المدونة

كيفية تحسين الظهور في محركات البحث للدورات التعليمية

مساق

25‏/09‏/2021

تحسين محرِّكات البحث – Search Engine Optimization واختصارًا SEO: هو تنفيذ إجراءات -كاستعمال كلماتٍ مفتاحيةٍ مختارةٍ- بغرض تحسين الظهور في محركات البحث، سواءٌ كان المستهدف مقالًا أو منتَجًا أو غير ذلك.

في هذا الدليل سنُرشدك إلى أهميَّة التحسين (السيو) وإلى كيفية استخدامه؛ إتقان هذا يؤدِّي إلى توجيه مزيدٍ من المتصفحين إلى صفحتك مما يساهم في نجاحٍ أكبر لدوراتك التي تقدمها.

أوَّلًا: لماذا السيو؟

قد تتساءل: فيمَ أحتاج هذا التحسين؟ والإجابة: تحسين ظهورك في محركات البحث يعني أنَّك ستصعد إلى أوائل النتائج الظاهرة في صفحة النتائج بعد البحث، مما يعني عدد نقراتٍ أكبر على صفحتك.

التصفح عن طريق البحث هي الطريقة السائدة في عالم الإنترنت؛ لن يكتب أحدٌ عنوان الموقع مباشرةً إلا إن كان يعرفه مسبقًا على الأغلب، والبقيَّة ستستخدم محركات البحث، وستنقر على النتائج الأولى الظاهرة؛ خصوصًا الأولى.

يُمكن النظر للسيو على أنَّه يؤدي وظيفة الإعلانات المدفوعة، الفرق بين الإعلانات المدفوعة والسيو هو أن الأوَّل خدمةٌ من محرك البحث نفسه لقاء مبلغٍ ماليّ، في حين أنّ الأخير إجراءٌ يلامس المحتوى نفسه ويستغل خوارزميات محركات البحث بغرض الصعود في سُلَّم النتائج.

الأمر اللافت للانتباه هو أنّ السيو أكثر نفعًا من الإعلان المدفوع في حصد الأرباح حسب الإحصاءات، أو بعبارةٍ أدقّ: وفقًا لـ70% من المسوِّقين المشاركين في هذا الاستفتاء. أسبابُ هذا وفقًا للدراسة نفسِها متعدِّدة، ومن أهمِّها أن السيو استثمارٌ بعيد الأمد.

معنى ذلك أن السيو باقٍ ببقاء الموقع والبحث، في حين يتطلَّب الإعلان المدفوع الدفع المستمرّ، وحين تتوقَّف، لتعود إلى أوائل مراكز البحث، ينبغي أن تطبِّق السيو، فلمَ لا يُطبَّق من البداية عوضًا عن الإعلان المدفوع؟

من الأسباب أيضًا أنّ المتصفِّح أكثر ميلًا إلى النقر على عنوانٍ من أصل صفحة النتائج، ويستغرق منه وقتَ تفكيرٍ – Dwell Time أقلّ، إلى أسبابٍ أخرى متعدِّدة. هذا يعني أن السيو ليس أقل كلفةً فحسب، بل أفضل وأكفأ.

يُمكن أن تُحسِّن ظهورك في محركات البحث بنفسك دون أن تحتاج إلى من يقوم بهذه المهمة عنك، فلن يكلِّفك هذا غيرَ الجهد، على عكس الإعلان المدفوع، فإنك مضطرٌ إلى أن تدفع باستمرار إن أردتَ بقاء مركزك في خانات البحث.

لنُعطِيَ مثالًا على تحسين محركات البحث، تصوَّر أنَّك كاتبٌ في مدونةٍ تهتم بالشؤون التقنيَّة، ثمَّة متصفِّحٌ يبحثُ عن أداء هذا المعالج المحدد في جانبٍ محدَّدٍ هو بث الفيديوهات والألعاب على تطبيق Twitch، ولديك موضوعٌ يتناول هذا الأمر.

بدلًا من أن يكون عنوانك ووصفُ الموضوع الظاهر في محرك البحث عامًّا، بحيثُ يضيع في سيل المواضيع حول المعالج نفسِه، ينبغي أن تخصِّصهما بحيث يحتويان على الكلمات المحددة التي سيبحث عنها هذا التصفح. هكذا سيقود بحث هذا الشخص إلى موضوعك.

ثانيًا: تقنيَّات السيو

ثمَّة إجراءاتٌ عليك أن تتخذها لتحسين الظهور في محركات البحث، أوَّلُ هذه الإجراءات إطلاقًا: البحث عن الكلمة المفتاحيَّة، لا بُدّ أن تبحثَ في الكلمات المفتاحية المتعلقة بموضوعك أو دورتك.

بدايةًَ، ثمَّة نوعان من الكلمات المفتاحيَّة، الكلمات العامة والمباشرة – Head Terms، والكلمات المفتاحية الطويلة المخصصّة – Long-tail Keywords؛ كلَّما تضخَّمَ عمومُ الكلمة التي اخترتها، زادت احتمالية ضياع صفحتك بين الصفحات الكثيرة وصعُبَ رفعها بين نتائج البحث.

لنعُد إلى المعالِجات وأمثلتها، لو كتبتَ على غوغل “معالجات الكمبيوتر” سترى أكثر من 8 ملايين نتيجة، في حين لو كتبتَ “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” سينخفض العدد إلى حواليّ 670 ألف نتيجة. ما معنى هذا؟ معنى هذا أنك كلما خصصت كلمتك المفتاحيَّة، زادت فرصة صعودك في صفحة نتائج البحث.

الإنترنت مليءٌ بالأدوات التي تُساعدك على اختيار الكلمات المفتاحية الأنسب لموضوعك بناءً على بيانات محركات البحث وعلى المنطقة التي تعيش فيها أو المناطق القريبة منها؛ إعلانات غوغل مثلًا لديها أداتُها: “مخطِّط الكلمات الرئيسيَّة”، المجانية لكلّ من لديه حسابٌ على الإعلانات.

