قبل البدء بعملية إنتاج الفيديو أو الرسوم المتحركة، يفضّل فريق التحريك وجود الستوري بورد الذي يمكن الاعتماد عليه كهيكلٍ عظميٍّ أو كمرجعٍ يُظهر تصور المخرج للّقطة، لذلك من الضروري الإلمام بالعناصر المطلوب تواجدها فيه، ومعرفة كيفية إخراجها بشكلٍ يؤدي الغرض منها.
قد ينظر البعض إلى خطوة تحضير الستوري بورد على أنها خطوة يمكن تجاوزها دون مشاكل تذكر، ولكن هذه الخطوة تحمل العديد من الفوائد لعملية الإنتاج، فعلى سبيل المثال: يكون إجراء التعديلات على الستوري بورد أسهل بكثير من إجرائه على الفيديو النهائي.
في هذا المقال سنعرّف الستوري بورد، مع تحديد أهميته وفوائده، وما هي أفضل الطرق لإنشائه بشكل سليم يمكن الاعتماد عليه.
ما هو الستوري بورد؟
الستوري بورد Storyboard هو سلسلة من الرسوم أو السكيتشات التي تخطط للمشاهد في فيديو ما، بعد ذلك يستخدم فريق إنتاج الفيديو هذه السلسلة للتأكد من أن الحبكة متماسكة وجذابة وخالية من التناقضات قبل البدء في إنشاء الفيديو.
من الضروري إنجاز هذه الخطوة قبل البدء بإنتاج الفيديو، فهي تساعد في كشف الأخطاء في النص أو في تسلسل الأفكار مبكرًا، ممّا يساعد في تجنّب التكاليف الإضافية، وتفادي التأخير في الإنتاج بسبب الحاجة لتعديل الفيديو.
أنواع الستوري بورد
تختلف أنواع الستوري بورد بحسب نوع الفيديو الذي سيتم إنتاجه، كما تلعب عوامل أخرى كمتطلبات الفريق المسؤول عن الإنتاج دورًا في تحديد نوع الستوري بورد الذي سيتم استخدامه، فعلى سبيل المثال: إذا كان الفيديو عمل فردي، فلا حاجة للكثير من التفاصيل في الستوري بورد، وذلك لامتلاك هذا الفرد لتخيّل ذهني لما سيؤول إليه الفيديو، بينما سيحتاج إلى المزيد من التفاصيل في حال كان يتعاون مع فريق.
الستوري بورد التقليدي
يتضمن الستوري بورد التقليدي سلسلة من الرسومات التخطيطية بقلم الرصاص مثلًا، والتي تساعد الكاتب والمنتج والمخرج على تصور فكرتهم الأولية قبل بدء أي تصوير أو تحريك، ويشيع استخدام هذا النوع في التلفاز والأفلام، لأنه يسمح بإجراء تعديلات سريعة بكلفة زهيدة.
غالبًا ما ترفق هذه الرسومات التخطيطية بملاحظات مكتوبة تفسّر ما ستقوم به الشخصية خلال المشهد، ويمكن أن تحتوي على تفاصيل دقيقة، أو قد تكون في غاية البساطة.
الستوري بورد الرسومي
في هذا النوع لا يتم تضمين عبارات أو ملاحظات ضمن المشاهد المرسومة، وغالبًا ما تكون تفاصيلها بصريّةً أكثر من احتوائها على معلومات إضافية، ويتم إنجازها بسرعة، ويناسب هذا النوع الفرق الصغيرة أو حالات الإنتاج الفردي.
الستوري بورد الرقمي
هذا النوع يتم تصميمه بالكامل باستخدام الأدوات والبرامج الرقمية، وهو مناسب للفيديو التحريكي Animated Videos، وذلك لإمكانية استخدام الرسومات التي فيه ذاتها في الفيديو النهائي، وهذا يعطي فرصة للجميع برؤية لمحات من الفيديو النهائي قبل صناعته، مما يساعد في تحصيل الآراء في مرحلة مبكرة.
