Blog

الدليل الشامل إلى بيع الدورات التدريبية

MSAAQ

Sep 20, 2021

في هذه الرحلة ستجدُ أمامك أربع مراحل، يندرج تحتَ كلٍّ منها بضع خطواتٍ للوصول إلى النجاح في مثلِ هذا الشأن.

بدايةً، إن كنتَ تتساءل: هل للدورات التدريبيَّة على الشبكة أيَّة قيمة؟ فالإجابة: نعم، سواءٌ من حيث حجم الفائدة الحاصلة من مثلِ هذا التعليم، أو العائد الماليّ على من يُقدِّم هذا النوع من المحتوى.

مرحبًا بكم في هذا الدليل الذي سنلقي فيه نظرةً على الأسلوبِ الأفضل في بيع الدورات التدريبية ونشرِها، بدايةً من ما يسبق نشرك للدورة، وانتهاءً بما عليك الانتباه له بعد نشرها. 

تُشير الإحصاءات إلى أنَّه في سنة 2015، بلغ مجموع الرّبح من التعليم الرقميّ حواليّ 107 مليار دولار، كما تُشير التوقُّعات إلى أن هذا الرَّقم سيكبُر إلى أن يبلغ حوالي 325 مليار دولار في 2025.

أما من ناحية الفائدة للمُتعلِّم، فيكفي أن تعلم أنَّ هذا السوق دخلت فيه جامعاتٌ عالميَّةٌ كجامعة هارفرد، كما أنَّ الدورات التدريبية على الإنترنت تضيف إلى وثائق التقديم للوظائف الشيء الكثير، كما أفاد الباحثون في عدّة مواقع، منها موقع ResearchGate المعنيّ بنشر الأبحاث العلمية المُحكَّمة، كما ستجدُ في الرَّابط.

إذا علمتَ أنَّ للدورات التدريبيَّة هذه السطوة على المؤسَّسة العلمية وسوق العمل، إضافةً إلى الأرباح المتحصِّلة من بيعها، أمامك المراحل اللازمة لنشر الدورات وبيعها.

أوَّلًا: التخطيط

لكي تبيع، لا بُدَّ أن يكون المنتج أمامك، وليكون المُنتجُ أمامك، لا بُدّ أن تخطِّط لإنتاجه. تبدأ عمليَّة التخطيط من اختيار الموضوع الذي تُريد أن تُنشئ دورتك التدريبيَّة على أساسِه، يدخُل في الاختيار عدَّة عوامل لا بُدَّ من مراعاتها جميعًا للوصول إلى الخيار الأصحّ:

  • ما هي المواضيع التي ترى نفسك على علمٍ كافٍ بها ليكون عندك ما تقدِّمه للناس؟

  • ما هو الجمهور الذي تستهدفه؟

  • من بين المواضيع التي تُجيد الحديث عنها باستفاضة، ما هي  أكثر المواضيع التي يطلبُها المستمعون ويريدون تعلُّمها؟

يُمكنك ببحثٍ سريعٍ أن تتعرَّف إلى المواضيع التي يطلبُها النَّاس، يُمكنك مثلًا أن ترى مدى إقبالهم على الدَّورات التدريبيَّة في موضوعٍ محدَّدٍ، مواضيع كعلوم الحاسوب، والتطوير Computer Development، والفوتوشوب، وتعديل الفيديوهات Video Editing وغيرها، باتت واسعة الانتشار.

لا بُدّ أن تُعير اهتمامًا للمنافسة، وترى الساحة: ماذا يُقدِّم الآخرون؟ كيف يُمكنني أن أكوِّن لنفسي تجربةً فريدةً من نوعها أقدِّمها للمستهلِك؟

 بناءً على ذلك، عليك بعد أن تختار الموضوع الذي تراه الأنسب لك، والذي سيجذب إليك الطلَّاب، أن تختار من الموضوع العام جانبًا خاصًّا محدَّدًا تكون أبعادُه واضحةً للمتعلِّم، ويكون بمقدرتك الإنتاج فيه، وهذا ما يُدعى: “التخصيص”.

على سبيل المثال: بدلًا من أن تُقدِّم دورةً عامَّةً في “تعديل الفيديوهات”، بوسعك أن تُعطيَ دورةً عن الأساسيَّات لاستعمال برنامج أدوبي بريمير برو Adobe Premiere Pro، هكذا: لن تكسب فقط من يُريد أن يتعلَّم أمورًا عامَّةً حول هذا الموضوع، بل ستكسب أيضًا من يعرف اسم البرنامج، ويبحث عمَّن يُعلِّمه أساسيات استعماله.

لاحِظ: أنَّ مثلَ هذا الموضوع يفتح أمامك فرصة مواضيع أخرى مشابهة للشأن بين طلَّابك، وسيأتي مزيد من الكلام حول هذا.

لا بُدَّ أن تكون جودة المحتوى المُقدَّم واتساعه جاذبًا للمتعلِّم إلى حدٍّ يفوق عنده أن يقتصر على قائمة فيديوهات أو تسجيلات مجانية في الموضوع على يوتيوب أو ساوندكلاود أو ما أشبههما من المواقع، لذلك لا بُدَّ من إعارة اهتمامٍ كبيرٍ لكلٍّ من: جودة المحتوى، واتساع رقعته، وكَذَا جودة التصوير وإتقانه، بضبط الإضاءة وتوفير الأغراض الملائمة والتعديل لإنتاج عملٍ يشجّع الطالب على الاشتراك.

يُمكنك أن تضع عناوين للدروس، بحيثُ يعلمُ الطالبُ ما ينتظره تحديدًا، هكذا يعرفُ أن أمامه برنامجًا منظَّمًا مرقَّمًا، ويعرفُ ما سيخرج به من الدَّورة.