الحساب مجانيّ ومتفرِّعٌ عن حسابك في غوغل، ليس عليك شراء إعلان لتستخدمها.

ليس هذا الخيار الوحيد، هنا مثال آخر، والأدوات كثيرةٌ ومتوزعةٌ على الإنترنت يمكنك أن تجدها ببحثٍ بسيط. أدخِل الموضوع الذي تريد الكتابة عنه أو التسويق له، بكلماتٍ قليلةٍ، وستظهر لك قائمة إحصاءات البحث في المنطقة المختارة. اختر الكلمة المفتاحية بناءً على البحث.

طريقةٌ أخرى للبحث عن الكلمات المفتاحية المناسبة هو رؤية نتائج الإكمال التلقائي – Auto Completion في خانة البحث في المحرِّكات، سيعينك هذا على معرفة الكلمات المبحوث عنها عادةً، لكن ننصح بالجمع بين هذه الطريقة والأولى وعدم الاقتصار عليها.

مصطلح الكلمة المفتاحية – Keyword لا يعني بالضرورة كلمةً واحدةً، يُمكن أن يكون بضع كلمات، العبارة التي ذكرناها مثلًا “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” هي كلمةٌ مفتاحيةٌ؛ الأمرُ كله راجعٌ إلى الكيفيَّة التي يستخدم بها الشخصُ الماثل وراء شاشته المتصفحَ.

الأهم مراعاة نيَّة المستخدِم – User intent، عليك أن تسأل نفسَك: ما الفئة التي أستهدفها؟ ثمَّ: كيف لي أن أصِلَ إليها بصفحتي؟ وبناءً عليه تختار كلمتك المفتاحيَّة، يختلف الأمر إن كنت تسوِّق مُنتَجًا، عنه إن كنتَ تعطي معلومةً؛ لا يصلح تحسين الظهور في الحقل المعلوماتيّ بأسلوبٍ تسويقيّ، إذ لا ينوي المستخدمون ههنا الشراء أصلًا.

لكن الذي يصلح ههنا هو تقديم المعلومة في موقعك، أو مدوَّنتك الشخصيَّة، بحيث تكون هذه المعلومات المجانية بوابةً للمستخدم إلى محتواك المدفوع، كما فصَّلنا في “الأوساط والتقنيات” من كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت.

بعد اختيار الكلمة المفتاحية، يأتي وقتُ كتابة المحتوى مع مراعاةِ السيو.

ينبغي أن يحتويَ عنوانك وأوائل محتويات صفحتك، أو تلك التي تظهر في وصف الصفحة – Description تحت العنوان، على الكلمة المفتاحية التي اخترتها، بمعنى آخر: ينبغي أن يجدَ المستخدم في صفحتك الكلمات التي كتبَها في خانة البحث.

لا بُدّ من الانتباه ههنا إلى ضرورة أن يكون استخدام الكلمات هذا مسوَّغًا؛ من الخطأ حشرُ الكلمات في الصفحة دون داعٍ لها، كما لا يُنصح أبدًا بحشر أكبر عددٍ من الكلمات المفتاحية في أنحاء الصفحة دون أن يكون لكلٍّ منها مسوِّغ حقيقيّ.

ضَع الكلمة في سياقٍ ينبغي أن تكون فيه، لنأخُذ مثالًا آخر: بالعودة إلى المُعالِجات أيضًا؛ لو أردتَ أن تكتب مقالةً عن المعالجات المناسبة لإنتاج الفيديوهات، ستختار العنوان: “الدليل إلى اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” وستكتبُ في مقدِّمة الصفحة: “يتساءل كثيرٌ من الناس حول كيفية اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات، وما هي المواصفات المناسبة لمثلِ هذه الوظيفة”.

لاحظ أنَّك أدخلت الكلمة المفتاحية “اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” في العنوان والوصف، دون أن تكون مُقحَمَةً تعسُّفًا بحيث يشعر القارئ بهذا الدَّفع والتكلُّف فينفر من المحتوى المكتوب؛ من المهمّ أن تضمن للمستخدم تجربةً لا ينغِّصُها شيء.

إضافةً إلى الكلمة المفتاحيَّة، ضمِّن في مقالتك اللغة التي يستخدمها المستخدمون الباحثون حول هذا الشأن، لنعُد إلى المعالجاتِ مرَّةً أخرى! أدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ أو إلى منصات البيع الإلكترونيَّة، وتصفَّح حول المعالجات التي يستهدفُها موضوعك، وانظر إلى اللغة التي يستخدمُها من يكتبُ فيها ويتناقش حولها، واستخدم هذه اللغة في محتواك.

كل ما ذكرناه ينطبق على تسويق دورتك التعليميَّة أو على المقالات التي هي وسيلتك إلى كسبِ الزبائن، مُهمٌّ جدًّا أن تكتب تدويناتٍ في المواضيع التي تصنع دوراتٍ حولها، أو تنوي أن تصنع، إذ هي بوَّابتك إلى المستخدم، وبوَّابته إلى الثقة بك وبعلمك.

في حالة تسويق دورتك التعليميَّة، ينبغي الاختصار والتركيز على نقاطٍ يخلص المستخدم منها إلى القرار سريعًا، أمَّا في حالة المقالات فينبغي الجمعُ بين: التفصيل، وقابلية المقال للبحث فيه عما يهمّ المستخدم فقط، هذا يعني أنه إذا بحثَ داخل الصفحة عن كلمةٍ بعينها يُريد نتيجةً عنها فقط، سيجدُ خلال الصفحة جوابًا عما يسأله.

