طريقة إنشاء هيكل نظام الدورات التدريبية

يُعدُّ هيكل نظام الدورات التدريبية من أهم ما يجب على المدرِّب أن يفكِّر فيه خلال إعداده للمادَّة التي ستشكِّل دورته، نظرًا لكون هذا الهيكل يعكس ترتيب الدَّورة ويُعطي الطالب فكرةً عما سيتعلَّمُه في حال اختار أن يشترك في هذه الدَّورة.

من الأمور المهمَّة التي يجب مراعاتُها قبل وضع خطَّة هذا الهيكل، هو أنَّ انجذاب الطالب للدَّورة يكون عبر خطابٍ تسويقيّ يركِّز على النقاط الحرجة أو الصعبة التي يُريد المهتمُّون بهذا المجال أن يتعلَّموها، ومِن ثَمّ فإنه من المهمّ أن تدُورَ هيكلةُ الدورة أيضًا على هذه النّقاط.

يُريد المهتمُّون بمجال الاقتصاد مثلًا أن يتعلَّموا المصطلحات الشائعة في هذا المجال ومدى الاستفادة منها، فيجبُ لدورةٍ حول هذا الشأن أن تركِّز على ذلك، وقِس على ذلك، هذا التمركز حول النقاط المهمَّة سيقُودُ لذكرِها في المخطَّط العام مما سيحفِّز الطالب للاشتراك.

فائدة التوصُّل إلى هيكلٍ ممتازٍ لا يقتصر على الطالب، ولا على الربح المتحقق من وراء تسجيله، بل تمتدّ أيضًا لترتِّبَ الذهن المدرِّب وتُعينه على جمع مادَّتِه بصورةٍ سليمةٍ وترتيبها، وعلى تفادي تداخل المواضيع خلال الشَّرح والإعداد.

سنُحاول فيما يلي الإلمام بنصائح عامَّة يُمكن من خلالها للمدرِّب أن يصِلَ إلى هيكلةٍ كفوءةٍ لدورته، مع ضرورة الإشارةِ إلى أن كثيرًا من هذه الأمور الترتيبيَّة تعتمد على أسلوب التعليم والمادَّة المطروحة، فينبغي للمدرِّب أن يستفيد من هذه النصائح بإدخال أسلوبِه ومراعاة مادَّتِه.

تجزيء المادَّة

من الأمور المهمَّة بعد البحث وجمع المادَّة أن تُقسَّم إلى أجزاء بحيثُ يسهل على الطالب هضمُها، لنقُل إنَّك تُريد تقديم دورةٍ في تداول العملات الرقميَّة، فالمصطلحات المتعلِّقة بهذه العُملات هي جزء، والمنصَّات التي يُتداول عليها جزءٌ آخر، وكيفيَّة قراءة البيانات المتعلِّقة بهذه العملات جزءٌ ثالث، وهكذا.

وكلُّ جزءٍ قد ينقسم إلى دروس، الأمرُ يعتمدُ على كثافة المادَّة ونوعيَّتها، لكنّ الفكرةَ من هذا التقسيم هو تسهيل هضم المادَّة على الطالب وترتيبها بحيث لا تتداخل ولا تتشاكس.

الأمرُ الآخر أيضًا هو مراعاة الترتُّب إن وُجد، معنى ذلك هو أن تُقدِّم الأجزاء على بعضِها حسب انبنائِها على بعضِها أو سهولتها، في المثال السالف لا يصلُح أن تقدِّم شرح منصَّات التداول ووظيفتها على المصطلحات الضروريَّة لفهم الفكرة العامَّة.

التنويع في تقديم المادَّة

من المهمّ أيضًا التنويع في كيفيَّة تقديم المادَّة المطروحة، حسبما تقتضيه طبيعة المادَّة.

بالعودة إلى مثال دورة العملات الرقميَّة، من المناسب جدًّا أن تُشرَح المصطلحات عبر شرائح – Slides، أمَّا الكلام عن المنصَّات وإعطاء فكرةٍ عنها فمن الأنسب أن يكون عن طريق المقاطع المرئيَّة بحيث يتنقَّلُ المدرِّبُ في المنصَّة ويشرحُ ما فيها.

مثالٌ آخر يوضِّح هذا أيضًا هو الرَّسم الرقميّ، قد يناسب أن تُعطيَ فكرةً مختصرةً عن التطبيقات المختلفة وميزات كلٍّ منها على هيئة شرائح، لكن يجبُ لتدرِّبَ الطلَّاب على الرَّسم أن تصوِّر لهم مقاطع مرئيَّة على تطبيقٍ معيَّنٍ وأنت ترسم.