ثانيًا: التنفيذ

بعد أن تُقرِّرَ الموضوع الذي ستتناوله، والجانب المُحدَّد منه الذي ستتعرَّضُ إليه، يأتي وقت التنفيذ، أيْ: البدء بالعمل الفعليّ في تصوير الدُّروس وتسجيلها.

من المُهمّ أن تُلاحِظَ في هذه الخطوة العناصر المساعدة للإفهام، وهذه تتنوَّعُ بتنوُّع المواضيع التي ستخوضُ فيها، على سبيل المثال: في مواضيع إدارة الأعمال، يُساهم استعمال الرسوم البيانيَّة في إيصال المعلومة للطالب.

ستجد في الدَّليل الشامل لصناعة الدَّورات ونشرِها تفصيلًا وافيًا بما عليك فعله لنشر دوراتك على مساق، وكَذا ستجد في مركز المساعدة كافة الإرشادات اللازمة للتسجيل والتخصيص.

كلَّما حسُنَ تنفيذك للتخطيط الذي أتقنتَه، كلَّما كانت عمليَّة البيع أكفأ، لاحِظ أن بيع الدورات التدريبية عمليةٌ تراكميَّةٌ، بمعنى أنّ كلَّ دورةٍ تُنشئها تؤثِّر إيجابًا أو سلبًا في دوراتك اللاحقة حسب إتقانك للتنفيذ وعدمه، لذا من المهمّ التركيز على هذه الخطوة، وههنا تأتي ضرورة الانتباه إلى النقطتين اللتَيْن أشرنا إليهما سَلَفًا: جودة المحتوى، وجودة الصورة.

ما نعنيه بجودة الصورة لا التصوير -المهم في جذب الطالب وإشعاره بجديَّة المحتوى المطروح- فحسب، بل المُرفقات المُعينة على الفهم أيضًا كما قلنا، والسرُّ في ضرورة إضافة المرئيَّات إلى أيِّ تعليم: هو أنَّ المُساعِدات المرئيَّة تُعين الطالب على تقسيم الصورة الكاملة إلى عدة عناصر يسهُلُ فهمها، كما للصورة سلطة في تقوية اهتمام الطالب بالموضوع، كما نرى في إجابات المُعلِّمين والمؤسسات التعليمية كهذه.

مما ننصح به خلال هذه الخطوة، بعد التسجيل الكامل لمادَّة المحتوى، أن تنشُرَه لعيِّنةٍ اختباريَّة، سيُساهم مثلُ هذا النشر في إيقافك على مكامن الخلل عندك، ويُعينك على تجنُّبِ نشرِها للعلن، بوسعك الاستعانة بجماعةٍ من أصدقائك، أو عائلتك، لمشاهدة المحتوى الذي ستقدِّمه، أو لحضور شيء بسيط من الدَّورة التي تنويها، ثم سؤالهم عن آرائهم.

سيُعينك مدى التفاعل الحاصل مع هذه العيِّنة من الدورة على تحديد مدى قيمتها أيضًا، وعلى وضع السِّعر، مما يجرُّنا للكلام عن المرحلة الثالثة.

ثالثًا: السعر

لعلّ هذه الجزئيَّة من أصعب الجزئيَّات التي تواجه الناشرين الجدد: كم ينبغي أن نحدِّدَ لدوراتنا؟ إضافةً إلى الخطوة السالفة، يُمكنك أن ترى سعر المنافسة؛ قلنا في البداية إنّ المنافسة ستعينك على اختيار الجانب الذي ستقدِّمه ضمن موضوع عام، وهي أيضًا تُعينكَ على وضع سعرٍ مناسب.

لا بُدَّ من الانتباه هنا إلى أنَّ فرقًا كبيرًا بين المدرِّب/المعلِّم الذي أسَّس نفسه وعرف جمهوره وتوصَّل إلى سعرٍ معقول له ولهم، وبين المدرِّب/المعلِّم الجديد، فهذا الذي ينبغي له أن يدرُسَ الساحة ومحتواه كليهما جيِّدًا ليتوصَّل إلى السعر المناسب الذي ينبغي طرحه.

من خلال رؤية المنافسة، سترى المتوسِّطَ الذي يتلقَّاه المدرِّبُون الآخرون، ولأنك جديد، وتُريد بناءَ نجاحٍ متراكم، يُمكنك أن تبدأ بسعرٍ جاذبٍ لتجذب المنافسة إليك وتكسبَ الطالب الجديد، بل القديم ولو بنسبةٍ أقلّ.

يُمكن أن تلعب ورقة السعر دورًا كبيرًا في تحقيق الرِّبح، بحيث يكون الطالب في موقفٍ يرى فيه نفسه يجرِّب.

لكن ليست المنافسة العامل الوحيد لتحديد السعر، لا بُدَّ أن ترى كم كلَّفَك هذا التسجيل، ومن خلال التخطيط لتعويض ما كلَّفَك، ولو تدريجيًّا، تضع السعر المناسب.

وسيلةٌ أخرى مساعدةٌ هي سؤال أهلِ الخبرة: بكم بدأت؟ أو: كم يطلبُ الجدد في هذا الموضوع؟

بممازجة هذه العوامل معًا، يُمكنك التوصُّل إلى سعرٍ مناسب لك. تذكَّر دائمًا أنها ليست النهاية، نجاحك يعني دورات أكثر، وكلَّما بنيت سمعتك زاد الطَّلب وزادت القناعة بمحتواك.

رابعًا: النشر والتسويق

ثمَّة نموذج استهلاكيّ منتشر يُدعى: “رحلة المُشتري – A Buyer’s Journey”، يقوم هذا النموذج على فكرة تفكيك عملية شراء المستهلك إلى ثلاثة مراحل: تحديد المشكلة – التفكير في الخيارات – اتخاذ القرار. للتوضيح سنضربُ مثالًا.

