إجهاد التعلم الرقمي – 5 طرق تساعد في الحدّ من آثاره

يعاني أغلب الناس من الإجهاد الرقمي نظرًا لدخول التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة اليومية، وقد أصبح إجهاد التعلم الرقمي مشكلةً يعاني منها الطلاب والمعلمين على حدٍّ سواء، وذلك نظرًا للآثار السلبية الكبيرة التي يتسبب بها في صفوف التعلم عبر الإنترنت.

على الرغم من كون إجهاد التعلم الرقمي يطال المعلّم أيضًا، إلّا أنه يوجد العديد من الحلول والاستراتيجيات التي تمكّن المعلّم من التغلّب على هذه المشكلة والتخفيف من وطأتها على الصف التدريسي. في هذا المقال سنتناول موضوع إجهاد التعلم الرقمي وآثاره، وأفضل الطرق للتخلص منه.

مفهوم إجهاد التعلم الرقمي

الإجهاد الرقمي هو حالة التعب والقلق التي تصيب مستخدمي التقنية لإجراء الاجتماعات مثل تطبيق زووم وغيره، وبالتالي فإن إجهاد التعلم الرقمي هو التعب والإنهاك الذي يصيب الطلاب عند استخدامهم للتكنولوجيا وتطبيقات التعلّم عن بعد.

يتسبب الاستخدام المكثّف لهذه التطبيقات بالإجهاد لعدة أسباب منها:

  • شعور الطلاب أو المستخدمين بالحاجة للبقاء متصلًا لفترات أطول.
  • الرغبة بأداء عدة مهام بوقت واحد، كالمراسلة أثناء الدرس أو الرد على إيميل أو تفقد الإشعارات وما إلى ذلك.
  • مشاركة المنزل مع أشخاص آخرين تزيد من صعوبة التركيز أثناء الدرس.
  • فرض بعض الدروس على الطلاب بعد أوقات الدوام.
  • الجودة السيئة للصورة والصوت.
  • دقة عرض سيئة للشاشات.
  • مشاكل الاتصال.
  • وجود الكثير من المحفّزات البصرية والصوتية.

تحمل بعض هذه الأسباب طابعًا نفسيًّا يتعلق بأسلوب حياة الطلاب ومتطلّبات هذا العصر، وبعضها الآخر يحمل طابعًا ماديًا يتعلّق بجودة الأجهزة والبنية التحتية للمادّة التعليمية، وبالطبع فإن حل أي مشكلة يكمن في علاج المسبّبات.

أعراض إجهاد التعليم الرقمي

الإجهاد الرقمي هو حالة صحية ترافقها العديد من الأعراض النفسية والجسدية، فإلى جانب القلق والتعب والإنهاك، تظهر بعض أو كل الأعراض الجسدية التالية:

  • تعب العيون
  • آلام الرقبة والأكتاف والعمود الفقري والرسغ
  • رؤية مزدوجة أو غير واضحة
  • زيادة الحساسية للضوء
  • ضعف التركيز
  • صعوبة النوم

قد تظهر هذه الأعراض سويّةً أو بالتدريج، ويجب الانتباه لها للحد من تفاقمها، إذ يمكن أن يتسبب إجهاد التعليم الرقمي بالكثير من المشاكل على المستوى الفردي والجماعي في حال لم تتم معالجته أو مراقبته بشكل جيد، وفيما يلي بعض الأعراض النفسية التي ترافق إجهاد التعلم الرقمي:

  • القلق والتوتر
  • الخوف من العزلة
  • قلّة التفاعل
  • تراجع مستوى المهارات الاجتماعية وضعف تطوّرها
  • احتفاظ أقل بالمعلومات المكتسبة
  • عزوف الطلّاب عن إكمال الدورة التدريبية

استراتيجيات الحد من إجهاد التعلم الرقمي

غالبًا ما يكون حلّ أي مشكلة في معالجة المسبّبات، وبعض مسبّبات إجهاد التعلّم الرقمي تتعلّق بالبنية التحتية وجودة الصوت والصورة، علاج هذه المشاكل هو تقنيٌّ إلى حدٍّ بعيدٍ، لذلك سنركّز على حلّ المشاكل المتعلقة بطريقة تقديم المعلومة بشكل رئيسي.