من النافع جدًّا أن تطبِّق المذكور كاملًا على محتواك كله؛ لا على تسويق دوراتك فحسب، بل على مقالاتك (سواءٌ كنت تكتبها في موقعك نفسه أو في مدونةٍ مستقلَّةٍ) مع ما ذكرناه في كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت حول تضمين هذه المقالات طرُقًا إلى محتواك المدفوع.

النجاح في تطبيق السيو دَفعة معتبرة لك، إذ إن المستخدم الذي ينقر على عنوان صفحتك ليتصفح منتجك -دورتك مثالًا في هذه الحالة- مهتمٌّ قطعًا بشرائه ومستعدٌ له، بناءً على الكلمات التي أدخلها ليصل إلى صفحتك، وستلعب البيانات التي سيجدها داخل الصفحة دورًا كبيرًا في تشجيعه إن أُتْقِنَ ترتيبُها.

لنقُل إنّك تريد إنشاء دورةٍ حول أساسيَّات قراءة المواصفات التقنيَّة في الحاسوب وفهمها، ينبغي أن يكون في عنوان إعلانك للدورة “فهم مواصفات الحاسوب”، كما ينبغي أن يحتوي نصّ إعلانك في صفحتك على هذه العبارة، إضافةً إلى المُخرَجَات التي سيخرج بها الطالب من هذه الدَّورة لتشجعه بعد النقر على الاشتراك في دورتك.

ثالثاً: نصائح عامَّة لتحسين الظهور في محركات البحث

إضافةً إلى ما ذكرناه، ثمّة نصائح عامَّة ينبغي أن تلتزم بها لضمان النجاح، سواءٌ للتسبُّب بالنَّقر على الصفحة أو لبقاء المستخدم في صفحتك بعد النَّقر.

بعض هذه النصائح ينطبِق على المقالات (التي قلنا مرارًا إنها وسيلتك لتسويق محتواك المدفوع)، وبعضها ينطبق على الدورة نفسها، وبعضها عليهما معًا.

  • تأكَّد أن يكون رابط الصفحة – URL مفهومًا: لا تترك التوليد التلقائيّ يختار الاسم بعد الـ”/” لصفحتك، بل تأكَّد من أن تختار الكلمات المفتاحيَّة باللغة الإنجليزية لتضعها في الرابط. مثال: انظر لرابط هذه المقالة التي أمامك في الأعلى.

  • أضِف إلى المحتوى المكتوب المحتوى المرئيّ؛ من صور وفيديوهات، حسب احتياجات الصفحة والمقالة/الدورة.

  • ضع روابط نصيَّة – Backlinks لمقالاتك أو لغيرها حسب احتياجات الصفحة.

  • حسِّن هيكل الصفحة بحيث تكون سهلة القراءة: هذا يشمل توزيع الفقرات بشكلٍ مُريحٍ للمستخدم، وإضافة فهرس في حالة المقالات الطويلة المنقسمة إلى عدَّة مواضيع.

  • احرص على أن يكون العنوان والوصف، إضافةً لاحتوائهما على الكلمات المفتاحية، لافِتَيْن من حيث اللغة وغرض التصفُّح للمستخدم، ودافعين له إلى النَّقر. هذا يكون بحسب بحثك في لغة الوسط المُستهدَف وغاياته. راجع “التكيّف مع الجمهور المقصود” من هذا الدليل للمزيد.

بناءً على بحثك، بوسعك التوصُّل إلى المزيد من التحسينات التي تتطلَّبُها حالتك بعينها.

تذكَّر دائمًا أن الغرض من السيو هو الوصول إلى شريحةٍ كبيرةٍ وتقديم تجربةٍ نافعةٍ للمستخدم، فهو وسيلةٌ وليس غرضًا في حد ذاته، نسيان هذا قد يدفعك إلى المبالغة فيه مما يعود بالضرر على تجربة المستخدم وعليك، النصيحة النهائيَّة: ليس الغرض حشر الكلمات.

تحسين محرِّكات البحث – Search Engine Optimization واختصارًا SEO: هو تنفيذ إجراءات -كاستعمال كلماتٍ مفتاحيةٍ مختارةٍ- بغرض تحسين الظهور في محركات البحث، سواءٌ كان المستهدف مقالًا أو منتَجًا أو غير ذلك.

في هذا الدليل سنُرشدك إلى أهميَّة التحسين (السيو) وإلى كيفية استخدامه؛ إتقان هذا يؤدِّي إلى توجيه مزيدٍ من المتصفحين إلى صفحتك مما يساهم في نجاحٍ أكبر لدوراتك التي تقدمها.

أوَّلًا: لماذا السيو؟

قد تتساءل: فيمَ أحتاج هذا التحسين؟ والإجابة: تحسين ظهورك في محركات البحث يعني أنَّك ستصعد إلى أوائل النتائج الظاهرة في صفحة النتائج بعد البحث، مما يعني عدد نقراتٍ أكبر على صفحتك.

التصفح عن طريق البحث هي الطريقة السائدة في عالم الإنترنت؛ لن يكتب أحدٌ عنوان الموقع مباشرةً إلا إن كان يعرفه مسبقًا على الأغلب، والبقيَّة ستستخدم محركات البحث، وستنقر على النتائج الأولى الظاهرة؛ خصوصًا الأولى.

يُمكن النظر للسيو على أنَّه يؤدي وظيفة الإعلانات المدفوعة، الفرق بين الإعلانات المدفوعة والسيو هو أن الأوَّل خدمةٌ من محرك البحث نفسه لقاء مبلغٍ ماليّ، في حين أنّ الأخير إجراءٌ يلامس المحتوى نفسه ويستغل خوارزميات محركات البحث بغرض الصعود في سُلَّم النتائج.