يُمكن تقسيم هذه الأساليب في تقديم المادَّة إلى أربعةِ أقسامٍ رئيسة:

  • المتابعة المباشرة: وهذا يكون عبر البثّ على تطبيقٍ مثل Zoom، وننصح به إضافةً لبقيَّة الوسائط التعليميَّة، على أن يكون في فترةٍ محدَّدة من إطلاق الدَّورة، ويُخفَّضُ السِّعر لاحقًا نظرًا لغياب هذه الميزة.

المتابعة المباشرة تُتيح لك أن تعرف الصعوبات التي يواجهها الطلَّاب حولَ دروسك التي يتلقَّونها، ومن ثمّ فهي مهمَّةٌ لتسدّ الثغرات التي يُمكن أن تُوجد في المادَّة التي أعددتها لدورتك.

  • الشرائح – Slides: وهذه ضروريَّةٌ واستخداماتُها متعدِّدة، ولعلَّها أكثر الوسائط انتشارًا.
  • المقاطع المسجَّلة: وقد تحدَّثنا عن أهميتها فيما يخصّ بعض الموادّ.
  • المحتوى المكتوب: كملفَّات PDF أو غوغل دوكس وما أشبه، أهميَّة هذا المحتوى تكمن في سهولة عودة الطالب إليه والبحث عما يُريده تحديدًا، وتتميَّزُ في هذا عن المقاطع المرئيَّة.

يُمكن النظر للمحتوى المكتوب على أنَّه كالكتاب الذي يُشرح عبر بقيَّة الوسائط، ولا يجبُ أن تقسِّم محتواك بالتساوي بين هذه الوسائط، المهمّ أن تنوِّع بينها مستخدمًا المناسِبَ منها حسبما تقتضيه طبيعة المادَّة.

تحديد الهدف

تحديد الهدف من الدَّورة يُعينُك على بناء نظام الدورات التدريبية، وهذا يعتمد على طبيعة المادَّة المقدَّمة أيضًا، في حالة دورةٍ عن الرَّسم الرقميّ مثلًا الهدفُ أن يخرُج الطالبُ من الدَّورة وهو يعرفُ أساسيَّات الرَّسم، وفي حالةِ العملات الرقميَّة أن يتعلَّم عدَّة أمورٍ حولها.

طبيعة الهدف تحكم مسار الدَّورة، في الحالة الأولى ينبغي أن يتعلَّم الطالب الرَّسم خطوةً بخطوة، لكن في الحالة الثانية يُمكن للطالب الذي يفهم المصطلحات مثلًا أن يقفز إلى تعلُّم المنصَّات وكيفية التداول فيها وقراءة الرسوم البيانيَّة.

معرفة ذلك تعينك على صياغة الدَّورة وأسلوبها، ثمَّة دوراتٌ يناسبها أن تعلِّم الطالب خطوةً بخطوة، وثمَّة دوراتٌ يكفي فيها أن تتحدَّث عن مجموعةٍ من المواضيع مع إمكانية الفصل بينها لأن الغرض منها تعلُّم أفكارٍ أساسيَّة.

استغلال الميزات المُتاحة في مساق لبناء نظام الدورات التدريبية

تُتيح لك مساق ميزات في هيكلة الدَّورة مثل أنظمة الواجبات، والامتحانات، وإتاحة التواصل للطلَّاب، والشهادات، وغير ذلك. من المهمّ استغلال هذه الميزات ليصل كلٌّ من المدرِّب والطالب إلى تقييمٍ دقيقٍ لتقدُّم التعليم، ولتدارُك الأخطاء، وغير ذلك.

يُمكنك كذلك أن تُضيف المحتوى بشكلٍ تدريجيّ بحيثُ يعتمد على تقدُّم الطالب، وهذا نافعٌ جدًّا كما أشرنا في حالة الدَّورات التي تعتمد على التعليم خطوةً بخطوة.

ختامًا، نُعيد التشديد على أن هذه النصائح عامَّة، فينبغي للمدرِّب أن يستغلَّها حسب أسلوبه ومادَّته التي يقدِّمُها؛ فكِّر في المادَّة التي ستقدِّمها وأسلوبك التعليميّ الذي تُجيد إيصال المعلومة من خلاله، قبل أن تطبِّقَ على الدورة النصائح التي أشرنا إليها.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.