التحول الرقمي في التعليم حدث بسرعةٍ كبيرةٍ جعلت من التأقلم مع متطلّباته أمرًا صعبًا، فالحفاظ على تركيز الطالب في التعليم عن بعد يختلف اختلافًا كبيرًا عن طرق الحفاظ على تركيزه في الصفوف الدراسية الكلاسيكية، فيما يلي أهم الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك.

استراتيجيات الحد من إجهاد التعلم الرقمي

تقسيم الدروس

فكر في تقديم الدرس للطلّاب على دفعاتٍ أصغر عوضًا عن تقديم الدرس كاملًا دفعةً واحدةً، يطلق على هذه العملية مصطلح التعليم المصغر (MicroLearning) وهو مفهومٌ في غاية الأهمية، إذ يفضّل 94% من الطلاب أن يتلقّوا دروسهم على شكل دفعاتٍ صغيرةٍ.

لا يوجد حدٌّ حاسمٌ لما يُعدُّ قسمًا صغيرًا، ولكن تقسيم الدرس على فترات من عشر دقائق سيكون له أثر إيجابي في الحفاظ على تركيز الطلّاب، بالإضافة لكونه يسهّل إدارة المحتوى من قبل الطلّاب، بالتالي فهو يجعل الدرس أكثر مرونةً ممّا يخفف من آثار إجهاد التعليم الرقمي على الطالب.

التنويع في الصيغ

إن التركيز على نوع واحد من الصيغ سيتسبب بالضجر والملل للطلّاب مهما كان الدرس مقسّمًا ومهما كان الأسلوب ممتعًا، لذلك لا يجب الاعتماد على نوعٍ واحدٍ من الصيغ الدراسية كمحاضرات Zoom أو ملفات PDF أو غير ذلك.

من الأفضل أن يكون هناك تنويعٌ بين هذه الصيغ، واعتماد الفيديو في التعليم أيضًا، إذ يتمتع الفيديو بقابلية أكبر للتذكر والمشاركة مقارنةً ببقية أنواع الصيغ، كما يمكن الاعتماد على المحتوى المصنوع من قبل المستخدم -الطلاب في هذه الحالة- في التعليم، فهو يتيح لهم تعميق مداركهم وتعزيزها خلال صناعتهم للمحتوى التعليمي (عروض تقديمية أو ما شابه).

التعليم المخصص

يقصد بالتعليم المخصص أن يُقدَّم الدرس بما يتناسب مع قدرات ومتطلّبات كل طالب -أو فئة من الطلاب- على حدة، عوضًا عن تقديمها بمقاسٍ واحدٍ لكلّ الطلاب، إذ أن الخوض بدرسٍ أو بدورةٍ تدريبيةٍ لا تتناسب مع قدرات وإمكانات الطالب سيتسبب بالكثير من التعب والإحباط له.

يمكن تفادي هذه الوضعية من خلال تقسيم الدورة التدريبية لمستوياتٍ مختلفةٍ من المبتدئ انتهاءً بالمحترف، فمثلًا: كانت الدورة التدريبية عن استخدام برنامج Excel في الأعمال، عندها يمكن تقسيم الدورة إلى ثلاث مستوياتٍ، مع ذكر متطلّبات كل مستوى وأهدافه وعناوين دروسه بوضوحٍ من البداية.

جديرٌ بالذكر أن منصة مساق تساعدك على تخصيص دوراتك ودروسك التدريبية عبر ميّزات “التصنيفات والمستويات” حتى يسهل الوصول إلى دوراتك من قبل الطلَّاب المناسبين.

