تعرف على التصميم الشامل للتعلم وكيف يمكنك توظيفه في دروسك

يعد التعليم الجماعي أكثر أنواع التعليم شيوعًا اليوم، حيث ينتشر في مؤسسات التعليم المختلفة، كالمدارس والجامعات والمعاهد، سواءً في التعليم الرقمي أم في التعليم وجهًا لوجه، وما يعنيه هذا للمعلمين أنّه عليهم الاعتماد على تصميم دروس يتوافق مع حاجات وقدرات الطلاب المختلفة، وهنا يأتي دور التصميم الشامل للتعلم.

نستعرض في هذا المقال مفهوم التصميم الشامل للتعليم، وكيف يمكنك كمعلم توظيفه ضمن دروسك سواءٌ كانت رقمية أم وجهًا لوجه.

ما هو التصميم الشامل للتعلم – UDL؟

ترمز أحرف UDL إلى العبارة الإنجليزية Universal Design for Learning والتي تترجم للعربية بقول “التصميم الشامل للتعلم أو التعليم الشامل أو الوصول الشامل” وهي تشير إلى مجموعةٍ من المبادئ والمفاهيم المستخدمة في تصميم الدروس والمناهج، والتي تهدف في مجملها إلى تمكين أكبر عدد ممكن من الطلاب المختلفين في القدرات والأداء على التعلم بفعالية.

مبادئ التعليم الشامل

تعتمد عملية التصميم الشامل للتعلم على تصميم مواد الدروس بطريقةٍ مرنةٍ وقادرةٍ على التأقلم مع جميع حاجات الطلاب، بحيث يكون المعلم قادراً على استخدامها دون الحاجة لإجراء تغييراتٍ خاصة بكل طالب.

يعتمد التصميم الشامل للتعلم على ثلاث مراحل أساسية:

  1. التعرف على فئات المتعلمين
  2. فهم طريقة التعلم لكل نوع
  3. تصميم وتنفيذ المنهج التعليمي

أولًا: التعرف على فئات المتعلمين

قبل البداية بتنظيم المادة الدراسية، يقوم المعلم بالاطلاع على فئات الطلاب المختلفة الموجودة ضمن الدرس، وتصنيف هؤلاء الطلاب بناءً على قدراتهم ومشاكل  التعلم لديهم، على سبيل المثال: يمكن أن يتضمن الصف طلابًا يعانون من مشاكل  فرط الحركة وضعف الانتباه، أو طلابًا لا يتحدثون اللغة الأساسية للدرس كلغة أم، أو طلابًا يعانون من مشاكل في السمع أو النظر.

ثانيًا: فهم طريقة التعلم لكل فئة

في هذه الخطوة، يحاول المعلم فهم الطريقة التي يمكن لكل فئة التعلم بسهولة من خلالها، على سبيل المثال: هل يمكن للطلاب الاستفادة من المواد الأكثر تركيزًا على الجانب البصري، أم المواد التفاعلية، أم غيرها.

من المهم في هذه المرحلة تضمين أنواع التعلم المختلفة لكل الفئات الموجودة في الصف، وهذا سيساعد لاحقًا في بناء المنهج التعليمي.

يتم التعلم عادةً وفق ثلاث مراحل أساسية، يمكن للمعلم تطويعها بما يناسب حاجة كلّ صف:

خطوات التعليم الثلاث
  1. جذب انتباه الطالب: ويكون هذا عبر تقديم أسئلة مرتبطة بموضوع الدرس تثير اهتمامه، على سبيل المثال: “هل تعلم كيف يعمل محرّك السيارة؟”.
  2. ربط المعلومة بحياة الطالب: ويكون هذا عبر تقديم إجاباتٍ على أسئلةٍ تبدأ بالسؤال “لماذا؟” لتربط المعلومة بذهن الطالب، على سبيل المثال: “لماذا عليك فهم طريقة عمل السيارة؟ لأنك ستتعلم القيادة لاحقًا”.
  3. تقديم المعلومة: ويكون هذا عبر الإجابة على أسئلة تبدأ بالسؤال “كيف؟” وتقود الطالب لفهم الإجابة بالتدريج، على سبيل المثال: “كيف يحترق الوقود ضمن المحرك؟”.

يجب التنبيه أن مهمة المعلم في هذه العملية ليست تلقين الطالب الإجابات على هذه الأسئلة، بل مساعدته وتقديم ما يحتاجه من موارد للوصول إليها.

أهداف التعليم الشامل

التعليم الشامل يهدف إلى تعزيز قدرة فئات الطلاب المختلفة على التعلم ضمن بيئةٍ جماعية، وهذا يتضمن:

  1. إشراك أنواع الطلاب كافة بأنواع تعلّمهم المختلفة في العملية التعليمية.
  2. اعتماد أنواع مختلفة من أدوات التعليم التي تستهدف الحواس المختلفة في إنشاء المواد الدراسية.
  3. تعزيز قدرة الطلاب على التنظيم الذاتي والتعلم الذاتي.
  4. تصميم وإتاحة الموارد اللازمة ليكون الطلاب قادرين على العثور على الإجابات بنفسهم.