الأمر اللافت للانتباه هو أنّ السيو أكثر نفعًا من الإعلان المدفوع في حصد الأرباح حسب الإحصاءات، أو بعبارةٍ أدقّ: وفقًا لـ70% من المسوِّقين المشاركين في هذا الاستفتاء. أسبابُ هذا وفقًا للدراسة نفسِها متعدِّدة، ومن أهمِّها أن السيو استثمارٌ بعيد الأمد.

معنى ذلك أن السيو باقٍ ببقاء الموقع والبحث، في حين يتطلَّب الإعلان المدفوع الدفع المستمرّ، وحين تتوقَّف، لتعود إلى أوائل مراكز البحث، ينبغي أن تطبِّق السيو، فلمَ لا يُطبَّق من البداية عوضًا عن الإعلان المدفوع؟

من الأسباب أيضًا أنّ المتصفِّح أكثر ميلًا إلى النقر على عنوانٍ من أصل صفحة النتائج، ويستغرق منه وقتَ تفكيرٍ – Dwell Time أقلّ، إلى أسبابٍ أخرى متعدِّدة. هذا يعني أن السيو ليس أقل كلفةً فحسب، بل أفضل وأكفأ.

يُمكن أن تُحسِّن ظهورك في محركات البحث بنفسك دون أن تحتاج إلى من يقوم بهذه المهمة عنك، فلن يكلِّفك هذا غيرَ الجهد، على عكس الإعلان المدفوع، فإنك مضطرٌ إلى أن تدفع باستمرار إن أردتَ بقاء مركزك في خانات البحث.

لنُعطِيَ مثالًا على تحسين محركات البحث، تصوَّر أنَّك كاتبٌ في مدونةٍ تهتم بالشؤون التقنيَّة، ثمَّة متصفِّحٌ يبحثُ عن أداء هذا المعالج المحدد في جانبٍ محدَّدٍ هو بث الفيديوهات والألعاب على تطبيق Twitch، ولديك موضوعٌ يتناول هذا الأمر.

بدلًا من أن يكون عنوانك ووصفُ الموضوع الظاهر في محرك البحث عامًّا، بحيثُ يضيع في سيل المواضيع حول المعالج نفسِه، ينبغي أن تخصِّصهما بحيث يحتويان على الكلمات المحددة التي سيبحث عنها هذا التصفح. هكذا سيقود بحث هذا الشخص إلى موضوعك.

ثانيًا: تقنيَّات السيو

ثمَّة إجراءاتٌ عليك أن تتخذها لتحسين الظهور في محركات البحث، أوَّلُ هذه الإجراءات إطلاقًا: البحث عن الكلمة المفتاحيَّة، لا بُدّ أن تبحثَ في الكلمات المفتاحية المتعلقة بموضوعك أو دورتك.

بدايةًَ، ثمَّة نوعان من الكلمات المفتاحيَّة، الكلمات العامة والمباشرة – Head Terms، والكلمات المفتاحية الطويلة المخصصّة – Long-tail Keywords؛ كلَّما تضخَّمَ عمومُ الكلمة التي اخترتها، زادت احتمالية ضياع صفحتك بين الصفحات الكثيرة وصعُبَ رفعها بين نتائج البحث.

لنعُد إلى المعالِجات وأمثلتها، لو كتبتَ على غوغل “معالجات الكمبيوتر” سترى أكثر من 8 ملايين نتيجة، في حين لو كتبتَ “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” سينخفض العدد إلى حواليّ 670 ألف نتيجة. ما معنى هذا؟ معنى هذا أنك كلما خصصت كلمتك المفتاحيَّة، زادت فرصة صعودك في صفحة نتائج البحث.

الإنترنت مليءٌ بالأدوات التي تُساعدك على اختيار الكلمات المفتاحية الأنسب لموضوعك بناءً على بيانات محركات البحث وعلى المنطقة التي تعيش فيها أو المناطق القريبة منها؛ إعلانات غوغل مثلًا لديها أداتُها: “مخطِّط الكلمات الرئيسيَّة”، المجانية لكلّ من لديه حسابٌ على الإعلانات.

الحساب مجانيّ ومتفرِّعٌ عن حسابك في غوغل، ليس عليك شراء إعلان لتستخدمها.

ليس هذا الخيار الوحيد، هنا مثال آخر، والأدوات كثيرةٌ ومتوزعةٌ على الإنترنت يمكنك أن تجدها ببحثٍ بسيط. أدخِل الموضوع الذي تريد الكتابة عنه أو التسويق له، بكلماتٍ قليلةٍ، وستظهر لك قائمة إحصاءات البحث في المنطقة المختارة. اختر الكلمة المفتاحية بناءً على البحث.

طريقةٌ أخرى للبحث عن الكلمات المفتاحية المناسبة هو رؤية نتائج الإكمال التلقائي – Auto Completion في خانة البحث في المحرِّكات، سيعينك هذا على معرفة الكلمات المبحوث عنها عادةً، لكن ننصح بالجمع بين هذه الطريقة والأولى وعدم الاقتصار عليها.

مصطلح الكلمة المفتاحية – Keyword لا يعني بالضرورة كلمةً واحدةً، يُمكن أن يكون بضع كلمات، العبارة التي ذكرناها مثلًا “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” هي كلمةٌ مفتاحيةٌ؛ الأمرُ كله راجعٌ إلى الكيفيَّة التي يستخدم بها الشخصُ الماثل وراء شاشته المتصفحَ.

الأهم مراعاة نيَّة المستخدِم – User intent، عليك أن تسأل نفسَك: ما الفئة التي أستهدفها؟ ثمَّ: كيف لي أن أصِلَ إليها بصفحتي؟ وبناءً عليه تختار كلمتك المفتاحيَّة، يختلف الأمر إن كنت تسوِّق مُنتَجًا، عنه إن كنتَ تعطي معلومةً؛ لا يصلح تحسين الظهور في الحقل المعلوماتيّ بأسلوبٍ تسويقيّ، إذ لا ينوي المستخدمون ههنا الشراء أصلًا.

