7 أساسيات لا بد من معرفتها عند إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة

جعل التطوّر المتسارع في العلوم والتقنيات من المعلومات والمعارف عمودًا راسخًا يتكئ عليه الاقتصاد، إذ أصبحت المعلومات الأداة الأولى لدى المسوقين وهذا ما جعل من إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة تحدٍّ لا بدّ من خوضه والنجاح فيه.

غالبًا ما يتم الخلط بين قيمة منتج ما مع سعره، وفي الواقع توجد بعض المذاهب الاقتصادية الكلاسيكيّة التي تعد القيمة والسعر مفهومًا واحدًا، ولكن في العصر الحديث بدأ المفهومان يتمايزان عن بعضهما البعض، فأصبحت قيمة منتجٍ ما منفصلةً عن سعره.

يناقش هذا المقال إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة وأهميتها، والأساسيّات التي يجب مراعاتها عند إنشاء هذه القيمة.

ما هو اقتصاد المعرفة؟

مصطلح اقتصاد المعرفة هو مصطلحٌ حديثٌ أطلقه بيتر دروكر Peter Drucker عام 1966 في كتابه “التنفيذيّ الفعّال The Effective Executive” وهو يعبّر عن تركيز الاقتصاد الحالي على الزاد البشري والمعرفي والمهارات أكثر من اعتماده على عملية الإنتاج.

إن اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الأساسي بين الدول المتقدمة، إذ يعتمد على رأس المال البشري والأصول غير الملموسة كالتكنولوجيا المسجلة الملكية، وهذا ما جعل من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مقدمة النمو الاقتصادي، بالتالي أصبحت مهارات تحليل البيانات والقدرة على الابتكار من أكثر المهارات طلبًا في سوق العمل الحديث.

تتطلّب تنمية اقتصاد المعرفة في بلدٍ ما تحضير عدّة ركائز للنهوض بهذا الاقتصاد، أهمها:

  • التعليم والتدريب: كون اقتصاد المعرفة يعتمد على الزاد البشري.
  • البنية التحتية: يتضمّن ذلك كل ما يحتاجه تناقل المعلومات من الراديو حتى الإنترنت الممتاز.
  • نظام الحوافز: من الضروري دعم المحاولات الخلّاقة والتشجيع على الابتكار.
  • دعم الأبحاث: دعم مراكز الأبحاث والجامعات والاستثمار في البحث العلمي هو أمر  في غاية الأهميّة.

طرح الانتقال من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعرفي الكثير من التحديات، خصوصًا فيما يتعلّق بالمهارات المطلوبة من قبل العمّال، إذ لا يتمتّع الجميع بهذه المهارات وبالتالي من الضروري تدريب الموظفين على هذه المهارات.

إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة

يقصد بإنشاء القيمة تحويل الجهد المبذول في منتجٍ ما إلى شيئ يحقق حاجات الآخرين، إذ يمكن تناول مفهوم القيمة من ثلاث جوانب:

  • القيمة من منظور المستثمر.
  • القيمة من منظور المستهلك.
  • القيمة من منظور العامل أو الموظّف.

تدرك الشركات الكبيرة أنّ الهدف من أيّ عملٍ هو تحقيق أعلى قيمة ممكنة للمجموعات الثلاث، إذ لا يجب التركيز على إحدى المجموعات على حساب البقية، فيساعد تحقيق القيمة للمستهلك في بيع وتسويق المنتج، بينما يساعد تحقيق القيمة للمستثمر في استمرار العمل في المستقبل وهكذا.

إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة

القيمة من منظور المستثمر

تركّز قيمة المنتج من منظور المستخدم على ناحية العائد على رأس المال، إذ يحدّد العائد المرتفع على رأس المال مع هامش الربح الكبير قيمة المنتج بالنسبة للمستثمر، ولتحقيق هذا الربح يجب أن يتمّ تسويق المنتج بشكلٍ جيّدٍ لا يمكن تحقيقه إلّا إذا قدّم المنتج قيمةً للمستهلك.