أهمية إنشاء ستوري بورد
يعتبر إنشاء ستوري بورد مرحلة وسطية بين كتابة النص وإنتاج الفيديو، وتحمل هذه المرحلة أهمية كبيرة، إذ لا يجب إغفالها أو تجاوزها، فيما يلي أبرز النقاط التي تثبت أهمية إنشاء ستوري بورد مناسب:
مشاركة الرؤية
يساعد إنشاء ستوري بورد فعّال في نقل تصور سير المشهد وتحريكه إلى بقية أفراد فريق الإنتاج، فوجود صورة تشرح تمامًا الفكرة أفضل بكثير من التواصل بالكلمات، وهذا يساعد في تفادي أي خطأ ناتج عن سوء التفاهم أو سوء التعبير عن الأفكار.
تسهيل الإنتاج
إن وجود ستوري بورد يُظهر بوضوح كل اللقطات التي يجب أن تظهر في الفيديو، والزوايا التي يجب أن تؤخذ منها هذه اللقطات يسهّل إنتاج الفيديو إلى حدٍّ بعيد، فهو يقلل من الخيارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ممّا يخفف من صعوبة التنفيذ.
اختصار الوقت
يساعد إنشاء الستوري بورد قبل البدء بإنتاج الفيديو في تفادي الأخطاء التي يمكن أن تقع، وذلك من خلال إجراء التعديلات على الستوري بورد عوض إجرائها على الفيديو، ممّا يختصر الكثير من الوقت والجهد على فريق العمل.
خطوات إنشاء ستوري بورد
لا يوجد طريقة موحدة لجميع أنواع الستوري بورد، ولكن يوجد خطوات لا بد من القيام بها لإنشاء ستوري بورد ناجح، فيما يلي أهم هذه الخطوات:
تقسيم النص
في البداية يجب تقسيم النص المكتوب Script إلى مشاهد منفصلة، وتعتبر هذه الخطوة الأولى في إنشاء ستوري بورد ناجح، فهي تحدد عدد اللوحات المطلوبة لإنجازه، كما أنها تساعد في رصد الخلل في النص إن وجد.
تحديد الأسلوب البصري
بعد تقسيم النص المكتوب يجب اختيار الأسلوب البصري الذي سيتم استخدامه في رسم الستوري بورد، هل سيحمل الكثير من التفاصيل؟ أم سيكون بسيطًا إلى حد تمثيل الذراعين والأقدام بخطوط أحادية؟ هذه الخطوة ستحدد كيف سيظهر الستوري بورد في النهاية.
تحديد العناصر
من الجيد قبل البدء بالرسم أن يقوم الرسام بصنع قائمة من العناصر التي يجب عليه رسمها، فهذا يساعده في ملاحظة أي نقص في العناصر المطلوبة، كما أنه يساعده في التفكير بعناصر جديدة قد يحتاج لرسمها لإعطاء المشهد حقّه.
رسم الستوري بورد
في هذا الجزء يقوم الرسام برسم الستوري بورد وجميع المشاهد التي تم تحديدها في الخطوة الأولى، وترقيم هذه المشاهد، ويختار لذلك النوع الأكثر ملاءَمةً للعمل، فإذا كان الفيديو تحريكيًّا يمكنه استخدام بعض الأدوات التي تساعد في رسم ستوري بورد رقمي جيد مثل Adobe Illustrator.
إضافة النصوص التوضيحية
في هذه الخطوة يقوم الرسام بإضافة نصوص توضيحية تساعد فريق الإنتاج على فهم ما يدور في ذهنه، كأن يكتب مثلًا: “الرجل يلوّح يداه” ممّا يمكّن فريق التحريك من فهم ما يرغب به تمامًا، كما يمكن أن تكون هذه النصوص حوارًا يدور في المشهد.
توجيه فريق الإنتاج
يمكن أن يضع الرسام ملاحظات إضافية تنقل تصوره حول المشهد، كأن يكتب مثلًا: “الانتقال للمشهد التالي بتلاشي المشهد الحالي”، هذه الملاحظات تساعد فريق الإنتاج في تخيل المشهد بشكل أفضل.