لكن الذي يصلح ههنا هو تقديم المعلومة في موقعك، أو مدوَّنتك الشخصيَّة، بحيث تكون هذه المعلومات المجانية بوابةً للمستخدم إلى محتواك المدفوع، كما فصَّلنا في “الأوساط والتقنيات” من كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت.

بعد اختيار الكلمة المفتاحية، يأتي وقتُ كتابة المحتوى مع مراعاةِ السيو.

ينبغي أن يحتويَ عنوانك وأوائل محتويات صفحتك، أو تلك التي تظهر في وصف الصفحة – Description تحت العنوان، على الكلمة المفتاحية التي اخترتها، بمعنى آخر: ينبغي أن يجدَ المستخدم في صفحتك الكلمات التي كتبَها في خانة البحث.

لا بُدّ من الانتباه ههنا إلى ضرورة أن يكون استخدام الكلمات هذا مسوَّغًا؛ من الخطأ حشرُ الكلمات في الصفحة دون داعٍ لها، كما لا يُنصح أبدًا بحشر أكبر عددٍ من الكلمات المفتاحية في أنحاء الصفحة دون أن يكون لكلٍّ منها مسوِّغ حقيقيّ.

ضَع الكلمة في سياقٍ ينبغي أن تكون فيه، لنأخُذ مثالًا آخر: بالعودة إلى المُعالِجات أيضًا؛ لو أردتَ أن تكتب مقالةً عن المعالجات المناسبة لإنتاج الفيديوهات، ستختار العنوان: “الدليل إلى اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” وستكتبُ في مقدِّمة الصفحة: “يتساءل كثيرٌ من الناس حول كيفية اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات، وما هي المواصفات المناسبة لمثلِ هذه الوظيفة”.

لاحظ أنَّك أدخلت الكلمة المفتاحية “اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” في العنوان والوصف، دون أن تكون مُقحَمَةً تعسُّفًا بحيث يشعر القارئ بهذا الدَّفع والتكلُّف فينفر من المحتوى المكتوب؛ من المهمّ أن تضمن للمستخدم تجربةً لا ينغِّصُها شيء.

إضافةً إلى الكلمة المفتاحيَّة، ضمِّن في مقالتك اللغة التي يستخدمها المستخدمون الباحثون حول هذا الشأن، لنعُد إلى المعالجاتِ مرَّةً أخرى! أدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ أو إلى منصات البيع الإلكترونيَّة، وتصفَّح حول المعالجات التي يستهدفُها موضوعك، وانظر إلى اللغة التي يستخدمُها من يكتبُ فيها ويتناقش حولها، واستخدم هذه اللغة في محتواك.

كل ما ذكرناه ينطبق على تسويق دورتك التعليميَّة أو على المقالات التي هي وسيلتك إلى كسبِ الزبائن، مُهمٌّ جدًّا أن تكتب تدويناتٍ في المواضيع التي تصنع دوراتٍ حولها، أو تنوي أن تصنع، إذ هي بوَّابتك إلى المستخدم، وبوَّابته إلى الثقة بك وبعلمك.

في حالة تسويق دورتك التعليميَّة، ينبغي الاختصار والتركيز على نقاطٍ يخلص المستخدم منها إلى القرار سريعًا، أمَّا في حالة المقالات فينبغي الجمعُ بين: التفصيل، وقابلية المقال للبحث فيه عما يهمّ المستخدم فقط، هذا يعني أنه إذا بحثَ داخل الصفحة عن كلمةٍ بعينها يُريد نتيجةً عنها فقط، سيجدُ خلال الصفحة جوابًا عما يسأله.

من النافع جدًّا أن تطبِّق المذكور كاملًا على محتواك كله؛ لا على تسويق دوراتك فحسب، بل على مقالاتك (سواءٌ كنت تكتبها في موقعك نفسه أو في مدونةٍ مستقلَّةٍ) مع ما ذكرناه في كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت حول تضمين هذه المقالات طرُقًا إلى محتواك المدفوع.

النجاح في تطبيق السيو دَفعة معتبرة لك، إذ إن المستخدم الذي ينقر على عنوان صفحتك ليتصفح منتجك -دورتك مثالًا في هذه الحالة- مهتمٌّ قطعًا بشرائه ومستعدٌ له، بناءً على الكلمات التي أدخلها ليصل إلى صفحتك، وستلعب البيانات التي سيجدها داخل الصفحة دورًا كبيرًا في تشجيعه إن أُتْقِنَ ترتيبُها.

لنقُل إنّك تريد إنشاء دورةٍ حول أساسيَّات قراءة المواصفات التقنيَّة في الحاسوب وفهمها، ينبغي أن يكون في عنوان إعلانك للدورة “فهم مواصفات الحاسوب”، كما ينبغي أن يحتوي نصّ إعلانك في صفحتك على هذه العبارة، إضافةً إلى المُخرَجَات التي سيخرج بها الطالب من هذه الدَّورة لتشجعه بعد النقر على الاشتراك في دورتك.

ثالثاً: نصائح عامَّة لتحسين الظهور في محركات البحث

إضافةً إلى ما ذكرناه، ثمّة نصائح عامَّة ينبغي أن تلتزم بها لضمان النجاح، سواءٌ للتسبُّب بالنَّقر على الصفحة أو لبقاء المستخدم في صفحتك بعد النَّقر.

بعض هذه النصائح ينطبِق على المقالات (التي قلنا مرارًا إنها وسيلتك لتسويق محتواك المدفوع)، وبعضها ينطبق على الدورة نفسها، وبعضها عليهما معًا.