الألعاب في التعليم

تجد هذه الطريقة معارضةً لكونها تضيف نوعًا من الهزلية إلى الصف الدراسي الجاد، ولكن لا يقصد بالألعاب في التعليم استخدام الألعاب بشكلٍ مباشرٍ مثل ماين كرافت وغيرها، إنما يمكن استخدام بعض مفاهيم الألعاب في الحصص الدراسية لجعله أكثر إثارةً للطلاب مما يزيد من تفاعلهم.

هذه المفاهيم قد تكون مثل نقاط الخبرة التي يمكن جمعها بأداء مهامٍ ما، قد تكون بمنح شعاراتٍ أو رموزٍ فخرية وغير ذلك، يفيد دمج هذه المفاهيم في الدروس التعليمية في زيادة تركيز الطلاب في الدرس ورفع سويّة تفاعلهم مع المحتوى التعليمي، بالتالي التخفيف من القلق والتوتر.

التعليم الجماعي

قد يكون التعلم عن بعد من أسباب زيادة العزلة لدى الطلّاب، وذلك لكونه يخفّف من تفاعل الطالب مع أقرانه بشكلٍ ملحوظٍ، ولكن بالطبع يمكن الحد من أثر هذه العزلة من خلال تصميم الدروس التعليمية والدورة التدريبية بشكلٍ عامٍّ بحيث تراعي هذا الجانب لدى الطلّاب.

وتوفّر تطبيقات المحادثة الحية حلًّا مثاليًّا لهذه المشكلة، فهي تقدّم فضاءً يسمح للطلّاب أن يتفاعلوا مع أقرانهم بشكلٍ مباشرٍ، كما يمكن لتطبيقات التواصل الاجتماعي كمجموعات فيسبوك على سبيل المثال أن تعطي الطلّاب مجالًا لمشاركة أفكارهم وأسئلتهم مع بقية الطلاب.

لا تكمن أهمية التعليم الجماعي فقط في التخفيف من آثار الخوف من العزلة لدى الطلّاب، إذ تنص قاعدة 10 20 70 على أن 20% مما يتعلّمه الطلّاب يكون مصدره من الأقران والتفاعل معهم، أي بتوفير هذا الجو الجماعي يقدّم المعلّم للطالب مصدرًا غنيًّا بالمعلومات من جهة، ويخفف آثار إجهاد التعلم الرقمي من جهةٍ أخرى.

الخاتمة

إجهاد التعلم الرقمي مشكلةٌ طرأت بسبب الإقبال الكبير على التعلم عن بعد، ونتيجةً لدخول التقنية بشكلٍ كبيرٍ في جوانب العملية التعليمية، وتقع مسؤولية مكافحة هذه الظاهرة على عاتق المعلّم والطلّاب في آنٍ واحد، إذ يمكن للمعلّم أن يصمّم دروسه التعليمية ودوراته التدريبية بحيث تحدّ من أسباب الإجهاد الرقمي ممّا يسهّل المهمّة على الطلّاب.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

ما هو الإجهاد الرقمي؟

يستخدم المصطلح لوصف حالة الإرهاق الذهني الناجمة عن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية. يُشار إليه أيضًا باسم “التعب من الشاشة”.

ما هو تعب المتعلم؟

حالة الخوف من إضاعة الوقت والطاقة في مواضيع ليست ضرورية لدور المتعلم ومسؤولياته.

لماذا يسبب التعلم عبر الإنترنت الشعور بالنعاس؟

هناك الكثير من المعلومات التي يتعين على الدماغ معالجتها بما في ذلك النصوص والصور والرسوم المتحركة ومقاطع الفيديو والصوت، يمكن لهذه المنبهات الحسية أن تستنفد القشرة الحسية للدماغ.

كيف يمكن للطلاب الحد من آثار إجهاد التعلم الرقمي عليهم؟

الدرس أوفلاين، الحرص على التواصل مع زملائهم، التأمل والحفاظ على السلامة العامة، تنظيم الساعات التي يقضونها أمام الشاشة.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.