المناقشة مع الفريق
في هذه المرحلة تتم مشاركة ما تم إنجازه في الستوري بورد مع فريق العمل، لجمع آرائهم وملاحظاتهم، وتعتبر هذه الخطوة هي جوهر إنشاء ستوري بورد ناجح، ففي هذه المرحلة يتم الكشف عن الأخطاء واقتراح التحسينات والتعديلات، وإجراء هذه التعديلات بسرعة على الرسوم قبل الانتقال إلى مرحلة التحريك أو تصوير الفيديو.
من الضروري أن يعي رسام الستوري بورد أنه لا يسعى للمثالية من خلال هذا العمل، فالهدف من هذا المخطط الرسومي نقل الأفكار ومشاركتها وتحسينها، وهي ليست للعرض، لذلك لا يجب عليه الإمعان في التفاصيل بشكل مفرط مستهلكًا بذلك وقتًا أطول.
الخاتمة
يعتبر إنشاء ستوري بورد جيد من الخطوات الشديدة الأهمية في صناعة الفيديو، فهذه المرحلة تساعد في مشاركة الأفكار بين فريق الإنتاج دون المخاطرة بإجراء الكثير من التعديلات على الفيديو والتي تتطلب الكثير من الوقت والموارد، لذلك لا يجب إغفال هذه المرحلة أبدًا، وتأديتها بأفضل شكل ممكن.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.
قبل البدء بعملية إنتاج الفيديو أو الرسوم المتحركة، يفضّل فريق التحريك وجود الستوري بورد الذي يمكن الاعتماد عليه كهيكلٍ عظميٍّ أو كمرجعٍ يُظهر تصور المخرج للّقطة، لذلك من الضروري الإلمام بالعناصر المطلوب تواجدها فيه، ومعرفة كيفية إخراجها بشكلٍ يؤدي الغرض منها.
قد ينظر البعض إلى خطوة تحضير الستوري بورد على أنها خطوة يمكن تجاوزها دون مشاكل تذكر، ولكن هذه الخطوة تحمل العديد من الفوائد لعملية الإنتاج، فعلى سبيل المثال: يكون إجراء التعديلات على الستوري بورد أسهل بكثير من إجرائه على الفيديو النهائي.
في هذا المقال سنعرّف الستوري بورد، مع تحديد أهميته وفوائده، وما هي أفضل الطرق لإنشائه بشكل سليم يمكن الاعتماد عليه.
ما هو الستوري بورد؟
الستوري بورد Storyboard هو سلسلة من الرسوم أو السكيتشات التي تخطط للمشاهد في فيديو ما، بعد ذلك يستخدم فريق إنتاج الفيديو هذه السلسلة للتأكد من أن الحبكة متماسكة وجذابة وخالية من التناقضات قبل البدء في إنشاء الفيديو.
من الضروري إنجاز هذه الخطوة قبل البدء بإنتاج الفيديو، فهي تساعد في كشف الأخطاء في النص أو في تسلسل الأفكار مبكرًا، ممّا يساعد في تجنّب التكاليف الإضافية، وتفادي التأخير في الإنتاج بسبب الحاجة لتعديل الفيديو.
أنواع الستوري بورد
تختلف أنواع الستوري بورد بحسب نوع الفيديو الذي سيتم إنتاجه، كما تلعب عوامل أخرى كمتطلبات الفريق المسؤول عن الإنتاج دورًا في تحديد نوع الستوري بورد الذي سيتم استخدامه، فعلى سبيل المثال: إذا كان الفيديو عمل فردي، فلا حاجة للكثير من التفاصيل في الستوري بورد، وذلك لامتلاك هذا الفرد لتخيّل ذهني لما سيؤول إليه الفيديو، بينما سيحتاج إلى المزيد من التفاصيل في حال كان يتعاون مع فريق.
الستوري بورد التقليدي
يتضمن الستوري بورد التقليدي سلسلة من الرسومات التخطيطية بقلم الرصاص مثلًا، والتي تساعد الكاتب والمنتج والمخرج على تصور فكرتهم الأولية قبل بدء أي تصوير أو تحريك، ويشيع استخدام هذا النوع في التلفاز والأفلام، لأنه يسمح بإجراء تعديلات سريعة بكلفة زهيدة.
