كنت في اجتماع ممل في بداية هذه السنة، اجتماع من الذي يجعلك تتساءل عن سبب وجودك أصلا ضمن هذه المجموعة…
مسكت قلمي، وبدأت أضغط اتجاه الورقة وأنا أرسم مجموعة من الدوائر بشكل متكرر.
النقطة، تكبر لتصبح دائرة.
النقطة بداية أي شكل في الحياة.
كنت أفكّر، النقطة تشبهني كثيرا، تشبه انطلاقتي لتعلّم أي موضوع.
في جانيوري ٢٠٢٤ رسمتُ دائرة على "استيكي نوت" ووضعتها على جدار المكتب… وأصبحت أتأملها كلّ يوم أثناء عملي.
في آخر جانيوري، أخيرا بدأت مرحلة ال Rebrand لمساق.
بالطبع، وكأي جرافيك ديزاير محترم سابق، جمّعت الكثير من التوجهات التي أتوقع أنها قد تكون جيدة…
إلى أن وصلت إلى بريف جيد نوعا ما، عن كيف نريد أن تظهر مساق.
في ذاك الوقت، لم تكن الرسالة التي أريد إيصالها للجمهور واضحة "كما اكتشفت لاحقا"...
كنا نريد أن نصل لصناع المحتوى، وللشركات والجهات الكبيرة لنضمن الاستمرارية. وتقريبا لأي شخص مر عليه مصطلح "منتجات رقمية".
كنا غرابا يحاول أن يتقمّص دور الطاووس.
لكن، هكذا بدا ما نريد الوصول إليه:
"البريف الحقيقي الذي أرسلناه للإيجنسي":
![](https://framerusercontent.com/images/3KQbyUabirEio5IO2UlnwLzZCU.png)
لكن، بما أن الصورة لم تكن واضحة بشكل جيد، كنت دائما وسط الحروب في اجتماعات "مجلس الأحد" أجد سببا جيدا مقنعا يجعل الجميع يمنحنا فرصة لإعادة التفكير في البراند… كنت أحاول تسويف المهمة لعلّ ذلك "القرد" الذي في عقلي يجد حلا جيدا مقنعا.
في أحد المرات، كان عبد الرحمن يفكر بصوت عال: نحن لا نتحرك باتجاه صحيح، نحن نذهب للأشخاص الذين لا يملكون المال ونطالبهم بدفعه لنا ليستمر بقاءهم… وهذا خاطئ.
انتابتني موجة من الغضب والحميّة دفاعا عن صناع المحتوى… فأنا كنتُ ومازلت إلى حد ما منهم، لكنني سرا، قمت ببحث صغير عن صناع المحتوى في العالم العربي لأكتشف أن الكبار منهم لم ولن يجرؤوا على بيع المنتجات الرقمية… فماذا نحن فاعلون؟ كم حجم السوق فعلا؟ وهل ستكون خطوة تساعدنا لو مثلا ركزنا على الشركات وجعلنا على الطرف الآخر حياة صناع المحتوى أسهل؟
ها أنا أخسر حربا أمام الفريق بصفتي محاميا لصناع المحتوى… لكن أعتقد أن هذا سيكون من صالحنا في وقت قادم قريب…
ثمّ، وفي أحد ورش العمل التي كنا نفكر بها بصوت عال مع الفريق… طرحت هذا السؤال:
ليبدأ بعده سيل من الأسئلة التي جعلتني أعيد التفكير بكل الموضوع مرة واحدة…
لما نتدرّب أصلا؟
أعني أن ما هو الهدف الحقيقي لتدريب الإنسان؟
ومن هم الجهات التي تستطيع إحداث فرق في عالم التدريب؟
كتبت هذه الجملة في جولاي، على "استيكي نوت" أخرى و وضعتها بجانب ال "استيكي نوت الدائرة".
"صورة من العرض التقديمي الحقيقي وقتها".
![](https://framerusercontent.com/images/cNv5foXQb30ooNQtJJjmrpXTNfc.png)
بدأت الفكرة نوعا ما، شيئا فشيئا في التبلور في عقلي:
نحن لا نقيس الأرقام الحقيقية… تبا.
نحن نهتم فقط بالأرقام الظاهرية لما يجري.
