اليوم مقطعًا على يوتيوب مثلًا، ولا يناسب أن يكون نصّ الفيديو – Script مقالًا، كيف ستحوِّلُه إلى مقال؟

هذا ليس أمرًا تدرُسُه في كلِّ محتوى تنشره على حدة، لا بُدّ لتحقيق هذا بكفاءةٍ عُليا أن يكون عندك خطَّة شاملة للمحتوى الذي يقبل إعادة الصياغة والنَّشر، والذي لا يقبل، إعادة الصياغة والنَّشر بصورةٍ كافية يعرِّف الناس بك أكثر ويُرشدهم إلى منصَّاتك المختلفة وإلى شراء منتجاتك.

  • التنظيم والتسويق: ما الكيفيَّة التي تخطِّطُ أن تنظِّم بها تخطيطك وتسوِّق لمنتجاتك؟ سواءٌ كنت ستستخدم تقويمًا للأيام، أو ستتبع نظامًا أسبوعيًّا، لا بُد أن يكون لنشاطك التنظيمي إطار زمنيّ، سواء تنظيم خطتك، أو تنظيم تنفيذها، هذا يُعينك على التسويق ومعرفة المنصَّات والأيَّام والأوقات المحدَّدة التي تنشرُ فيها محتواك بدقَّة.

ننصحُك أن تقرأ مقالاتنا حول التسويق إن كنت ترغب في معرفةِ المزيد حول تنظيم التسويق والعناصر المهمَّة التي ينبغي أن تُوجد فيه.

إستراتيجية المحتوى

كما ذكرنا، تتعلَّق إستراتيجية المحتوى -بالدَّرجة الأولى- بالهدف والرؤية، ما نعنيه بذلك هو أن رؤيتك ينبغي أن تُوضع على أساس هدفِك وقناعاتك فيما يخصّ نشاطك والسُّوق الذي تبيع فيه منتجاتك، وسنوضِّحُ هذا بالأمثلة.

الهدفُ النهائيّ لكلّ نشاطٍ تجاريّ هو الرِّبح ومضاعفته، لكن مدى الرّبح، ومدى اعتمادك على الرّبح من هذا النشاط تحديدًا في حياتك، وضخامة هذا النشاط في الوقت الحاضر، أمورٌ لا بُد أن تؤخذ بعين الاعتبار حين تُقدِم على وضع هدفك، واستثمار الوقت والجهد في هذا النشاط يأتي تبعًا لهذا القرار.

أما الرؤية، فهي متعلِّقةٌ بالصورة العامَّة والكليَّة التي ينبغي أن تخضع كلُّ خططك لها، سواءٌ كانت هذه الصورة الكليَّة متعلِّقةً بأخلاقياتك وأخلاقيات المهنة، أو بالأنماط التي تجدُها نافعةً في نشاطك الخاص.

في مجال الدورات التدريبيَّة مثلًا، لا بُد كما ذكرنا من البحث عن الفئة المستهدفة، هذه النّقطة حين تُوضع في الإستراتيجيَّة يُمكن أن تعبِّر عنها بأنَّك لا تقدِّمُ إلى زبائنك أو طلابك إلّا ما يناسبهم، هكذا سيتمحورُ كلّ نشاطك التخطيطيّ في هذه الجزئيَّة حول الوصول إلى أفضل أسلوبٍ ممكن لتطبيق هذه الإستراتيجيَّة الكليَّة.

من نقاط إستراتيجية المحتوى مثلًا أنك لا تقدِّم للطلَّاب إلا ما تقتنعُ به، لئلّا تغشَّهم أوَّلًا، ولأن ذلك -بالفعل- يُساهم في نتيجةٍ تدريسيَّةٍ أفضل وتجربةٍ أفضل للطلَّاب والمدرِّب، وهكذا لن يكون في التخطيط للمحتوى أيُّ تعارضٍ مع هذا المبدأ العام الذي ينطبِقُ على كلِّ جزئيَّةٍ من نشاطك.

هذه مجرَّدُ أمثلةٍ على ما ينبغي أن تتمحورَ الإستراتيجيَّة حوله، أهميَّة وضع الإستراتيجيَّة تكمنُ في كونك تعالجُ الأمور من ناحية أخلاقيَّتِها وتحقيقها للفائدة والرّبح منذ البداية، وهذا يعني أن طريقك في التخطيط يصير واضحًا بفعل هذا القرار الأوليّ، وبالطَّبع يُمكن أن تعدِّل هذه الإستراتيجيَّة إن طرأ طارئ أو اكتشفت خطأ، المهم أن تبقى ساريةً ما دمتَ بذلتَ فيها كلّ جهدك في اللحظة.

ماذا يترتَّب على معرفة الفرق؟

الذي يترتَّبُ على معرفة الفرق بين إستراتيجية المحتوى والتخطيط له، هو أنَّ ذهنك بات مُنظَّمًا فيما يتعلَّق بالإجراءات والنشاطات اليومية التي ينبغي أن تُنجزها فيما يخصُّ تجارتك؛ الإستراتيجيَّة تجعلُ الأمور واضحةً بالنسبة لك، والتخطيط يُهيِّئ لتطبيق هذه الأمور العامَّة على أرضِ الواقع.

التقييم والاختبار دوريًّا نافعٌ جدًّا لنشاطك التجاريّ، ويُعينك على معرفة الثغرات التي يُمكن أن تكون واجهتها، وسُبل التطوير والتقدُّم سواءٌ فيما يتعلَّق بالرّبح أو جودة المحتوى، لذا يُعدّ عاملًا أساسيًّا في التخطيط ووضع الإستراتيجيَّة.

ختامًا، ما ذكرناه في التخطيط والإستراتيجيَّة أمثلةٌ على ما ينبغي أن يُوجد فيهما، ينبغي أن تنظُرَ لنوع المحتوى الذي تقدِّمه، وتطبِّقَ هذه الأمور الأساسيَّة بالقياس لنوع محتواك، ثمّ تكتشفَ نقاطًا جديدةً تعدُّها مفتاحيَّةً في حالتك وتُعينك على تخطيطٍ أفضل وإستراتيجيَّة أكفأ.