يُعَدّ عائد الاستثمار ROI أو Return on Investment مقياسًا يُستعمل لتقييم كفاءة وربحية استثمارٍ ما، أو مقارنة مردوديّة استثماراتٍ مختلفةٍ بالنّسبة لتكاليفها، ويُعّبر عنه عادةً بالنّسبة المئوية؛ بالإضافة إلى ذلك يترافق استعماله مع أساليب أخرى لتطوير حالة العمل، كما يُستخدم لقياس الفعاليّة الإجماليّة لعملٍ ما لتقييم مدى جودة إدارة الشّركة.
أين تكمن أهمية عائد الاستثمار ROI؟
يكون هدف من يستثمر سواءً في سوق الأسهم أو في أي عملٍ تجاريٍّ آخر هو كسب الأموال وحصوله على عائدٍ من استثماراته، وهنا يأتي دور عائد الاستثمار ROI فهو علاقةٌ رياضيّةٌ بسيطةٌ يُمكن استعمالها لحساب الإيرادات لأيّ نوعٍ من الاستثمارات تقريبًا، ومن الضّروري أن يقيّم المستثمر أداء هذه الاستثمارات ليعرف مقدار ما يجنيه منها أو مدى خسارته ليتخذ الخطوات المناسبة.
تبيّن مع هيئة الأوراق الماليّة والبورصات الأمريكيّة وجود علاقةٍ وثيقةٍ بين عائد الاستثمار والمخاطر والمكافآت، فكلما كانت مخاطر الاستثمار أكبر كانت إمكانية الرّبح أعلى، والدّليل على ذلك هو سوق الأسهم، إذ يمتلك أكبر معدل عائداتٍ على مرّ العقود وبنفس الوقت يميل ليحمل مخاطر عديدةً.
كيف يُحسب عائد الاستثمار ROI؟
صيغة معادلة الاستثمار هي كالآتي: (عائد الاستثمار = صافي ربح الاستثمار ÷ تكلفة الاستثمار).
يُقصدُ بصافي ربح الاستثمار العائد الّذي يحصل عليه الفرد من استثمارٍ ما مطروحًا منه تكلفته الأساسية، ويمكن ضرب المعادلة ب 100 للحصول على عائد الاستثمار ROI بالنّسبة المئوية.
على سبيل المثال: استثمر أحد الأشخاص في أسهم شركةٍ بمبلغ 1000$ فحصل على مبلغ 1200$ عند بيع حصته من الأسهم بعد ثلاثة أعوامٍ؛ بتعويض القيم في المعادلة: (1200-1000)÷1000=0.2، هكذا تكون نسبة معادلة الاستثمار 0.2 ولتحويلها لنسبةٍ مئويةٍ يُضرب النّاتج بالعدد 100 فيكون عائد الاستثمار 20%.
بمثالٍ آخر كانت تكلفة استثمارٍ 1500$ وصافي ربحه بعد ثلاثة أعوام هو 1700$ فكان عائد الاستثمار بهذه الحالة 13.3%، فعلى الرّغم من ارتفاع صافي الرّبح في المثال الثّاني إلا أن معدل الربح في المثال الأول أعلى، وهذا يدلّ على أنّ إنتاجيته أفضل.
تُعتبر هذه الصّيغة بسيطةً وسهلة الاستخدام لكنها قاصرة على أخذ الوقت في عين الاعتبار، ولذلك يوجد معادلة عائد الاستثمار ROI السنوية الّتي تُعطي نتائجًا أكثر دقةً: (الاستثمار تكلفة ÷ الاستثمار ربح صافي)1n-1، حيث n ترمز إلى المدة بالسنوات.
بالتّالي تتحول نتائج الاستثمار في المثال السّابق إلى الشكل الآتي: (1200-1000)13-1=1.063-1=0.063 إذن نسبة الربح السنوية هي 0.063 وللحصول على النسبة المئوية يُضرب الناتج ب 100 لتصبح نسبة الإيرادات السنوية 6.3%.