غالبًا ما ترفق هذه الرسومات التخطيطية بملاحظات مكتوبة تفسّر ما ستقوم به الشخصية خلال المشهد، ويمكن أن تحتوي على تفاصيل دقيقة، أو قد تكون في غاية البساطة.
الستوري بورد الرسومي
في هذا النوع لا يتم تضمين عبارات أو ملاحظات ضمن المشاهد المرسومة، وغالبًا ما تكون تفاصيلها بصريّةً أكثر من احتوائها على معلومات إضافية، ويتم إنجازها بسرعة، ويناسب هذا النوع الفرق الصغيرة أو حالات الإنتاج الفردي.
الستوري بورد الرقمي
هذا النوع يتم تصميمه بالكامل باستخدام الأدوات والبرامج الرقمية، وهو مناسب للفيديو التحريكي Animated Videos، وذلك لإمكانية استخدام الرسومات التي فيه ذاتها في الفيديو النهائي، وهذا يعطي فرصة للجميع برؤية لمحات من الفيديو النهائي قبل صناعته، مما يساعد في تحصيل الآراء في مرحلة مبكرة.
أهمية إنشاء ستوري بورد
يعتبر إنشاء ستوري بورد مرحلة وسطية بين كتابة النص وإنتاج الفيديو، وتحمل هذه المرحلة أهمية كبيرة، إذ لا يجب إغفالها أو تجاوزها، فيما يلي أبرز النقاط التي تثبت أهمية إنشاء ستوري بورد مناسب:
مشاركة الرؤية
يساعد إنشاء ستوري بورد فعّال في نقل تصور سير المشهد وتحريكه إلى بقية أفراد فريق الإنتاج، فوجود صورة تشرح تمامًا الفكرة أفضل بكثير من التواصل بالكلمات، وهذا يساعد في تفادي أي خطأ ناتج عن سوء التفاهم أو سوء التعبير عن الأفكار.
تسهيل الإنتاج
إن وجود ستوري بورد يُظهر بوضوح كل اللقطات التي يجب أن تظهر في الفيديو، والزوايا التي يجب أن تؤخذ منها هذه اللقطات يسهّل إنتاج الفيديو إلى حدٍّ بعيد، فهو يقلل من الخيارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ممّا يخفف من صعوبة التنفيذ.
اختصار الوقت
يساعد إنشاء الستوري بورد قبل البدء بإنتاج الفيديو في تفادي الأخطاء التي يمكن أن تقع، وذلك من خلال إجراء التعديلات على الستوري بورد عوض إجرائها على الفيديو، ممّا يختصر الكثير من الوقت والجهد على فريق العمل.
خطوات إنشاء ستوري بورد
لا يوجد طريقة موحدة لجميع أنواع الستوري بورد، ولكن يوجد خطوات لا بد من القيام بها لإنشاء ستوري بورد ناجح، فيما يلي أهم هذه الخطوات:
تقسيم النص
في البداية يجب تقسيم النص المكتوب Script إلى مشاهد منفصلة، وتعتبر هذه الخطوة الأولى في إنشاء ستوري بورد ناجح، فهي تحدد عدد اللوحات المطلوبة لإنجازه، كما أنها تساعد في رصد الخلل في النص إن وجد.
تحديد الأسلوب البصري
بعد تقسيم النص المكتوب يجب اختيار الأسلوب البصري الذي سيتم استخدامه في رسم الستوري بورد، هل سيحمل الكثير من التفاصيل؟ أم سيكون بسيطًا إلى حد تمثيل الذراعين والأقدام بخطوط أحادية؟ هذه الخطوة ستحدد كيف سيظهر الستوري بورد في النهاية.
تحديد العناصر
من الجيد قبل البدء بالرسم أن يقوم الرسام بصنع قائمة من العناصر التي يجب عليه رسمها، فهذا يساعده في ملاحظة أي نقص في العناصر المطلوبة، كما أنه يساعده في التفكير بعناصر جديدة قد يحتاج لرسمها لإعطاء المشهد حقّه.