لا أحد يعرف كم فعلا أثر على عقل المتدرب؟
نوب
لا أحد فعلا يعرف كم سيبقى تأثير المعلومة؟
نوب
طيب هل أحد يعرف ما هو دوره الفعلي كجهة تعمل في قطاع التدريب في تحقيق الرؤية؟
نوب.
يا للهول.
"لحظة إدراك" كما يقول سكّان تيك توك.
يعني فعليا عملية التدريب بالشكل الحالي تتم على مبدأ: نرمي الطينة على الحيط ونشوف ماذا سيحصل…
تبا.
في بداية شهر أوجست، قررت أن أشمّر عن يدي وأدخل بلعبة التصميم من جديد… فلا أحد سوف يفهم ما أريد فعله.
و بصراحة "أهني عقلي البسيط الذي ظن أن اللعبة كانت مجرد تصميم".
وضعت مجموعة من المراجع لأدرسها عن التعليم والتدريب وهذه مجموعة منها لا على الحصر:
![](https://framerusercontent.com/images/9GpWo7WV12lPNOdra3ZAx8Ki7kw.png)
وبدأت الصورة تُبنى في عقلي شيئا فشيئا… غرقت بشكل حرفي وسط الكتب، لم يكن أمرا صعبا بل كان ممتعا لأقصى حد بالنسبة لي…
وبدأت في حينها أتعلّم استخدام برنامج فيجما بدلا عن أدوبي إليستليتر…
أخبرني في البداية حسام مصطلح مثير للاهتمام:
Design system
وأن هذا من الأشياء التي تميّز فيجما عن إليستليتر…
مسكين حسام لم يعلم أن عقلي في كوكب آخر تماما… أنا أفكر بمساق، أفكر بالتعليم والتدريب ككل وكيف من الممكن أن نجعل مهمة التدريب ذات نتائج حقيقية…
فجأة، كانت الساعة الرابعة فجرا، وأنا كنت على اللاب توب… أكتب عن نظام صناعة المحتوى لمساق، ك system وبما أن
الشيء يجر الشيء، فبدأت فكرة نظام تعليمي حديث بالوضوح بعقلي بشكل 4k
![](https://framerusercontent.com/images/zeBOYpAMfaNOfGtk2LSpQ4mrU.png)
مع البحث يومين متواصلين بدون نوم، توصّلت إلى هذه الخلطة، وهذه الأشكال وهذه الألوان… طبعا تستطيع أن تحزر بشكل ما أنني مؤمنة ببراند Headspace وقدرته العبقرية على إيصال المعنى والتأثير بألطف شكل… لكن نحن سنستهدف ال B2B ولذلك، نحتاج أن نكون "أقل" عفوية ولطافة… كي لا نضيع وسط فوضى "الضوضاء السوشالية".
![](https://framerusercontent.com/images/BfBrk9G70iSzwsToDJ5nk7S8Oo.png)
في نهاية أكتوبر، أصبحت الصورة واضحة بشكل مُبهر.
وهذه صورة سريعة عن كيف أصبح الأمر مؤخرا… سكرين شوت حقيقي من ملف فيجما ل Msaaq Brand Playbook
![](https://framerusercontent.com/images/6Lh4WFDnU1NktA9LVEtVSSJbfnc.png)
وهذه من Msaaq Communication Rules حتى تكونوا معي في تخيّل ماذا سنفعل مستقبلا بهذا ال system الضخم الذي ابتكرناه.
![](https://framerusercontent.com/images/bUILyc7vnyHQs6aOkSVYFNOs.png)
ماذا بعد؟!
أوه يا للهول… تقريبا أنا أكتب هذه التدوينة دون نوم اليوم من شدة التوتر، أشعر أن العالم كله يقف على كتفاي، "رغم أنني أعرف أنه ليس كذلك".
لكنني مؤمنة أننا خلال السنوات الخمسة الماضية، صنعنا وحشا ضخما كبيرا جدا، أداة أسطورية قادرة على تحويل العالم كله.
يقول نيلسون مانديلا أن "التعليم هو أقوى سلاح تقدر تغير فيه العالم." وبهذا أنا أؤمن…
لدينا الكثير من الجولات… الكثير من الأشياء لصنعها والقليل من الوقت.
من المبهر أن نشاهد سويا قدرة مجموعة صغيرة من الحالمين على الاتفاق لتغيير العالم.… بالتعليم والتدريب.
وأخيرا…