8 نقاط تثبت أهمية التعليم الرقمي وضرورة توظيفه

يقدم التعليم الرقمي الكثير من المزايا الإضافية لعملية التعليم، وهذا ما جعل منه ضرورةً لا بدّ منها في العقد الأخير، إذ تزايدت أهمية التعليم الرقمي بشكل متسارع مع تطور وتحسن الإمكانات التي يوفرها للمدارس والأكاديميات والتعليم بشكلٍ عام.

على الرغم من اعتماد التعليم الرقمي في الكثير من المؤسسات التعليمية، إلّا أنه لا يزال مفهومًا جديدًا قد يخلط غير المتخصصين بينه وبين التعليم عبر الإنترنت، الذي يعتبر جزءًا من التعليم الرقمي فقط، إذ لا يقتصر التعليم الرقمي على الإنترنت.

في هذا المقال سنوضّح مفهوم التعليم الرقمي، ونتحدث عن أبرز النقاط التي تثبت أهميته وضرورة تسخيره لخدمة العملية التعليمية.

مفهوم التعليم الرقمي

التعليم الرقمي هو مفهوم واسع، يشير إلى استخدام أي نوع من أنواع التكنولوجيا في التعليم، سواءً كان ذلك دورةً تدريبيةً عبر الإنترنت، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال، أو أي واجهة رقمية حتى لو كان هذا الاستخدام ضمن الصف الكلاسيكي.

التعليم على الإنترنت يقتضي أن تسير العملية التعليمية عبر الإنترنت حصرًا، وبالتالي فإن هذا النوع من التعليم هو جزء من التعليم الرقمي، ولا يمكن تطبيقه في الصف الكلاسيكي، نظرًا لكونه يتم فقط عبر الإنترنت.

يتطلب التعليم الرقمي مهارات في التعامل مع التقنيات المختلفة، وبالتالي فهو يتطلب من الطاقم التدريسي والطلاب على حدٍّ سواء أن يُحسِّنوا من مهاراتهم التقنية، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا النوع من التعليم.

يوجد العديد من أدوات التعليم الرقمي مثل: أدوات غوغل (مستندات وجداول وعروض تقديمية وغيرها) التي تتيح العمل التعاوني على الوثائق، وأدوات إعداد الفيديو والصور، ومكالمات الفيديو، ومنصات مشاركة المستندات ومحركات البحث.

أهمية التعليم الرقمي

توجد العديد من النقاط التي تثبت أهمية التعليم الرقمي، وضرورة البدء بالاعتماد عليه بشكل رسمي في المؤسسات التعليمية، وذلك لكونه ينعكس إيجابًا على العملية التربوية والتعليمية، فيما يلي أبرز هذه النقاط:

أهمية التعليم الرقمي

إمكانية تخصيص التعليم

يقصد بتخصيص التعليم: تقديمه بما يتناسب مع مقوّمات الأفراد سواءً من ناحية السرعة أو المحتوى أو طريقة إيصال المعلومة، إذ من النادر جدًّا أن تلائم طريقة التعليم الواحدة مجموعة كبيرة من الطلاب، فلكلٍّ احتياجاته وقدراته الاستيعابية.

يتميّز التعليم الرقمي بقدرته على تقديم الدروس للطلاب بحسب قدراتهم الفردية، فعلى سبيل المثال: يمكن للطلاب الذين يعانون من أحد أجزاء الدرس مراجعة مصادر إضافية للتمكّن من الفكرة، بينما يمكن للطلاب الذين لا يحتاجون لذلك تجاوز هذه المصادر والتركيز على أشياء أخرى.

على سبيل المثال: يعتبر المحتوى القابل للتحميل من أبرز الوسائل المساعدة لتخصيص التعليم، فهو يسمح للطلاب بالحصول على المادة العلمية والتعامل معها بشكل فردي يراعي خصوصية كل طالب، أو الفيديو الذي يتيح للطلاب تكرار شرح المعلومة بالقدر الذي يحتاجونه دون عرقلة الدرس بالنسبة لبقية الطلاب.

التلعيب

يعتبر التلعيب من المبادئ الشديدة الأهمية في التعليم، فهو يزيد من متعة الدرس بالنسبة للطالب، وهذا ينعكس إيجابًا على تركيزه في الحصة الدرسية، ويجعل من هذه الحصة أكثر تفاعليّةً، ممّا يفيد في تحسين نتائج الدرس ورفع إنتاجيته.

يمكن تطبيق التلعيب من خلال استخدام الألعاب لشرح أمرٍ ما، فمثلًا: شاع استخدام لعبة ماينكرافت لشرح بعض الدروس في المراحل الابتدائية، أو استخدام بعض مبادئ الألعاب في الدروس، كالنقاط وألواح الصدارة وما إلى ذلك، لإضفاء الطابع التنافسي للحصة الدرسية.

تحسين التعلم الذاتي

من النقاط التي تثبت أهمية التعلم الرقمي في تحسين مهارات الطلاب التي سيحتاجها في سوق العمل هي قدرة التعليم الرقمي على تحسين التعلم الذاتي لدى الطلاب، فهي تحفزه على اكتشاف قدراته وإمكاناته والتخطيط على أساسها لاستثمارها على أفضل نحو ممكن.

مثلًا: تتيح المنصات التي تقدم المساقات الإلكترونية مواعيد نهائية للطلاب، وتترك لهم حريّة إدارة وقتهم والتعامل معه، وهذا مايُمَكنهم من اختار ساعات الدراسة والسرعة التي يعتقدون أنها الأنسب لهم، ويدربهم على إدارة الوقت والتعامل مع المواعيد النهائية.