تصوَّر لو أن هاتفك مضى على امتلاكك له خمس سنوات، فبدأ أداؤه يتأثر، ستُلاحظ أنت وجود هذه المشكلة، ثمّ ستبدأ في التفكير في خياراتك المختلفة، هل تشتري هاتفًا جديدًا؟ هل ثمّة طريقة لتحسين أدائه؟ إن كنت ستشتري هاتفًا جديدًا: أي نوع؟ ولماذا؟ وهكذا.. بعد عملية التفكير، ستُقرِّرُ ما تفعل، ولنقُل أن قرارك انتهى بشراء هاتفٍ جديد من نوع محدَّد، هنا تنتهي “رحلة المُشتري”.

خلال بيع الدورات التدريبية، بوسعك مُلاحظة “رحلة المشتري” لتطبيقها على زبائنك المحتَمَلِين، لنعُد إلى مثالنا الذي اخترناه: دورة في أساسيَّات Adope Premiere Pro، وانظر إلى الزبائن المحتَمَلين الذين تستهدف تدريبهم:

ضَمِّن تسويقك مدى أهميَّة هذا التعلُّم، وما يُمكن أن يخرج به المتدرِّب إن سجَّل في هذه الدَّورة، وكيف من شأنها أن تحلَّ القصور الحاصل عند المتدرِّب في هذا الجانب. عليك أن تنتبه: ليس غرضُك أن تجذب المهتم سلَفًا بهذا التعليم، بل غرضُكَ أيضًا جذب شريحةٍ أخرى لم تكن مهتمَّةً في الأصل. بهذه الطريقة، تكون قد حدَّدْتَ “المشكلة” وأيضًا دفعتَ المتلقِّي إلى التفكير في الأمر.

يتبقَّى فقط خطوة “اتخاذ القرار”، تتلخَّصُ مراعاة هذه المرحلة بتقديم إجاباتٍ شافِيةٍ عن كلِّ سؤالٍ محتملٍ يخطر في ذهن الزبون المُحتمَل: ما هو السعر؟ ما هو أسلوب التدريب؟ إلخ.

هذا النموذج قابل للتطبيق عبر فيديو على يوتيوب، أو منشورات على المواقع الأخرى، المهم أن يحتويَ على هذا النموذج، دون اختصارٍ مُخلّ، ولا تطويلٍ مُمِلّ.

لا يقتصر التسويق بعد نشر الدَّورةِ التدريبيَّة على هذا، بل يمتدُّ إلى استغلال كل فرصةٍ فيها قابليَّة للتسويق لمحتواك، كالنشر المكثَّف المُجَدوَل على حساباتك في مواقع التواصل، وكذا معاونة أصدقائك وزملائك لك في النشر، ورؤية إمكانيَّة مشاركة المنصَّة الناشرة نفسها لنشر دورتك، وإنشاء قوائم بريدية.

كلَّما وضحت الرؤية الحاصلة من المحتوى التسويقيّ الذي يدلّ على دورتك، ازدادت احتماليَّة الإقبال عليها.

في الدورات القادمة بعد أولى دوراتك، سيكون للطلبة دور كبير في نشرِها، لأن عمليَّة بيع الدورات التدريبية ونشرِها -كما قلنا مرارًا- عمليَّة تراكمية، لذا من المهم تحسين تجربة طلَّابك؛ بمتابعة تقدُّمهم، ومعالجة مشاكلهم، وسؤالهم عن آرائهم، وتحسين المحتوى تتابُعيًّا حسب البيانات المجموعة من هذه العمليَّة.

الطلبة هم بريد المدرِّب إلى الناس، كما أنَّك تنصح أقرباءك بهذا الجهاز الذي وجدته ممتازًا ونافعًا، سينشر الطلبةُ عنكَ بصورةٍ تلقائيَّةٍ بين معارفهم وزملائهم، لذا عليك أن تحرص على تجربتهم معك.

في هذه الرحلة ستجدُ أمامك أربع مراحل، يندرج تحتَ كلٍّ منها بضع خطواتٍ للوصول إلى النجاح في مثلِ هذا الشأن.

بدايةً، إن كنتَ تتساءل: هل للدورات التدريبيَّة على الشبكة أيَّة قيمة؟ فالإجابة: نعم، سواءٌ من حيث حجم الفائدة الحاصلة من مثلِ هذا التعليم، أو العائد الماليّ على من يُقدِّم هذا النوع من المحتوى.

مرحبًا بكم في هذا الدليل الذي سنلقي فيه نظرةً على الأسلوبِ الأفضل في بيع الدورات التدريبية ونشرِها، بدايةً من ما يسبق نشرك للدورة، وانتهاءً بما عليك الانتباه له بعد نشرها. 

تُشير الإحصاءات إلى أنَّه في سنة 2015، بلغ مجموع الرّبح من التعليم الرقميّ حواليّ 107 مليار دولار، كما تُشير التوقُّعات إلى أن هذا الرَّقم سيكبُر إلى أن يبلغ حوالي 325 مليار دولار في 2025.

أما من ناحية الفائدة للمُتعلِّم، فيكفي أن تعلم أنَّ هذا السوق دخلت فيه جامعاتٌ عالميَّةٌ كجامعة هارفرد، كما أنَّ الدورات التدريبية على الإنترنت تضيف إلى وثائق التقديم للوظائف الشيء الكثير، كما أفاد الباحثون في عدّة مواقع، منها موقع ResearchGate المعنيّ بنشر الأبحاث العلمية المُحكَّمة، كما ستجدُ في الرَّابط.

إذا علمتَ أنَّ للدورات التدريبيَّة هذه السطوة على المؤسَّسة العلمية وسوق العمل، إضافةً إلى الأرباح المتحصِّلة من بيعها، أمامك المراحل اللازمة لنشر الدورات وبيعها.