رسم الستوري بورد
في هذا الجزء يقوم الرسام برسم الستوري بورد وجميع المشاهد التي تم تحديدها في الخطوة الأولى، وترقيم هذه المشاهد، ويختار لذلك النوع الأكثر ملاءَمةً للعمل، فإذا كان الفيديو تحريكيًّا يمكنه استخدام بعض الأدوات التي تساعد في رسم ستوري بورد رقمي جيد مثل Adobe Illustrator.
إضافة النصوص التوضيحية
في هذه الخطوة يقوم الرسام بإضافة نصوص توضيحية تساعد فريق الإنتاج على فهم ما يدور في ذهنه، كأن يكتب مثلًا: “الرجل يلوّح يداه” ممّا يمكّن فريق التحريك من فهم ما يرغب به تمامًا، كما يمكن أن تكون هذه النصوص حوارًا يدور في المشهد.
توجيه فريق الإنتاج
يمكن أن يضع الرسام ملاحظات إضافية تنقل تصوره حول المشهد، كأن يكتب مثلًا: “الانتقال للمشهد التالي بتلاشي المشهد الحالي”، هذه الملاحظات تساعد فريق الإنتاج في تخيل المشهد بشكل أفضل.
المناقشة مع الفريق
في هذه المرحلة تتم مشاركة ما تم إنجازه في الستوري بورد مع فريق العمل، لجمع آرائهم وملاحظاتهم، وتعتبر هذه الخطوة هي جوهر إنشاء ستوري بورد ناجح، ففي هذه المرحلة يتم الكشف عن الأخطاء واقتراح التحسينات والتعديلات، وإجراء هذه التعديلات بسرعة على الرسوم قبل الانتقال إلى مرحلة التحريك أو تصوير الفيديو.
من الضروري أن يعي رسام الستوري بورد أنه لا يسعى للمثالية من خلال هذا العمل، فالهدف من هذا المخطط الرسومي نقل الأفكار ومشاركتها وتحسينها، وهي ليست للعرض، لذلك لا يجب عليه الإمعان في التفاصيل بشكل مفرط مستهلكًا بذلك وقتًا أطول.
الخاتمة
يعتبر إنشاء ستوري بورد جيد من الخطوات الشديدة الأهمية في صناعة الفيديو، فهذه المرحلة تساعد في مشاركة الأفكار بين فريق الإنتاج دون المخاطرة بإجراء الكثير من التعديلات على الفيديو والتي تتطلب الكثير من الوقت والموارد، لذلك لا يجب إغفال هذه المرحلة أبدًا، وتأديتها بأفضل شكل ممكن.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.
قبل البدء بعملية إنتاج الفيديو أو الرسوم المتحركة، يفضّل فريق التحريك وجود الستوري بورد الذي يمكن الاعتماد عليه كهيكلٍ عظميٍّ أو كمرجعٍ يُظهر تصور المخرج للّقطة، لذلك من الضروري الإلمام بالعناصر المطلوب تواجدها فيه، ومعرفة كيفية إخراجها بشكلٍ يؤدي الغرض منها.
قد ينظر البعض إلى خطوة تحضير الستوري بورد على أنها خطوة يمكن تجاوزها دون مشاكل تذكر، ولكن هذه الخطوة تحمل العديد من الفوائد لعملية الإنتاج، فعلى سبيل المثال: يكون إجراء التعديلات على الستوري بورد أسهل بكثير من إجرائه على الفيديو النهائي.
في هذا المقال سنعرّف الستوري بورد، مع تحديد أهميته وفوائده، وما هي أفضل الطرق لإنشائه بشكل سليم يمكن الاعتماد عليه.
ما هو الستوري بورد؟
الستوري بورد Storyboard هو سلسلة من الرسوم أو السكيتشات التي تخطط للمشاهد في فيديو ما، بعد ذلك يستخدم فريق إنتاج الفيديو هذه السلسلة للتأكد من أن الحبكة متماسكة وجذابة وخالية من التناقضات قبل البدء في إنشاء الفيديو.