  • تأكَّد أن يكون رابط الصفحة – URL مفهومًا: لا تترك التوليد التلقائيّ يختار الاسم بعد الـ”/” لصفحتك، بل تأكَّد من أن تختار الكلمات المفتاحيَّة باللغة الإنجليزية لتضعها في الرابط. مثال: انظر لرابط هذه المقالة التي أمامك في الأعلى.

  • أضِف إلى المحتوى المكتوب المحتوى المرئيّ؛ من صور وفيديوهات، حسب احتياجات الصفحة والمقالة/الدورة.

  • ضع روابط نصيَّة – Backlinks لمقالاتك أو لغيرها حسب احتياجات الصفحة.

  • حسِّن هيكل الصفحة بحيث تكون سهلة القراءة: هذا يشمل توزيع الفقرات بشكلٍ مُريحٍ للمستخدم، وإضافة فهرس في حالة المقالات الطويلة المنقسمة إلى عدَّة مواضيع.

  • احرص على أن يكون العنوان والوصف، إضافةً لاحتوائهما على الكلمات المفتاحية، لافِتَيْن من حيث اللغة وغرض التصفُّح للمستخدم، ودافعين له إلى النَّقر. هذا يكون بحسب بحثك في لغة الوسط المُستهدَف وغاياته. راجع “التكيّف مع الجمهور المقصود” من هذا الدليل للمزيد.

بناءً على بحثك، بوسعك التوصُّل إلى المزيد من التحسينات التي تتطلَّبُها حالتك بعينها.

تذكَّر دائمًا أن الغرض من السيو هو الوصول إلى شريحةٍ كبيرةٍ وتقديم تجربةٍ نافعةٍ للمستخدم، فهو وسيلةٌ وليس غرضًا في حد ذاته، نسيان هذا قد يدفعك إلى المبالغة فيه مما يعود بالضرر على تجربة المستخدم وعليك، النصيحة النهائيَّة: ليس الغرض حشر الكلمات.

تحسين محرِّكات البحث – Search Engine Optimization واختصارًا SEO: هو تنفيذ إجراءات -كاستعمال كلماتٍ مفتاحيةٍ مختارةٍ- بغرض تحسين الظهور في محركات البحث، سواءٌ كان المستهدف مقالًا أو منتَجًا أو غير ذلك.

في هذا الدليل سنُرشدك إلى أهميَّة التحسين (السيو) وإلى كيفية استخدامه؛ إتقان هذا يؤدِّي إلى توجيه مزيدٍ من المتصفحين إلى صفحتك مما يساهم في نجاحٍ أكبر لدوراتك التي تقدمها.

أوَّلًا: لماذا السيو؟

قد تتساءل: فيمَ أحتاج هذا التحسين؟ والإجابة: تحسين ظهورك في محركات البحث يعني أنَّك ستصعد إلى أوائل النتائج الظاهرة في صفحة النتائج بعد البحث، مما يعني عدد نقراتٍ أكبر على صفحتك.

التصفح عن طريق البحث هي الطريقة السائدة في عالم الإنترنت؛ لن يكتب أحدٌ عنوان الموقع مباشرةً إلا إن كان يعرفه مسبقًا على الأغلب، والبقيَّة ستستخدم محركات البحث، وستنقر على النتائج الأولى الظاهرة؛ خصوصًا الأولى.

يُمكن النظر للسيو على أنَّه يؤدي وظيفة الإعلانات المدفوعة، الفرق بين الإعلانات المدفوعة والسيو هو أن الأوَّل خدمةٌ من محرك البحث نفسه لقاء مبلغٍ ماليّ، في حين أنّ الأخير إجراءٌ يلامس المحتوى نفسه ويستغل خوارزميات محركات البحث بغرض الصعود في سُلَّم النتائج.

الأمر اللافت للانتباه هو أنّ السيو أكثر نفعًا من الإعلان المدفوع في حصد الأرباح حسب الإحصاءات، أو بعبارةٍ أدقّ: وفقًا لـ70% من المسوِّقين المشاركين في هذا الاستفتاء. أسبابُ هذا وفقًا للدراسة نفسِها متعدِّدة، ومن أهمِّها أن السيو استثمارٌ بعيد الأمد.

معنى ذلك أن السيو باقٍ ببقاء الموقع والبحث، في حين يتطلَّب الإعلان المدفوع الدفع المستمرّ، وحين تتوقَّف، لتعود إلى أوائل مراكز البحث، ينبغي أن تطبِّق السيو، فلمَ لا يُطبَّق من البداية عوضًا عن الإعلان المدفوع؟

من الأسباب أيضًا أنّ المتصفِّح أكثر ميلًا إلى النقر على عنوانٍ من أصل صفحة النتائج، ويستغرق منه وقتَ تفكيرٍ – Dwell Time أقلّ، إلى أسبابٍ أخرى متعدِّدة. هذا يعني أن السيو ليس أقل كلفةً فحسب، بل أفضل وأكفأ.

يُمكن أن تُحسِّن ظهورك في محركات البحث بنفسك دون أن تحتاج إلى من يقوم بهذه المهمة عنك، فلن يكلِّفك هذا غيرَ الجهد، على عكس الإعلان المدفوع، فإنك مضطرٌ إلى أن تدفع باستمرار إن أردتَ بقاء مركزك في خانات البحث.

لنُعطِيَ مثالًا على تحسين محركات البحث، تصوَّر أنَّك كاتبٌ في مدونةٍ تهتم بالشؤون التقنيَّة، ثمَّة متصفِّحٌ يبحثُ عن أداء هذا المعالج المحدد في جانبٍ محدَّدٍ هو بث الفيديوهات والألعاب على تطبيق Twitch، ولديك موضوعٌ يتناول هذا الأمر.