أوَّلًا: التخطيط

لكي تبيع، لا بُدَّ أن يكون المنتج أمامك، وليكون المُنتجُ أمامك، لا بُدّ أن تخطِّط لإنتاجه. تبدأ عمليَّة التخطيط من اختيار الموضوع الذي تُريد أن تُنشئ دورتك التدريبيَّة على أساسِه، يدخُل في الاختيار عدَّة عوامل لا بُدَّ من مراعاتها جميعًا للوصول إلى الخيار الأصحّ:

  • ما هي المواضيع التي ترى نفسك على علمٍ كافٍ بها ليكون عندك ما تقدِّمه للناس؟

  • ما هو الجمهور الذي تستهدفه؟

  • من بين المواضيع التي تُجيد الحديث عنها باستفاضة، ما هي  أكثر المواضيع التي يطلبُها المستمعون ويريدون تعلُّمها؟

يُمكنك ببحثٍ سريعٍ أن تتعرَّف إلى المواضيع التي يطلبُها النَّاس، يُمكنك مثلًا أن ترى مدى إقبالهم على الدَّورات التدريبيَّة في موضوعٍ محدَّدٍ، مواضيع كعلوم الحاسوب، والتطوير Computer Development، والفوتوشوب، وتعديل الفيديوهات Video Editing وغيرها، باتت واسعة الانتشار.

لا بُدّ أن تُعير اهتمامًا للمنافسة، وترى الساحة: ماذا يُقدِّم الآخرون؟ كيف يُمكنني أن أكوِّن لنفسي تجربةً فريدةً من نوعها أقدِّمها للمستهلِك؟

 بناءً على ذلك، عليك بعد أن تختار الموضوع الذي تراه الأنسب لك، والذي سيجذب إليك الطلَّاب، أن تختار من الموضوع العام جانبًا خاصًّا محدَّدًا تكون أبعادُه واضحةً للمتعلِّم، ويكون بمقدرتك الإنتاج فيه، وهذا ما يُدعى: “التخصيص”.

على سبيل المثال: بدلًا من أن تُقدِّم دورةً عامَّةً في “تعديل الفيديوهات”، بوسعك أن تُعطيَ دورةً عن الأساسيَّات لاستعمال برنامج أدوبي بريمير برو Adobe Premiere Pro، هكذا: لن تكسب فقط من يُريد أن يتعلَّم أمورًا عامَّةً حول هذا الموضوع، بل ستكسب أيضًا من يعرف اسم البرنامج، ويبحث عمَّن يُعلِّمه أساسيات استعماله.

لاحِظ: أنَّ مثلَ هذا الموضوع يفتح أمامك فرصة مواضيع أخرى مشابهة للشأن بين طلَّابك، وسيأتي مزيد من الكلام حول هذا.

لا بُدَّ أن تكون جودة المحتوى المُقدَّم واتساعه جاذبًا للمتعلِّم إلى حدٍّ يفوق عنده أن يقتصر على قائمة فيديوهات أو تسجيلات مجانية في الموضوع على يوتيوب أو ساوندكلاود أو ما أشبههما من المواقع، لذلك لا بُدَّ من إعارة اهتمامٍ كبيرٍ لكلٍّ من: جودة المحتوى، واتساع رقعته، وكَذَا جودة التصوير وإتقانه، بضبط الإضاءة وتوفير الأغراض الملائمة والتعديل لإنتاج عملٍ يشجّع الطالب على الاشتراك.

يُمكنك أن تضع عناوين للدروس، بحيثُ يعلمُ الطالبُ ما ينتظره تحديدًا، هكذا يعرفُ أن أمامه برنامجًا منظَّمًا مرقَّمًا، ويعرفُ ما سيخرج به من الدَّورة.

ثانيًا: التنفيذ

بعد أن تُقرِّرَ الموضوع الذي ستتناوله، والجانب المُحدَّد منه الذي ستتعرَّضُ إليه، يأتي وقت التنفيذ، أيْ: البدء بالعمل الفعليّ في تصوير الدُّروس وتسجيلها.

من المُهمّ أن تُلاحِظَ في هذه الخطوة العناصر المساعدة للإفهام، وهذه تتنوَّعُ بتنوُّع المواضيع التي ستخوضُ فيها، على سبيل المثال: في مواضيع إدارة الأعمال، يُساهم استعمال الرسوم البيانيَّة في إيصال المعلومة للطالب.

ستجد في الدَّليل الشامل لصناعة الدَّورات ونشرِها تفصيلًا وافيًا بما عليك فعله لنشر دوراتك على مساق، وكَذا ستجد في مركز المساعدة كافة الإرشادات اللازمة للتسجيل والتخصيص.

كلَّما حسُنَ تنفيذك للتخطيط الذي أتقنتَه، كلَّما كانت عمليَّة البيع أكفأ، لاحِظ أن بيع الدورات التدريبية عمليةٌ تراكميَّةٌ، بمعنى أنّ كلَّ دورةٍ تُنشئها تؤثِّر إيجابًا أو سلبًا في دوراتك اللاحقة حسب إتقانك للتنفيذ وعدمه، لذا من المهمّ التركيز على هذه الخطوة، وههنا تأتي ضرورة الانتباه إلى النقطتين اللتَيْن أشرنا إليهما سَلَفًا: جودة المحتوى، وجودة الصورة.

ما نعنيه بجودة الصورة لا التصوير -المهم في جذب الطالب وإشعاره بجديَّة المحتوى المطروح- فحسب، بل المُرفقات المُعينة على الفهم أيضًا كما قلنا، والسرُّ في ضرورة إضافة المرئيَّات إلى أيِّ تعليم: هو أنَّ المُساعِدات المرئيَّة تُعين الطالب على تقسيم الصورة الكاملة إلى عدة عناصر يسهُلُ فهمها، كما للصورة سلطة في تقوية اهتمام الطالب بالموضوع، كما نرى في إجابات المُعلِّمين والمؤسسات التعليمية كهذه.