عمومًا تدلّ النّسبة الموجبة لعائد الاستثمار ROI أن العمل مربح بغض النّظر عمّا يُجنى من إيراداتٍ، وعندما تكون سالبةً تدل على خسارة المستثمر وأنّه يدين بأموالٍ أكثر من تلك الّتي أنفقها بالاستثمار.
يُمكن استعمال هذا الموقع لحساب عائد الاستثمار.
ما هي مزايا عائد الاستثمار؟
هناك بعض الإيجابيات لعائد الاستثمار ROI منها:
- سهولة الحساب: من السّهل الحصول على أغلب المعطيات المطلوبة وتعويضها في المعادلة.
- القدرة على مقارنة الاستثمارات: نظرًا لسهولة استخدام عائد الاستثمار، يُمكن الاعتماد عليه في مقارنة إيرادات استثماراتٍ مختلفةٍ واتخاذ القرار المناسب، إما الاستمرار في الاستثمار أو بيع الحصة قبل تكبد المزيد من الخسارات.
- الاطلاع على المنافسة في السّوق.
اقرا ايضًا: الإدارة المالية والمُنتجات الرقميَّة: نظرة عامَّة لإستراتيجيَّات تحقيق الرّبح
ما هي حدود عائد الاستثمار؟
يُعد ROI من أكثر مقاييس الاستثمار استعمالًا اليوم ومع ذلك فهو لا يخلو من بعض العيوب أهمّها:
- إهمال عامل الوقت في المعادلة: على سبيل المثال قد يكون عائد الاستثمار لمشروعٍ ما تبلغ نسبته خلال مدة خمسة أعوام 20% بينما تبلغ نسبة عائد الاستثمار لمشروعٍ آخر على مدى عامين 15%؛ تفشل المعادلة الأساسية بتحديد أي الاستثمارين أفضل نظرًا لفارق المدة الزمنية، ولهذا السّبب تُستعمل معادلة عائد الاستثمار السّنوية – Annualized ROI.
- اختلاف طريقة الحساب من عملٍ تجاري إلى آخرٍ: قد تصعب المقارنة بين الأعمال التجارية أحيانًا بسبب استعمال معادلات أخرى لحساب عائد الاستثمار، ومن الممكن أن يحدث لبث في المعطيات ممّا يؤدي إلى إعطاء بياناتٍ ونتائج غير دقيقة.
- الاستثمار في العلامات التّجارية ذات عائدات الاستثمار العاليّة فقط: يهمل الكثيرون فكرة أنّ الاستثمار في المحلات التّجارية الصغيرة يزيد من قيمتها على المدى البعيد.
- عدم إمكانية حساب المنافع غير الماديّة: على سبيل المثال: يمكن حساب عائد الاستثمار عند شراء شركةٍ ما لأجهزة كمبيوتر نظرًا للجانب المادي المتعلق بهذه العملية، ولكن من الصّعب حساب مدى تَحسن معنويات الموظفين بعد استعمالهم للأجهزة.
ما هي بدائل عائد الاستثمار ROI؟
يهتم المستثمرون في الآونة الأخيرة بتطوير أشكالٍ جديدةٍ من مقياس عائد الاستثمار، ومن أهم البدائل هي:
- عائد الاستثمار الاجتماعي – Social ROI: الّذي كان ظهوره لأول مرةٍ في التّسعينيات، ويأخذ عدّة عوامل بعين الاعتبار مثل: العوامل الاقتصاديّة والبيئيّة والاجتماعيّة.
- عائد الاستثمار الخاص بوسائل التّواصل الاجتماعي: الّذي يساعد في تحديد فعاليّة الحملات الترويجية على الإنترنت من خلال قياس عدد المشاهدات والتّفاعلات الّتي تحظى بها.
بالنّهاية، يُعتبر عائد الاستثمار ROI وسيلة قياسٍ سهلةٍ ومفهومةٍ لمعرفة كفاءة أي استثمارٍ، ولكن لا يجب استعماله لوحده لأنّه قاصرٌ عن إعطاء نتائج دقيقةً بشكلٍ كاملٍ.
اقرأ ايضًا: ما هي نسبة الارتداد ولماذا عليك الانتباه لها ومعرفة تأثيرها
