ماذا يعني الشلل الابداعي – Creative Block؟ حلول مقترحة لمشكلة الشلل الابداعي

الشلل الابداعيانسداد الذِّهن – Creative Block من أبرز المشاكل التي تُواجه صُنَّاع المحتوى، وهي حالةٌ من فراغ الذِّهن من الأفكار أو امتلاؤه بأفكارٍ غير مُرضِيةٍ أو منتجة. ما يجدُه صانع المحتوى في هذه الحالة أنَّ الأفكار التي يأتي بها -إن وُجِدَتْ- ليست على المستوى ذاتِه مع الأفكار التي يراها ناجحةً قبل أن تُراوِدَه هذه الحالة.

نُريد أن نبدأ بالقول إنّ هذه الحالة طبيعيَّةٌ جدًّا، وقد يُستفاد منها في الإتيان بأفكارٍ جديدةٍ إبداعيةٍ نظرًا للصعوبة التي يواجهها الذهن في التفكير بطريقةٍ معتادة، وما يبدو له “نفادًا للأفكار”، غير أنَّ ثمَّة مشكلةً أخرى يواجهها صنَّاع المحتوى تُفاقم هذه الحالة.

تكمن المشكلة الأخرى أن صانع المحتوى -إن كان يعتمد على هذه العمليَّة بصورةٍ أساسيَّةٍ في حياته- يواجهُ ضغطًا وتوقُّعاتٍ من غيره وظروفًا أخرى تحتِّمُ عليه أن يُنهيَ شيئًا، وهذه الضغوطات النفسيَّة تُفاقم المسألة، والواقع أنها لا تفاقمُ الضغط فحسب بل تفاقم مسألة الإبداع وتعزِّزُ من انسداد الذِّهن.

لذا وجدنا أنه من النافع أن نقدِّم مجموعةً من الأفكار الأساسيَّة تُعين على هذه المشكلة، أوَّلًا من المهمّ أن تعرف أنّ المسألة تهون كثيرًا إن كانت صناعتك للمحتوى تقتصر على شكلٍ معيَّن، مثلًا أنت تُعدّ دوراتٍ تدريبيَّة وتكتب كتبًا أو كتيِّباتٍ في مجالٍ محدَّد، مهما اتَّسع هذا المجال فأنت تعرف أنَّ المجال محدود، فتضيق دائرة بحثك نظرًا لذلك.

وثانيًا يُمكن أن تملأ فراغ المحتوى الناشئ من هذه المشكلة في أن تُعيد تشكيل محتواك الذي سبق أن قدَّمته – Repurposing Content، هذا يعني أنَّك ستقدِّم لجمهورك شيئًا في حين تأخذ وقتك في استكشاف الخطوة القادمة، هذه الخطوة قد لا تملأ الفراغ فحسب بل قد تُعينك على إيجادِ أفكارٍ جديدة لم تكن منتبهًا إليها.

إن كنتَ أعددتَ دورةً في مجالٍ ما، خُذ فكرةً منها ووسِّعها واكتب عنها مقالًا، أو انشر عنها مقطعًا صغيرًا أو متوسِّطًا، أو شارك في بودكاست، الخيارات كثيرة، وهذا المحتوى المجانيّ سيُعينك من ناحية التسويق، وهي وسيلةٌ لإبقاء العجلة متحرِّكةً، بينما تستكشف طريقك.

فيما يلي أفكارٌ اخترناها ووجدنا أنها ستنفعك في هذه المشكلة.

العصف الذِّهني

العصف الذهني – Brainstorming: هو عمليَّة توليد الأفكار إلى حدٍّ يكفي لحلّ مشكلةٍ ما أو معرفة الأسلوب الذي ينبغي اتباعه. يمكن أن يكونَ فرديًّا أو جماعيًّا، ويُستعان به عند مواجهة مشكلةٍ أو عند الرغبة في بدء مشروعٍ، أو أي داعٍ آخر يستوجبه.

الغرض من العصف الذهني هو جمع عددٍ كافٍ من الأفكار بحيث يُتوصَّل منها إلى حلِّ المشكلة القائمة أو معرفة الطريق الذي ينبغي سلوكه في المشروع، بعبارةٍ مُجمَلة: بحيث يُعرف الإجراء الذي ينبغي اتخاذه في المسألة.

عُرِفَ العصفُ الذهني تقليديًّا أنه نشاط جماعيّ، ورغم أنَّه يُمكنك أداؤه فرديًّا، ننصحُكَ في هذه الحالة أن تؤدِّيَه قدر الإمكان جماعيًّا، لا يجب أن يكون عندك طاقمٌ مخصَّصٌ لهذه المسألة، يُمكن أن تعرض هذه المشكلة على أصدقائك أو أهلك وتطلبَ منهم أن يشاركوك في معالجةِ المسألة.