بدلًا من أن يكون عنوانك ووصفُ الموضوع الظاهر في محرك البحث عامًّا، بحيثُ يضيع في سيل المواضيع حول المعالج نفسِه، ينبغي أن تخصِّصهما بحيث يحتويان على الكلمات المحددة التي سيبحث عنها هذا التصفح. هكذا سيقود بحث هذا الشخص إلى موضوعك.

ثانيًا: تقنيَّات السيو

ثمَّة إجراءاتٌ عليك أن تتخذها لتحسين الظهور في محركات البحث، أوَّلُ هذه الإجراءات إطلاقًا: البحث عن الكلمة المفتاحيَّة، لا بُدّ أن تبحثَ في الكلمات المفتاحية المتعلقة بموضوعك أو دورتك.

بدايةًَ، ثمَّة نوعان من الكلمات المفتاحيَّة، الكلمات العامة والمباشرة – Head Terms، والكلمات المفتاحية الطويلة المخصصّة – Long-tail Keywords؛ كلَّما تضخَّمَ عمومُ الكلمة التي اخترتها، زادت احتمالية ضياع صفحتك بين الصفحات الكثيرة وصعُبَ رفعها بين نتائج البحث.

لنعُد إلى المعالِجات وأمثلتها، لو كتبتَ على غوغل “معالجات الكمبيوتر” سترى أكثر من 8 ملايين نتيجة، في حين لو كتبتَ “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” سينخفض العدد إلى حواليّ 670 ألف نتيجة. ما معنى هذا؟ معنى هذا أنك كلما خصصت كلمتك المفتاحيَّة، زادت فرصة صعودك في صفحة نتائج البحث.

الإنترنت مليءٌ بالأدوات التي تُساعدك على اختيار الكلمات المفتاحية الأنسب لموضوعك بناءً على بيانات محركات البحث وعلى المنطقة التي تعيش فيها أو المناطق القريبة منها؛ إعلانات غوغل مثلًا لديها أداتُها: “مخطِّط الكلمات الرئيسيَّة”، المجانية لكلّ من لديه حسابٌ على الإعلانات.

الحساب مجانيّ ومتفرِّعٌ عن حسابك في غوغل، ليس عليك شراء إعلان لتستخدمها.

ليس هذا الخيار الوحيد، هنا مثال آخر، والأدوات كثيرةٌ ومتوزعةٌ على الإنترنت يمكنك أن تجدها ببحثٍ بسيط. أدخِل الموضوع الذي تريد الكتابة عنه أو التسويق له، بكلماتٍ قليلةٍ، وستظهر لك قائمة إحصاءات البحث في المنطقة المختارة. اختر الكلمة المفتاحية بناءً على البحث.

طريقةٌ أخرى للبحث عن الكلمات المفتاحية المناسبة هو رؤية نتائج الإكمال التلقائي – Auto Completion في خانة البحث في المحرِّكات، سيعينك هذا على معرفة الكلمات المبحوث عنها عادةً، لكن ننصح بالجمع بين هذه الطريقة والأولى وعدم الاقتصار عليها.

مصطلح الكلمة المفتاحية – Keyword لا يعني بالضرورة كلمةً واحدةً، يُمكن أن يكون بضع كلمات، العبارة التي ذكرناها مثلًا “معالجات الكمبيوتر المناسبة للألعاب” هي كلمةٌ مفتاحيةٌ؛ الأمرُ كله راجعٌ إلى الكيفيَّة التي يستخدم بها الشخصُ الماثل وراء شاشته المتصفحَ.

الأهم مراعاة نيَّة المستخدِم – User intent، عليك أن تسأل نفسَك: ما الفئة التي أستهدفها؟ ثمَّ: كيف لي أن أصِلَ إليها بصفحتي؟ وبناءً عليه تختار كلمتك المفتاحيَّة، يختلف الأمر إن كنت تسوِّق مُنتَجًا، عنه إن كنتَ تعطي معلومةً؛ لا يصلح تحسين الظهور في الحقل المعلوماتيّ بأسلوبٍ تسويقيّ، إذ لا ينوي المستخدمون ههنا الشراء أصلًا.

لكن الذي يصلح ههنا هو تقديم المعلومة في موقعك، أو مدوَّنتك الشخصيَّة، بحيث تكون هذه المعلومات المجانية بوابةً للمستخدم إلى محتواك المدفوع، كما فصَّلنا في “الأوساط والتقنيات” من كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت.

بعد اختيار الكلمة المفتاحية، يأتي وقتُ كتابة المحتوى مع مراعاةِ السيو.

ينبغي أن يحتويَ عنوانك وأوائل محتويات صفحتك، أو تلك التي تظهر في وصف الصفحة – Description تحت العنوان، على الكلمة المفتاحية التي اخترتها، بمعنى آخر: ينبغي أن يجدَ المستخدم في صفحتك الكلمات التي كتبَها في خانة البحث.

لا بُدّ من الانتباه ههنا إلى ضرورة أن يكون استخدام الكلمات هذا مسوَّغًا؛ من الخطأ حشرُ الكلمات في الصفحة دون داعٍ لها، كما لا يُنصح أبدًا بحشر أكبر عددٍ من الكلمات المفتاحية في أنحاء الصفحة دون أن يكون لكلٍّ منها مسوِّغ حقيقيّ.

ضَع الكلمة في سياقٍ ينبغي أن تكون فيه، لنأخُذ مثالًا آخر: بالعودة إلى المُعالِجات أيضًا؛ لو أردتَ أن تكتب مقالةً عن المعالجات المناسبة لإنتاج الفيديوهات، ستختار العنوان: “الدليل إلى اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” وستكتبُ في مقدِّمة الصفحة: “يتساءل كثيرٌ من الناس حول كيفية اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات، وما هي المواصفات المناسبة لمثلِ هذه الوظيفة”.