كيفية التصميم الشامل للتعلم

يتم بناء الدروس اعتمادًا على أساسيات التصميم الشامل للتعلم في أربع خطوات رئيسية:

  1. تحديد الأهداف
  2. اختيار أسلوب التقييم
  3. اختيار أساليب التعليم
  4. تقديم مواد التعليم

أولاً: تحديد الأهداف

يعمل المعلم في هذه الخطوة على تقديم قائمةٍ واضحةٍ بالأهداف التي على الطلاب السعي لها خلال الدرس، يجب أن تكون هذه القائمة سهلة القراءة والمتابعة، ويمكن تصميمها بطريقةٍ يمكن للطالب متابعة تقدمه في الدرس عبرها.

تحديد اهداف الدرس في التصميم الشامل للتعلم

ثانيًا: اختيار أسلوب التقييم

يجب على الطلاب من بداية الدرس معرفة الأسلوب الذي سيتم على أساسه تقييم مشاركتهم ومساهمتهم في الدرس من خلاله، ويمكن للمعلم حتى تخيير الطلاب بين أساليب تقييم مختلفة لإشراكهم في عملية تنظيم الدرس.

يمكن توفير حلول مختلفة للتقييم بين الاختبارات التقليدية وكتابة المواضيع والعروض التقديمية أو غيرها.

ثالثًا: اختيار أساليب التعليم

من المهم توفير الخيارات المتعددة لتتلاءم مع احتياجات الطلاب، ويجب على المعلّم أيضًا ألّا يوفر خيارات زائدة عن الحاجة قد تقود الطالب للتشتت، لذا قبل بداية الدرس، يمكن للمعلم اختيار أساليب التعليم الملائمة لمجموعة الطلاب.

رابعًا: تقديم مواد التعليم

من الأفضل تقديم مواد التعليم وتجهيزها للطلاب قبل البداية بالدروس، حيث يمكن للطلاب الاطلاع عليها ومعرفة محتواها، ويمكن تقديم خيارات للطلاب بين مواد التعليم التي تتوافق مع طريقة تعلمهم لتجنب تشتيت انتباههم أيضًا.

أسئلة شائعة عن التصميم الشامل للتعليم

ما هو الهدف الرئيسي من التعليم؟

الهدف الرئيسي من التعليم بشكلٍ عام هو نقل المعارف من شخصٍ لآخر، أما الهدف من النظام التعليمي فهو إيصال مجموعةٍ من الأشخاص يشتركون بالعمر واللغة إلى سويةٍ تعليميةٍ متقاربةٍ أو متماثلة.

ما هي نتائج التعلم؟

يجب أن ينعكس تأثير المعارف المكتسبة من عملية التعلم على الطلاب ويرسخ في ذهنهم الطريقة التي وصلوا بها إلى هذه المعارف أكثر من المعلومة نفسها. نتيجة التعلم الأساسية هي زيادة قدرة الطالب على معالجة المعلومات المختلفة وفهمها.

ما هي أنواع التعليم؟

تختلف أنواع التعليم بحسب الطريقة التي يصّنف بها في كل سياق، لكن تصنف العديد من البلدان التعليم في عدة أنواع: التعليم المهني، التعليم الأكاديمي، التعليم الهجين.

ما هو UDL في التعليم؟

تشير أحرف UDL إلى Universal Design for Learning والتي تترجم إلى تصميم التعليم الشامل، وهو تصميم المناهج الذي يحاول تغطية أساليب التعليم المتوافقة مع كافة فئات الطلاب مختلفة القدرات والاهتمامات في الدرس.

التصميم الشامل للتعليم في الدورات الرقمية

الدورات الرقمية في غالبها تتطلب من المعلم الانتباه لمبادئ التصميم الشامل للتعليم أثناء بنائها، وهذا يتطلب من المعلم وصولًا لأنواع مختلفة من أدوات التعليم التي تساهم في مساعدة الطالب للوصول إلى المعلومة.

على سبيل المثال: يمكن لدورة رقمية أن تتضمن المحتوى البصري والسمعي والمكتوب، ويمكن للطالب الاختيار بينها أو التنقل بينها أثناء الدرس ليصل إلى المعلومة بالطريقة الأسهل له.

المميز في أمر الدورات الرقمية أن الطريقة التي يمكن دمج هذه الأساليب المختلفة فيها أكثر سهولةً وسلاسةً من الدروس وجهًا لوجه، فيمكن للمعلم التحكم بطريقة ظهور هذا المواد المختلفة ضمن صفحة الدرس بالكامل، والدورات الرقمية تهدف في محورها إلى إعطاء الطالب القدرة على البحث والحصول على الإجابة بنفسه.

نتيح لمشتركي مساق كل الأدوات اللازمة لتقديم الدروس الرقمية بناء على مبادئ التعليم الشامل.
يمكنك إنشاء حساب مجانًا لتجربة كل ميزات المنصة.

في النهاية

يركز التصميم الشامل للتعلم على إتاحة فرصٍ متساويةٍ لكافة فئات المتعلمين، وهذا يتطلب من المعلم المزيد من الانتباه والجهد، ولكن في النهاية، يساعد هذا على تعزيز قدرة هؤلاء الطلاب على التعلم ويدفعهم إلى الأمام في المراحل التعليمية القادمة.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم الرقمي؟ تابع دليل المدرب الإلكتروني للمزيد من النصائح!

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.