القيمة من منظور المستهلك

تتمحور القيمة من منظور المستهلك حول إمكانية الاستفادة من المنتج -أو الخدمة- في إنجاز عملٍ ما أو إشباع رغبةٍ ما، ولتحقيق هذا النوع من القيمة يجب دراسة السوق بشكلٍ جيّدٍ وفهم احتياجاتهم ودوافعهم وتقديم هذه القيمة على شكل منتجٍ أو خدمةٍ تلبي لهم هذه الحاجة.

القيمة من منظور العامل أو الموظّف

لا يمكن إنجاز أي منتجٍ أو خدمةٍ دون الجهد المبذول من قبل الموظّفين، ومن الضروري جدًّا أن يحقق هذا المنتج قيمةً لهم كي يضعوا طاقتهم في صناعته وتكوينه، وتشمل القيمة من منظور الموظّفين تضمينهم في اتخاذ القرار، ودعمهم بخططٍ تعويضيّة، وتدريبيهم وتطوير مهاراتهم، والتركيز على العمل الجماعي وروح الفريق.

أساسيات إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة

نظرًا للاعتماد الكبير على الزاد البشري في اقتصاد المعرفة، من الضروري تقديم القيمة لجميع الأطراف المشاركين في عملية الإنتاج (المستثمر والموظّف والمستهلك) ، وعند إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة لا بدّ من التركيز على  النقاط التالية:

أساسيّات إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة

إنشاء القيمة هي أساس أي نجاح تجاري

إن الانفتاح الكبير والوصول السهل والسريع للمعلومات زاد من صعوبة المنافسة لدى الشركات، فلم يعد بإمكان أي شركة صنع منتجٍ ما وتقديمه للمستهلك الذي يضطر لاستخدامه حتى لو كان غير راضٍ تمامًا، فقد ارتفعت توقّعات المستهلكين وأصبحت المقارنة مع البدائل أكثر سهولةً من ذي قبل.

يفيد إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة الحالي في التميّز عن المنافسين وترك انطباعٍ متفرّدٍ لدى المستهلك، وهذا بدوره يحقق القيمة التي يبحث عنها، ممّا يدفعه للاستثمار بالمنتج وبالتالي زيادة ربح الشركة وتحقيق القيمة بالنسبة للمستثمر، لذلك تعتبر دراسة حاجة السوق وفهمها جيّدًا الخطوة الأولى في صناعة أي منتجٍ ناجحٍ في وقتنا الحالي.

الانطلاق من حاجة المستخدم

من الضروري جدًّا عند إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة الانطلاق من حاجة المستخدم، إذ يحقّق الفهم الجيّد لحاجات السوق والعملاء المحتملين وضوحًا في صورة المنتج والميّزات التي يجب أن يحتويها، وبالتالي القيمة التي يجب تقديمها للمستخدم.

السعي لتحقيق القيمة المستدامة

إن تحقيق أعلى عائد ممكن من المنتج هو أمرٌ في غاية الأهمية، فهو يعطي سببًا للمستثمرين في المنتج للاستمرار في دعمه، وبالتالي الاستمرار في اكتساب القيمة من المستهلكين وتقديمها لهم، تحقيق هذا النوع من القيمة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوميّ تسعير المنتجات والتسويق لها.

إن التسعير الجيّد للمنتج يأخذ بعين الاعتبار الجهد المبذول في صناعة هذا المنتج، والمنافسة في السوق، وحاجة المستخدمين لهذا المنتج، كما يحقق التسويق الجيّد للمنتج وصولًا أكبر للمنتج إلى العملاء المحتملين ممّا يزيد من فرص إتمام عمليات الشراء.