لاحظ أنَّك أدخلت الكلمة المفتاحية “اختيار معالج لإنتاج الفيديوهات” في العنوان والوصف، دون أن تكون مُقحَمَةً تعسُّفًا بحيث يشعر القارئ بهذا الدَّفع والتكلُّف فينفر من المحتوى المكتوب؛ من المهمّ أن تضمن للمستخدم تجربةً لا ينغِّصُها شيء.

إضافةً إلى الكلمة المفتاحيَّة، ضمِّن في مقالتك اللغة التي يستخدمها المستخدمون الباحثون حول هذا الشأن، لنعُد إلى المعالجاتِ مرَّةً أخرى! أدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ أو إلى منصات البيع الإلكترونيَّة، وتصفَّح حول المعالجات التي يستهدفُها موضوعك، وانظر إلى اللغة التي يستخدمُها من يكتبُ فيها ويتناقش حولها، واستخدم هذه اللغة في محتواك.

كل ما ذكرناه ينطبق على تسويق دورتك التعليميَّة أو على المقالات التي هي وسيلتك إلى كسبِ الزبائن، مُهمٌّ جدًّا أن تكتب تدويناتٍ في المواضيع التي تصنع دوراتٍ حولها، أو تنوي أن تصنع، إذ هي بوَّابتك إلى المستخدم، وبوَّابته إلى الثقة بك وبعلمك.

في حالة تسويق دورتك التعليميَّة، ينبغي الاختصار والتركيز على نقاطٍ يخلص المستخدم منها إلى القرار سريعًا، أمَّا في حالة المقالات فينبغي الجمعُ بين: التفصيل، وقابلية المقال للبحث فيه عما يهمّ المستخدم فقط، هذا يعني أنه إذا بحثَ داخل الصفحة عن كلمةٍ بعينها يُريد نتيجةً عنها فقط، سيجدُ خلال الصفحة جوابًا عما يسأله.

من النافع جدًّا أن تطبِّق المذكور كاملًا على محتواك كله؛ لا على تسويق دوراتك فحسب، بل على مقالاتك (سواءٌ كنت تكتبها في موقعك نفسه أو في مدونةٍ مستقلَّةٍ) مع ما ذكرناه في كيفيَّة تسويق الدورات العلمية على الإنترنت حول تضمين هذه المقالات طرُقًا إلى محتواك المدفوع.

النجاح في تطبيق السيو دَفعة معتبرة لك، إذ إن المستخدم الذي ينقر على عنوان صفحتك ليتصفح منتجك -دورتك مثالًا في هذه الحالة- مهتمٌّ قطعًا بشرائه ومستعدٌ له، بناءً على الكلمات التي أدخلها ليصل إلى صفحتك، وستلعب البيانات التي سيجدها داخل الصفحة دورًا كبيرًا في تشجيعه إن أُتْقِنَ ترتيبُها.

لنقُل إنّك تريد إنشاء دورةٍ حول أساسيَّات قراءة المواصفات التقنيَّة في الحاسوب وفهمها، ينبغي أن يكون في عنوان إعلانك للدورة “فهم مواصفات الحاسوب”، كما ينبغي أن يحتوي نصّ إعلانك في صفحتك على هذه العبارة، إضافةً إلى المُخرَجَات التي سيخرج بها الطالب من هذه الدَّورة لتشجعه بعد النقر على الاشتراك في دورتك.

ثالثاً: نصائح عامَّة لتحسين الظهور في محركات البحث

إضافةً إلى ما ذكرناه، ثمّة نصائح عامَّة ينبغي أن تلتزم بها لضمان النجاح، سواءٌ للتسبُّب بالنَّقر على الصفحة أو لبقاء المستخدم في صفحتك بعد النَّقر.

بعض هذه النصائح ينطبِق على المقالات (التي قلنا مرارًا إنها وسيلتك لتسويق محتواك المدفوع)، وبعضها ينطبق على الدورة نفسها، وبعضها عليهما معًا.

  • تأكَّد أن يكون رابط الصفحة – URL مفهومًا: لا تترك التوليد التلقائيّ يختار الاسم بعد الـ”/” لصفحتك، بل تأكَّد من أن تختار الكلمات المفتاحيَّة باللغة الإنجليزية لتضعها في الرابط. مثال: انظر لرابط هذه المقالة التي أمامك في الأعلى.

  • أضِف إلى المحتوى المكتوب المحتوى المرئيّ؛ من صور وفيديوهات، حسب احتياجات الصفحة والمقالة/الدورة.

  • ضع روابط نصيَّة – Backlinks لمقالاتك أو لغيرها حسب احتياجات الصفحة.

  • حسِّن هيكل الصفحة بحيث تكون سهلة القراءة: هذا يشمل توزيع الفقرات بشكلٍ مُريحٍ للمستخدم، وإضافة فهرس في حالة المقالات الطويلة المنقسمة إلى عدَّة مواضيع.

  • احرص على أن يكون العنوان والوصف، إضافةً لاحتوائهما على الكلمات المفتاحية، لافِتَيْن من حيث اللغة وغرض التصفُّح للمستخدم، ودافعين له إلى النَّقر. هذا يكون بحسب بحثك في لغة الوسط المُستهدَف وغاياته. راجع “التكيّف مع الجمهور المقصود” من هذا الدليل للمزيد.

بناءً على بحثك، بوسعك التوصُّل إلى المزيد من التحسينات التي تتطلَّبُها حالتك بعينها.

تذكَّر دائمًا أن الغرض من السيو هو الوصول إلى شريحةٍ كبيرةٍ وتقديم تجربةٍ نافعةٍ للمستخدم، فهو وسيلةٌ وليس غرضًا في حد ذاته، نسيان هذا قد يدفعك إلى المبالغة فيه مما يعود بالضرر على تجربة المستخدم وعليك، النصيحة النهائيَّة: ليس الغرض حشر الكلمات.