من الضروري إنجاز هذه الخطوة قبل البدء بإنتاج الفيديو، فهي تساعد في كشف الأخطاء في النص أو في تسلسل الأفكار مبكرًا، ممّا يساعد في تجنّب التكاليف الإضافية، وتفادي التأخير في الإنتاج بسبب الحاجة لتعديل الفيديو.
أنواع الستوري بورد
تختلف أنواع الستوري بورد بحسب نوع الفيديو الذي سيتم إنتاجه، كما تلعب عوامل أخرى كمتطلبات الفريق المسؤول عن الإنتاج دورًا في تحديد نوع الستوري بورد الذي سيتم استخدامه، فعلى سبيل المثال: إذا كان الفيديو عمل فردي، فلا حاجة للكثير من التفاصيل في الستوري بورد، وذلك لامتلاك هذا الفرد لتخيّل ذهني لما سيؤول إليه الفيديو، بينما سيحتاج إلى المزيد من التفاصيل في حال كان يتعاون مع فريق.
الستوري بورد التقليدي
يتضمن الستوري بورد التقليدي سلسلة من الرسومات التخطيطية بقلم الرصاص مثلًا، والتي تساعد الكاتب والمنتج والمخرج على تصور فكرتهم الأولية قبل بدء أي تصوير أو تحريك، ويشيع استخدام هذا النوع في التلفاز والأفلام، لأنه يسمح بإجراء تعديلات سريعة بكلفة زهيدة.
غالبًا ما ترفق هذه الرسومات التخطيطية بملاحظات مكتوبة تفسّر ما ستقوم به الشخصية خلال المشهد، ويمكن أن تحتوي على تفاصيل دقيقة، أو قد تكون في غاية البساطة.
الستوري بورد الرسومي
في هذا النوع لا يتم تضمين عبارات أو ملاحظات ضمن المشاهد المرسومة، وغالبًا ما تكون تفاصيلها بصريّةً أكثر من احتوائها على معلومات إضافية، ويتم إنجازها بسرعة، ويناسب هذا النوع الفرق الصغيرة أو حالات الإنتاج الفردي.
الستوري بورد الرقمي
هذا النوع يتم تصميمه بالكامل باستخدام الأدوات والبرامج الرقمية، وهو مناسب للفيديو التحريكي Animated Videos، وذلك لإمكانية استخدام الرسومات التي فيه ذاتها في الفيديو النهائي، وهذا يعطي فرصة للجميع برؤية لمحات من الفيديو النهائي قبل صناعته، مما يساعد في تحصيل الآراء في مرحلة مبكرة.
أهمية إنشاء ستوري بورد
يعتبر إنشاء ستوري بورد مرحلة وسطية بين كتابة النص وإنتاج الفيديو، وتحمل هذه المرحلة أهمية كبيرة، إذ لا يجب إغفالها أو تجاوزها، فيما يلي أبرز النقاط التي تثبت أهمية إنشاء ستوري بورد مناسب:
مشاركة الرؤية
يساعد إنشاء ستوري بورد فعّال في نقل تصور سير المشهد وتحريكه إلى بقية أفراد فريق الإنتاج، فوجود صورة تشرح تمامًا الفكرة أفضل بكثير من التواصل بالكلمات، وهذا يساعد في تفادي أي خطأ ناتج عن سوء التفاهم أو سوء التعبير عن الأفكار.
تسهيل الإنتاج
إن وجود ستوري بورد يُظهر بوضوح كل اللقطات التي يجب أن تظهر في الفيديو، والزوايا التي يجب أن تؤخذ منها هذه اللقطات يسهّل إنتاج الفيديو إلى حدٍّ بعيد، فهو يقلل من الخيارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ممّا يخفف من صعوبة التنفيذ.
اختصار الوقت
يساعد إنشاء الستوري بورد قبل البدء بإنتاج الفيديو في تفادي الأخطاء التي يمكن أن تقع، وذلك من خلال إجراء التعديلات على الستوري بورد عوض إجرائها على الفيديو، ممّا يختصر الكثير من الوقت والجهد على فريق العمل.