وقد فصَّلنا هذه العمليَّة في الدليل أعلاه، غير أنَّنا نُشير إلى نقاطٍ تخصُّ هذه الحالة تحديدًا: التفكير خارج الصُّندوق هي خطوةٌ تُعدّ -بقدر بداهتِها- صعبة، ذلك لأنَّها تمثِّلُ خروجًا عن معهود الذِّهن، لذا قد تواجه مشكلةً في التفكير وحدَك، أمَّا في حالة التفكير الجماعيّ فالأمر مختلف.

في حالات انسداد الذِّهن، لا يعرف الإنسان حقًّا تحديدًا الشيءَ الذي يُمكن أن يولِّد عنده الفكرة، قد تتولَّد عندك الفكرة بمشاركةٍ عابرة لا علاقة لها بالموضوع حتى، لذا من المهمّ جدًّا أن يُشاركك النَّاس -وإن كانوا من خارج مجالك- في العصف الذهني، بل أن تشاركَ أنت في الجلسات العامَّة، فلا أحد يعرف من أين تأتيه الفكرة.

مراقبة المنافسين

لا نعني بمراقبة المنافسين أن تقلِّدهم فيما يفعلونه، بل أن تأخُذ منهم أفكارًا، لك منافسٌ أو زميلٌ يقدِّم دوراتٍ في مجالك، أو في مجالٍ قريب منه، بل وإن كان المجال مختلفًا تمامًا، احضر هذه الدَّورات أو اقرأ ما يأتي فيها، هذا سيُعينك على تحصيل أفكار جديدة.

لا تقتصر الأفكار التي ستنفعُك إن حزتَها على الموضوعات التي تقدِّم فيها دورةً أو تكتب فيها مقالًا، قد تأتيك فكرةٌ عبر معاينتك للأسلوب الذي يتبعه هذه المنافس، أو تنقُّلِه بين الموضوعات، أو كيفيَّة تفريعه موضوعًا على آخر، وهكذا.

إن لم تكن تعرفُ منافسًا بعينه، يُمكنك دائمًا أن تبحث في محرِّكِ البحث عن معدِّين للدورات في مجالك مثلًا.

محرِّكات البحث

من الأساليب المهمَّة والنافعة في مواجهة انسداد الذِّهن أيضًا استخدام محرِّك البحث عمومًا، محرِّك البحث جوجل مثلًا فيه أقسامٌ كثيرة يُمكنك أن تستفيد منها، يُمكنك أن تذهب إلى الصُّور أو الكتب أو المقالات، أو تسأل أسئلة وتجد غيرك سألها أيضًا، إلخ.

اكتب الموضوع العام الذي تُقدِّم فيه محتواك، أو اسأل سؤالًا، ثمّ فتِّش أقسام محرِّك البحث المختلفة، وتذكَّر أنَّك لا تدري من أين ستأتيك الفكرة فلا تُهمِل أيِّ خيطٍ قد ينفعُك، سجِّل الأفكار التي تجدُ فيها إمكانيَّةً معتبرةً – Potential وواصل البحث، ثمّ عُد إليها جميعًا لاحقًا وقيِّمها.

أبقِ ذهنك مفتوحًا

نظرًا لما ذكرناه مرارًا من أنّك لا تعرف من أين ستأتيك الفكرة، لا بُد أن تُبقِي ذهنك مفتوحًا وأنت تستهلك المحتوى يوميًّا، اقرأ؛ سواء محتوى متعلِّق بهذا الموضوع تحديدًا، أو بمجالك، أو أيّ شيءٍ عمومًا تُريد أن تقرأه، المهمّ أن تُبقِي ذهنك مفتوحًا بحيث تتمكَّن من الإمساك بأي طرفِ خيطٍ تجدُه، هذا ينطبق على مشاهدة المقاطع أيضًا.

ختامًا، هذه كانت بضعُ نصائح اخترناها مما نجدُه نافعًا في هذه المرحلة، المهمّ أن تعرف أنها مرحلةٌ طبيعيَّة، وأن لا تكون الضغوطات عائقًا عن محاولة الحل ومفاقمةً للمشكلة، خُذ وقتك وأدِر محتواك في هذه الفترة بما عندك سلَفًا، ومن المناسب أن تقرأ عن الدخل السلبيّ أيضًا وتستفيد منه في هذه المرحلة، بينما تحاول حلّ المشكلة.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.