مما ننصح به خلال هذه الخطوة، بعد التسجيل الكامل لمادَّة المحتوى، أن تنشُرَه لعيِّنةٍ اختباريَّة، سيُساهم مثلُ هذا النشر في إيقافك على مكامن الخلل عندك، ويُعينك على تجنُّبِ نشرِها للعلن، بوسعك الاستعانة بجماعةٍ من أصدقائك، أو عائلتك، لمشاهدة المحتوى الذي ستقدِّمه، أو لحضور شيء بسيط من الدَّورة التي تنويها، ثم سؤالهم عن آرائهم.

سيُعينك مدى التفاعل الحاصل مع هذه العيِّنة من الدورة على تحديد مدى قيمتها أيضًا، وعلى وضع السِّعر، مما يجرُّنا للكلام عن المرحلة الثالثة.

ثالثًا: السعر

لعلّ هذه الجزئيَّة من أصعب الجزئيَّات التي تواجه الناشرين الجدد: كم ينبغي أن نحدِّدَ لدوراتنا؟ إضافةً إلى الخطوة السالفة، يُمكنك أن ترى سعر المنافسة؛ قلنا في البداية إنّ المنافسة ستعينك على اختيار الجانب الذي ستقدِّمه ضمن موضوع عام، وهي أيضًا تُعينكَ على وضع سعرٍ مناسب.

لا بُدَّ من الانتباه هنا إلى أنَّ فرقًا كبيرًا بين المدرِّب/المعلِّم الذي أسَّس نفسه وعرف جمهوره وتوصَّل إلى سعرٍ معقول له ولهم، وبين المدرِّب/المعلِّم الجديد، فهذا الذي ينبغي له أن يدرُسَ الساحة ومحتواه كليهما جيِّدًا ليتوصَّل إلى السعر المناسب الذي ينبغي طرحه.

من خلال رؤية المنافسة، سترى المتوسِّطَ الذي يتلقَّاه المدرِّبُون الآخرون، ولأنك جديد، وتُريد بناءَ نجاحٍ متراكم، يُمكنك أن تبدأ بسعرٍ جاذبٍ لتجذب المنافسة إليك وتكسبَ الطالب الجديد، بل القديم ولو بنسبةٍ أقلّ.

يُمكن أن تلعب ورقة السعر دورًا كبيرًا في تحقيق الرِّبح، بحيث يكون الطالب في موقفٍ يرى فيه نفسه يجرِّب.

لكن ليست المنافسة العامل الوحيد لتحديد السعر، لا بُدَّ أن ترى كم كلَّفَك هذا التسجيل، ومن خلال التخطيط لتعويض ما كلَّفَك، ولو تدريجيًّا، تضع السعر المناسب.

وسيلةٌ أخرى مساعدةٌ هي سؤال أهلِ الخبرة: بكم بدأت؟ أو: كم يطلبُ الجدد في هذا الموضوع؟

بممازجة هذه العوامل معًا، يُمكنك التوصُّل إلى سعرٍ مناسب لك. تذكَّر دائمًا أنها ليست النهاية، نجاحك يعني دورات أكثر، وكلَّما بنيت سمعتك زاد الطَّلب وزادت القناعة بمحتواك.

رابعًا: النشر والتسويق

ثمَّة نموذج استهلاكيّ منتشر يُدعى: “رحلة المُشتري – A Buyer’s Journey”، يقوم هذا النموذج على فكرة تفكيك عملية شراء المستهلك إلى ثلاثة مراحل: تحديد المشكلة – التفكير في الخيارات – اتخاذ القرار. للتوضيح سنضربُ مثالًا.

تصوَّر لو أن هاتفك مضى على امتلاكك له خمس سنوات، فبدأ أداؤه يتأثر، ستُلاحظ أنت وجود هذه المشكلة، ثمّ ستبدأ في التفكير في خياراتك المختلفة، هل تشتري هاتفًا جديدًا؟ هل ثمّة طريقة لتحسين أدائه؟ إن كنت ستشتري هاتفًا جديدًا: أي نوع؟ ولماذا؟ وهكذا.. بعد عملية التفكير، ستُقرِّرُ ما تفعل، ولنقُل أن قرارك انتهى بشراء هاتفٍ جديد من نوع محدَّد، هنا تنتهي “رحلة المُشتري”.

خلال بيع الدورات التدريبية، بوسعك مُلاحظة “رحلة المشتري” لتطبيقها على زبائنك المحتَمَلِين، لنعُد إلى مثالنا الذي اخترناه: دورة في أساسيَّات Adope Premiere Pro، وانظر إلى الزبائن المحتَمَلين الذين تستهدف تدريبهم:

ضَمِّن تسويقك مدى أهميَّة هذا التعلُّم، وما يُمكن أن يخرج به المتدرِّب إن سجَّل في هذه الدَّورة، وكيف من شأنها أن تحلَّ القصور الحاصل عند المتدرِّب في هذا الجانب. عليك أن تنتبه: ليس غرضُك أن تجذب المهتم سلَفًا بهذا التعليم، بل غرضُكَ أيضًا جذب شريحةٍ أخرى لم تكن مهتمَّةً في الأصل. بهذه الطريقة، تكون قد حدَّدْتَ “المشكلة” وأيضًا دفعتَ المتلقِّي إلى التفكير في الأمر.

يتبقَّى فقط خطوة “اتخاذ القرار”، تتلخَّصُ مراعاة هذه المرحلة بتقديم إجاباتٍ شافِيةٍ عن كلِّ سؤالٍ محتملٍ يخطر في ذهن الزبون المُحتمَل: ما هو السعر؟ ما هو أسلوب التدريب؟ إلخ.