خطوات إنشاء ستوري بورد
لا يوجد طريقة موحدة لجميع أنواع الستوري بورد، ولكن يوجد خطوات لا بد من القيام بها لإنشاء ستوري بورد ناجح، فيما يلي أهم هذه الخطوات:
تقسيم النص
في البداية يجب تقسيم النص المكتوب Script إلى مشاهد منفصلة، وتعتبر هذه الخطوة الأولى في إنشاء ستوري بورد ناجح، فهي تحدد عدد اللوحات المطلوبة لإنجازه، كما أنها تساعد في رصد الخلل في النص إن وجد.
تحديد الأسلوب البصري
بعد تقسيم النص المكتوب يجب اختيار الأسلوب البصري الذي سيتم استخدامه في رسم الستوري بورد، هل سيحمل الكثير من التفاصيل؟ أم سيكون بسيطًا إلى حد تمثيل الذراعين والأقدام بخطوط أحادية؟ هذه الخطوة ستحدد كيف سيظهر الستوري بورد في النهاية.
تحديد العناصر
من الجيد قبل البدء بالرسم أن يقوم الرسام بصنع قائمة من العناصر التي يجب عليه رسمها، فهذا يساعده في ملاحظة أي نقص في العناصر المطلوبة، كما أنه يساعده في التفكير بعناصر جديدة قد يحتاج لرسمها لإعطاء المشهد حقّه.
رسم الستوري بورد
في هذا الجزء يقوم الرسام برسم الستوري بورد وجميع المشاهد التي تم تحديدها في الخطوة الأولى، وترقيم هذه المشاهد، ويختار لذلك النوع الأكثر ملاءَمةً للعمل، فإذا كان الفيديو تحريكيًّا يمكنه استخدام بعض الأدوات التي تساعد في رسم ستوري بورد رقمي جيد مثل Adobe Illustrator.
إضافة النصوص التوضيحية
في هذه الخطوة يقوم الرسام بإضافة نصوص توضيحية تساعد فريق الإنتاج على فهم ما يدور في ذهنه، كأن يكتب مثلًا: “الرجل يلوّح يداه” ممّا يمكّن فريق التحريك من فهم ما يرغب به تمامًا، كما يمكن أن تكون هذه النصوص حوارًا يدور في المشهد.
توجيه فريق الإنتاج
يمكن أن يضع الرسام ملاحظات إضافية تنقل تصوره حول المشهد، كأن يكتب مثلًا: “الانتقال للمشهد التالي بتلاشي المشهد الحالي”، هذه الملاحظات تساعد فريق الإنتاج في تخيل المشهد بشكل أفضل.
المناقشة مع الفريق
في هذه المرحلة تتم مشاركة ما تم إنجازه في الستوري بورد مع فريق العمل، لجمع آرائهم وملاحظاتهم، وتعتبر هذه الخطوة هي جوهر إنشاء ستوري بورد ناجح، ففي هذه المرحلة يتم الكشف عن الأخطاء واقتراح التحسينات والتعديلات، وإجراء هذه التعديلات بسرعة على الرسوم قبل الانتقال إلى مرحلة التحريك أو تصوير الفيديو.
من الضروري أن يعي رسام الستوري بورد أنه لا يسعى للمثالية من خلال هذا العمل، فالهدف من هذا المخطط الرسومي نقل الأفكار ومشاركتها وتحسينها، وهي ليست للعرض، لذلك لا يجب عليه الإمعان في التفاصيل بشكل مفرط مستهلكًا بذلك وقتًا أطول.
الخاتمة
يعتبر إنشاء ستوري بورد جيد من الخطوات الشديدة الأهمية في صناعة الفيديو، فهذه المرحلة تساعد في مشاركة الأفكار بين فريق الإنتاج دون المخاطرة بإجراء الكثير من التعديلات على الفيديو والتي تتطلب الكثير من الوقت والموارد، لذلك لا يجب إغفال هذه المرحلة أبدًا، وتأديتها بأفضل شكل ممكن.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.