أخذ المنافسة بعين الاعتبار

يبحث المستهلكون عن المنتج الذي يقدّم لهم أعلى قيمةً ممكنة، وللوصول إلى هذا المنتج يقوم المستهلك بدراسة البدائل المحتملة لاختيار أفضلها، لذلك من الضروري دراسة المنافسة في السوق وتقديم منتجٍ يرقى إلى هذه المنافسة كي يقع اختيار المستهلك عليه.

التطور بشكلٍ مستمرّ

إن العمل على إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة يعني الحاجة للتأقلم مع التطوّرات المتسارعة في هذا الاقتصاد، والمسارعة إلى تبنّي هذه التغيرات وتضمينها في خطط الشركة لتقديم القيمة الأعلى من خلال منتجاتها، وهذا يعني إعطاء الموظّفين الذين على تماسٍّ مباشرٍ مع المستهلكين صلاحيّات أكبر وقدرةً على اتخاذ القرارات السريعة.

الاهتمام بتجربة العملاء

الاهتمام بتجربة العملاء قبل الشراء وخلاله وحتّى ما بعد الشراء يزيد من قيمة المنتج – الذي تقدّمه شركةٌ ما- بنظر العملاء، لذلك من المهمّ جدًّا الاهتمام بجوانب خدمة العملاء وسلاسة عملية الشراء والتوصيل وكل ما يتعلق بتجربة استخدام المستهلك للمنتج.

مراعاة آراء المستخدمين حول القيمة

من الصعب أن يجتمع الكثيرون حول تعريفٍ موحّدٍ لمفهموم ضبابيّ كمفهوم القيمة، فبعض المستخدمين يعتبرون أن القيمة مرتبطة بشكل وثيق بالسعر، أو بعبارةٍ أخرى يرتبط قرار الشراء لديهم ارتباطًا وثيقًا بالسعر، بينما يعتبر الآخرون أن القيمة تتمحور حول الفائدة التي يقدّمها المنتج، من الضروري مراعاة هذا التباين بالآراء عند إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة للمستخدمين.

الخاتمة

تعتبر القيمة هي الأداة التسويقية الأولى في العصر الحالي، فالمنتج الذي يقدّم قيمةً لا غنى عنها للمستخدمين يلقى شعبيّةً كبيرةً تعود بالقيمة على المستثمرين والموظّفين القائمين على تصنيع المنتج، لذلك لا بدّ من فهم أساسيات إنشاء القيمة في اقتصاد المعرفة قبل البدء بالعمل.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

ما هو مفهوم اقتصاد المعرفة؟

اقتصاد المعرفة هو أن تكون المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، واقتصادات المعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخدام الابتكار والرقمنة.

ما هي أهمية اقتصاد المعرفة؟

يتم من خلاله الابتكار في جميع المجالات العلمية والمهنية المتعلقة بالمنتجات وصنعها والإبداع فيها، ويؤدي إلى زيادة الاهتمام برأس المال البشري، وكذلك بالموارد البشرية بشكل كبير، والعمل على تعظيمها، وصقل خبرات ومعلومات العمال والموظفين، وتُساعد على تحسين أدائهم وتطويره. 

إلى ماذا يهدف الاقتصاد المعرفي؟

 الاقتصاد المعرفي هو الاقتصاد الذي يحقق منفعة من توظيف المعرفة واستغلال معطياتها في تقديم مُنتجات أو خدمات متميزة، جديدة أو مُتجددة، يُمكن تسويقها وتحقيق الأرباح منها وتوليد الثروة من خلال ذلك.

هل هناك علاقة بين البحث العلمي والاقتصاد المعرفي؟

البحث العلمي ركيزة أساسية لتحويل الاقتصاد من اقتصاد بصورة تقليدية يعتمد على الإنتاج أو الريع من خلال وسائل تقليدية، والاقتصاد المعرفي الذي يعتمد على وسائل متطورة في الإنتاج، إضافة إلى تطور نوعية المنتجات.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.