هذا النموذج قابل للتطبيق عبر فيديو على يوتيوب، أو منشورات على المواقع الأخرى، المهم أن يحتويَ على هذا النموذج، دون اختصارٍ مُخلّ، ولا تطويلٍ مُمِلّ.

لا يقتصر التسويق بعد نشر الدَّورةِ التدريبيَّة على هذا، بل يمتدُّ إلى استغلال كل فرصةٍ فيها قابليَّة للتسويق لمحتواك، كالنشر المكثَّف المُجَدوَل على حساباتك في مواقع التواصل، وكذا معاونة أصدقائك وزملائك لك في النشر، ورؤية إمكانيَّة مشاركة المنصَّة الناشرة نفسها لنشر دورتك، وإنشاء قوائم بريدية.

كلَّما وضحت الرؤية الحاصلة من المحتوى التسويقيّ الذي يدلّ على دورتك، ازدادت احتماليَّة الإقبال عليها.

في الدورات القادمة بعد أولى دوراتك، سيكون للطلبة دور كبير في نشرِها، لأن عمليَّة بيع الدورات التدريبية ونشرِها -كما قلنا مرارًا- عمليَّة تراكمية، لذا من المهم تحسين تجربة طلَّابك؛ بمتابعة تقدُّمهم، ومعالجة مشاكلهم، وسؤالهم عن آرائهم، وتحسين المحتوى تتابُعيًّا حسب البيانات المجموعة من هذه العمليَّة.

الطلبة هم بريد المدرِّب إلى الناس، كما أنَّك تنصح أقرباءك بهذا الجهاز الذي وجدته ممتازًا ونافعًا، سينشر الطلبةُ عنكَ بصورةٍ تلقائيَّةٍ بين معارفهم وزملائهم، لذا عليك أن تحرص على تجربتهم معك.

في هذه الرحلة ستجدُ أمامك أربع مراحل، يندرج تحتَ كلٍّ منها بضع خطواتٍ للوصول إلى النجاح في مثلِ هذا الشأن.

بدايةً، إن كنتَ تتساءل: هل للدورات التدريبيَّة على الشبكة أيَّة قيمة؟ فالإجابة: نعم، سواءٌ من حيث حجم الفائدة الحاصلة من مثلِ هذا التعليم، أو العائد الماليّ على من يُقدِّم هذا النوع من المحتوى.

مرحبًا بكم في هذا الدليل الذي سنلقي فيه نظرةً على الأسلوبِ الأفضل في بيع الدورات التدريبية ونشرِها، بدايةً من ما يسبق نشرك للدورة، وانتهاءً بما عليك الانتباه له بعد نشرها. 

تُشير الإحصاءات إلى أنَّه في سنة 2015، بلغ مجموع الرّبح من التعليم الرقميّ حواليّ 107 مليار دولار، كما تُشير التوقُّعات إلى أن هذا الرَّقم سيكبُر إلى أن يبلغ حوالي 325 مليار دولار في 2025.

أما من ناحية الفائدة للمُتعلِّم، فيكفي أن تعلم أنَّ هذا السوق دخلت فيه جامعاتٌ عالميَّةٌ كجامعة هارفرد، كما أنَّ الدورات التدريبية على الإنترنت تضيف إلى وثائق التقديم للوظائف الشيء الكثير، كما أفاد الباحثون في عدّة مواقع، منها موقع ResearchGate المعنيّ بنشر الأبحاث العلمية المُحكَّمة، كما ستجدُ في الرَّابط.

إذا علمتَ أنَّ للدورات التدريبيَّة هذه السطوة على المؤسَّسة العلمية وسوق العمل، إضافةً إلى الأرباح المتحصِّلة من بيعها، أمامك المراحل اللازمة لنشر الدورات وبيعها.

أوَّلًا: التخطيط

لكي تبيع، لا بُدَّ أن يكون المنتج أمامك، وليكون المُنتجُ أمامك، لا بُدّ أن تخطِّط لإنتاجه. تبدأ عمليَّة التخطيط من اختيار الموضوع الذي تُريد أن تُنشئ دورتك التدريبيَّة على أساسِه، يدخُل في الاختيار عدَّة عوامل لا بُدَّ من مراعاتها جميعًا للوصول إلى الخيار الأصحّ:

  • ما هي المواضيع التي ترى نفسك على علمٍ كافٍ بها ليكون عندك ما تقدِّمه للناس؟

  • ما هو الجمهور الذي تستهدفه؟

  • من بين المواضيع التي تُجيد الحديث عنها باستفاضة، ما هي  أكثر المواضيع التي يطلبُها المستمعون ويريدون تعلُّمها؟

يُمكنك ببحثٍ سريعٍ أن تتعرَّف إلى المواضيع التي يطلبُها النَّاس، يُمكنك مثلًا أن ترى مدى إقبالهم على الدَّورات التدريبيَّة في موضوعٍ محدَّدٍ، مواضيع كعلوم الحاسوب، والتطوير Computer Development، والفوتوشوب، وتعديل الفيديوهات Video Editing وغيرها، باتت واسعة الانتشار.

لا بُدّ أن تُعير اهتمامًا للمنافسة، وترى الساحة: ماذا يُقدِّم الآخرون؟ كيف يُمكنني أن أكوِّن لنفسي تجربةً فريدةً من نوعها أقدِّمها للمستهلِك؟

 بناءً على ذلك، عليك بعد أن تختار الموضوع الذي تراه الأنسب لك، والذي سيجذب إليك الطلَّاب، أن تختار من الموضوع العام جانبًا خاصًّا محدَّدًا تكون أبعادُه واضحةً للمتعلِّم، ويكون بمقدرتك الإنتاج فيه، وهذا ما يُدعى: “التخصيص”.