سهولة الوصول

يمكّن التعليم الرقمي الطلاب من الوصول إلى المحتوى التعليمي من أي مكانٍ في العالم، متجاوزين بذلك الحواجز الجغرافية وذلك عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى تجاوز الحواجز الزمنية من خلال تسهيل الوصول إلى المحتوى بسهولة وسرعة.

أيضًا تساعد بعض التطبيقات -مثل عدسة غوغل- في ترجمة النصوص الموجودة على الصور وتمكين نسخها واستخدامها، وهذا يساعد في الوصول إلى المعلومات واستخلاصها وتوفير الكثير من الوقت والجهد.

تتبع التقدم

تتيح أنظمة الاختبارات عبر الإنترنت إمكانية تقييم الطلاب وتقييم أدائهم خلال الدورة التدريبية، بطريقةٍ تحاكي إلى حدٍّ بعيد الاختبارات في التعليم الكلاسيكي، ولكنها تضيف إليها سهولة أرشفة سجلات الطلاب عن طريق أنظمة إدارة معلومات الطلاب.

تُمكن الاختبارات المعلمين أيضًا من تقييم دوراتهم التدريبية، ممّا يعطيهم فرصة لتحسينها والوقوف على المشاكل فيها، وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على العملية التعليمية ككل.

تطبيق الصف المقلوب

تحتاج استراتيجية الصف المقلوب لتوفير إمكانية الوصول إلى المحتوى العلمي من طرف الطلاب من المنزل، وهذا ما يتيحه التعليم الرقمي، إذ يمكن للطلاب الاطلاع على الدروس من خلال الإنترنت والتحضير لها من المنزل، لتتم مناقشتها في الصف في اليوم التالي.

إن كنت مهتمًّا باستراتيجية الصف المقلوب وتحتاج للمزيد من التفاصيل، ننصحك بقراءة هذا المقال: استراتيجية الصف المقلوب – الإيجابيات والسلبيات وكل ما تحتاج معرفته.

لاستراتيجية الصف المقلوب الكثير من الإيجابيات، إذ تلعب الممارسة والتفاعل مع الأقران الدور الأكبر في اكتساب الطالب للخبرات مقارنةً بالتعليمات والتلقين، لذلك فإن التركيز في الحصّة الدراسيّة على الممارسة والتفاعل يساعد الطالب على اكتساب وتثبيت المعلومات بشكلٍ أكثر كفاءة.

التعلم التعاوني

يعتبر تسهيل التعلم التعاوني بين الطلاب من أبرز النقاط التي تثبت أهمية التعليم الرقمي وضرورة تطبيقه في المؤسسات التعليمية، فمن خلال تسهيل مشاركة المحتوى التعليمي، يمكن للطلاب التعاون على إنهاء الواجبات الجماعية، والمشاريع التي تعتمد على المجموعات.

توجد الكثير من الأدوات التي تدعم عمل الفريق على الإنترنت، كأن يتعاون مجموعة طلاب على إنجاز ملف جداول Google، أو أن يتعاونوا على تصميم صورة أو غلاف لمشروعهم على كانفا، وغير ذلك من الأمثلة.

محو الأمية الرقمية

يُعرّض التعليم الرقمي الطلاب والمعلمين على حدٍّ سواء لضغط التعامل مع الأدوات والأجهزة الرقمية للوصول إلى المحتوى التعليمي، وهذا الضغط يجبر الطالب أو الطاقم التدريسي على التعلّم من خلال التجربة، وبالتالي محو الأمية الرقمية.

تكمن أهمية التعليم الرقمي في كونه يكسب الطالب مهارات سيحتاجها لاحقًا في سوق العمل، فهو سيحتاج للتعامل مع أدوات التعلم واكتساب مهارات التصميم والكتابة والبحث وإدارة الوقت والعمل الجماعي والتحفيز الذاتي، وكلها مهارات في غاية الأهمية لا تكتسب إلا بالتجربة.

الخاتمة

لم يعد التعليم الرقمي رفاهيةً أو حتى ضرورةً ملحّةً، بل يمكن اعتباره مصير محتوم للعملية التعليمية، إذ تفوق أهمية التعليم الرقمي الحد الذي يسمح بتجاهلها أو عدم استثمارها في النظام التعليميّ، لذلك من الضروري فهم جوانب هذا التعليم قبل تطبيقه والاعتماد عليه.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

ما هي أبرز خصائص التعلم الرقمي؟

القدرة على تلبية حاجات ورغبات المتعلمين المعرفية والعلمية، وتحسين عملية الاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة والوصول إليها في الوقت المناسب.

ما المهارات الأساسية للمعلم في العصر الرقمي؟

تتعدد تصنيفات المهارات الرقمية التي يجب أن يطورها المعلم لتحقيق متطلبات التعليم عن بعد ومنها التنظيم والإدارة، وتتضمن المهارات التالية: فهم الجوانب القانونية والأخلاقية المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإدارة الذاتية للتعلم المستمر ودمج التقنيات في عملية التعليم والتعلم، وتطبيق مزايا تكنولوجيا المعلومات.

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم عبر الإنترنت

يمكن للتعليم الرقمي أن يتم دون الحاجة للإنترنت، وهذا ما يجعل التعليم عبر الإنترنت جزءًا من التعليم الرقمي.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.