على سبيل المثال: بدلًا من أن تُقدِّم دورةً عامَّةً في “تعديل الفيديوهات”، بوسعك أن تُعطيَ دورةً عن الأساسيَّات لاستعمال برنامج أدوبي بريمير برو Adobe Premiere Pro، هكذا: لن تكسب فقط من يُريد أن يتعلَّم أمورًا عامَّةً حول هذا الموضوع، بل ستكسب أيضًا من يعرف اسم البرنامج، ويبحث عمَّن يُعلِّمه أساسيات استعماله.

لاحِظ: أنَّ مثلَ هذا الموضوع يفتح أمامك فرصة مواضيع أخرى مشابهة للشأن بين طلَّابك، وسيأتي مزيد من الكلام حول هذا.

لا بُدَّ أن تكون جودة المحتوى المُقدَّم واتساعه جاذبًا للمتعلِّم إلى حدٍّ يفوق عنده أن يقتصر على قائمة فيديوهات أو تسجيلات مجانية في الموضوع على يوتيوب أو ساوندكلاود أو ما أشبههما من المواقع، لذلك لا بُدَّ من إعارة اهتمامٍ كبيرٍ لكلٍّ من: جودة المحتوى، واتساع رقعته، وكَذَا جودة التصوير وإتقانه، بضبط الإضاءة وتوفير الأغراض الملائمة والتعديل لإنتاج عملٍ يشجّع الطالب على الاشتراك.

يُمكنك أن تضع عناوين للدروس، بحيثُ يعلمُ الطالبُ ما ينتظره تحديدًا، هكذا يعرفُ أن أمامه برنامجًا منظَّمًا مرقَّمًا، ويعرفُ ما سيخرج به من الدَّورة.

ثانيًا: التنفيذ

بعد أن تُقرِّرَ الموضوع الذي ستتناوله، والجانب المُحدَّد منه الذي ستتعرَّضُ إليه، يأتي وقت التنفيذ، أيْ: البدء بالعمل الفعليّ في تصوير الدُّروس وتسجيلها.

من المُهمّ أن تُلاحِظَ في هذه الخطوة العناصر المساعدة للإفهام، وهذه تتنوَّعُ بتنوُّع المواضيع التي ستخوضُ فيها، على سبيل المثال: في مواضيع إدارة الأعمال، يُساهم استعمال الرسوم البيانيَّة في إيصال المعلومة للطالب.

ستجد في الدَّليل الشامل لصناعة الدَّورات ونشرِها تفصيلًا وافيًا بما عليك فعله لنشر دوراتك على مساق، وكَذا ستجد في مركز المساعدة كافة الإرشادات اللازمة للتسجيل والتخصيص.

كلَّما حسُنَ تنفيذك للتخطيط الذي أتقنتَه، كلَّما كانت عمليَّة البيع أكفأ، لاحِظ أن بيع الدورات التدريبية عمليةٌ تراكميَّةٌ، بمعنى أنّ كلَّ دورةٍ تُنشئها تؤثِّر إيجابًا أو سلبًا في دوراتك اللاحقة حسب إتقانك للتنفيذ وعدمه، لذا من المهمّ التركيز على هذه الخطوة، وههنا تأتي ضرورة الانتباه إلى النقطتين اللتَيْن أشرنا إليهما سَلَفًا: جودة المحتوى، وجودة الصورة.

ما نعنيه بجودة الصورة لا التصوير -المهم في جذب الطالب وإشعاره بجديَّة المحتوى المطروح- فحسب، بل المُرفقات المُعينة على الفهم أيضًا كما قلنا، والسرُّ في ضرورة إضافة المرئيَّات إلى أيِّ تعليم: هو أنَّ المُساعِدات المرئيَّة تُعين الطالب على تقسيم الصورة الكاملة إلى عدة عناصر يسهُلُ فهمها، كما للصورة سلطة في تقوية اهتمام الطالب بالموضوع، كما نرى في إجابات المُعلِّمين والمؤسسات التعليمية كهذه.

مما ننصح به خلال هذه الخطوة، بعد التسجيل الكامل لمادَّة المحتوى، أن تنشُرَه لعيِّنةٍ اختباريَّة، سيُساهم مثلُ هذا النشر في إيقافك على مكامن الخلل عندك، ويُعينك على تجنُّبِ نشرِها للعلن، بوسعك الاستعانة بجماعةٍ من أصدقائك، أو عائلتك، لمشاهدة المحتوى الذي ستقدِّمه، أو لحضور شيء بسيط من الدَّورة التي تنويها، ثم سؤالهم عن آرائهم.

سيُعينك مدى التفاعل الحاصل مع هذه العيِّنة من الدورة على تحديد مدى قيمتها أيضًا، وعلى وضع السِّعر، مما يجرُّنا للكلام عن المرحلة الثالثة.

ثالثًا: السعر

لعلّ هذه الجزئيَّة من أصعب الجزئيَّات التي تواجه الناشرين الجدد: كم ينبغي أن نحدِّدَ لدوراتنا؟ إضافةً إلى الخطوة السالفة، يُمكنك أن ترى سعر المنافسة؛ قلنا في البداية إنّ المنافسة ستعينك على اختيار الجانب الذي ستقدِّمه ضمن موضوع عام، وهي أيضًا تُعينكَ على وضع سعرٍ مناسب.

لا بُدَّ من الانتباه هنا إلى أنَّ فرقًا كبيرًا بين المدرِّب/المعلِّم الذي أسَّس نفسه وعرف جمهوره وتوصَّل إلى سعرٍ معقول له ولهم، وبين المدرِّب/المعلِّم الجديد، فهذا الذي ينبغي له أن يدرُسَ الساحة ومحتواه كليهما جيِّدًا ليتوصَّل إلى السعر المناسب الذي ينبغي طرحه.

من خلال رؤية المنافسة، سترى المتوسِّطَ الذي يتلقَّاه المدرِّبُون الآخرون، ولأنك جديد، وتُريد بناءَ نجاحٍ متراكم، يُمكنك أن تبدأ بسعرٍ جاذبٍ لتجذب المنافسة إليك وتكسبَ الطالب الجديد، بل القديم ولو بنسبةٍ أقلّ.

يُمكن أن تلعب ورقة السعر دورًا كبيرًا في تحقيق الرِّبح، بحيث يكون الطالب في موقفٍ يرى فيه نفسه يجرِّب.

لكن ليست المنافسة العامل الوحيد لتحديد السعر، لا بُدَّ أن ترى كم كلَّفَك هذا التسجيل، ومن خلال التخطيط لتعويض ما كلَّفَك، ولو تدريجيًّا، تضع السعر المناسب.

وسيلةٌ أخرى مساعدةٌ هي سؤال أهلِ الخبرة: بكم بدأت؟ أو: كم يطلبُ الجدد في هذا الموضوع؟

بممازجة هذه العوامل معًا، يُمكنك التوصُّل إلى سعرٍ مناسب لك. تذكَّر دائمًا أنها ليست النهاية، نجاحك يعني دورات أكثر، وكلَّما بنيت سمعتك زاد الطَّلب وزادت القناعة بمحتواك.

رابعًا: النشر والتسويق

ثمَّة نموذج استهلاكيّ منتشر يُدعى: “رحلة المُشتري – A Buyer’s Journey”، يقوم هذا النموذج على فكرة تفكيك عملية شراء المستهلك إلى ثلاثة مراحل: تحديد المشكلة – التفكير في الخيارات – اتخاذ القرار. للتوضيح سنضربُ مثالًا.

تصوَّر لو أن هاتفك مضى على امتلاكك له خمس سنوات، فبدأ أداؤه يتأثر، ستُلاحظ أنت وجود هذه المشكلة، ثمّ ستبدأ في التفكير في خياراتك المختلفة، هل تشتري هاتفًا جديدًا؟ هل ثمّة طريقة لتحسين أدائه؟ إن كنت ستشتري هاتفًا جديدًا: أي نوع؟ ولماذا؟ وهكذا.. بعد عملية التفكير، ستُقرِّرُ ما تفعل، ولنقُل أن قرارك انتهى بشراء هاتفٍ جديد من نوع محدَّد، هنا تنتهي “رحلة المُشتري”.

خلال بيع الدورات التدريبية، بوسعك مُلاحظة “رحلة المشتري” لتطبيقها على زبائنك المحتَمَلِين، لنعُد إلى مثالنا الذي اخترناه: دورة في أساسيَّات Adope Premiere Pro، وانظر إلى الزبائن المحتَمَلين الذين تستهدف تدريبهم:

ضَمِّن تسويقك مدى أهميَّة هذا التعلُّم، وما يُمكن أن يخرج به المتدرِّب إن سجَّل في هذه الدَّورة، وكيف من شأنها أن تحلَّ القصور الحاصل عند المتدرِّب في هذا الجانب. عليك أن تنتبه: ليس غرضُك أن تجذب المهتم سلَفًا بهذا التعليم، بل غرضُكَ أيضًا جذب شريحةٍ أخرى لم تكن مهتمَّةً في الأصل. بهذه الطريقة، تكون قد حدَّدْتَ “المشكلة” وأيضًا دفعتَ المتلقِّي إلى التفكير في الأمر.

يتبقَّى فقط خطوة “اتخاذ القرار”، تتلخَّصُ مراعاة هذه المرحلة بتقديم إجاباتٍ شافِيةٍ عن كلِّ سؤالٍ محتملٍ يخطر في ذهن الزبون المُحتمَل: ما هو السعر؟ ما هو أسلوب التدريب؟ إلخ.

هذا النموذج قابل للتطبيق عبر فيديو على يوتيوب، أو منشورات على المواقع الأخرى، المهم أن يحتويَ على هذا النموذج، دون اختصارٍ مُخلّ، ولا تطويلٍ مُمِلّ.

لا يقتصر التسويق بعد نشر الدَّورةِ التدريبيَّة على هذا، بل يمتدُّ إلى استغلال كل فرصةٍ فيها قابليَّة للتسويق لمحتواك، كالنشر المكثَّف المُجَدوَل على حساباتك في مواقع التواصل، وكذا معاونة أصدقائك وزملائك لك في النشر، ورؤية إمكانيَّة مشاركة المنصَّة الناشرة نفسها لنشر دورتك، وإنشاء قوائم بريدية.

كلَّما وضحت الرؤية الحاصلة من المحتوى التسويقيّ الذي يدلّ على دورتك، ازدادت احتماليَّة الإقبال عليها.

في الدورات القادمة بعد أولى دوراتك، سيكون للطلبة دور كبير في نشرِها، لأن عمليَّة بيع الدورات التدريبية ونشرِها -كما قلنا مرارًا- عمليَّة تراكمية، لذا من المهم تحسين تجربة طلَّابك؛ بمتابعة تقدُّمهم، ومعالجة مشاكلهم، وسؤالهم عن آرائهم، وتحسين المحتوى تتابُعيًّا حسب البيانات المجموعة من هذه العمليَّة.

الطلبة هم بريد المدرِّب إلى الناس، كما أنَّك تنصح أقرباءك بهذا الجهاز الذي وجدته ممتازًا ونافعًا، سينشر الطلبةُ عنكَ بصورةٍ تلقائيَّةٍ بين معارفهم وزملائهم، لذا عليك أن تحرص على تجربتهم معك.