كل ما تحتاج معرفته عن قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني

يُعدّ قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني من أهم المراحل التي لا يجوز إغفالها عند تصميم الدورات التدريبية للطلّاب، فهذه المرحلة كفيلة بأن تُظهر مواطن الضعف في الدورة التدريبية لتصحيحها مباشرةً وفي الدورات المستقبليّة أيضًا.

يوجد الكثير من المذاهب والطرق التي تفيد في قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني أو التعليم بشكلٍ عامٍّ، تختلف هذه الطرق فيما بينها بترتيب الخطوات والأولويّات، ولكن أثبت أغلبها فاعليّةً كبيرةً في تحديد المشاكل في الدورة التدريبية. سيتناول هذا المقال مفهوم تقييم جودة التعلم والدورات التدريبية، وسنتحدث عن مذهب كيركباتريك Kirkpatrick’s Model في التقييم.

مفهوم تقييم جودة التعلم الإلكتروني

إن تصميم الدروس التعليميّة عمليّةً ممنهجةً تتكوّن من عدة خطواتٍ متتاليةٍ، تبدأ بالتحليل، ثم يتبعه التصميم والتطوير والتطبيق ثم التقييم، يمكنك مراجعة هذا المقال للاستزادة حول موضوع تصميم الدروس التعليميّة.

 قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني مرحلةً من مراحل تصميم الدروس التعليميّة، وبالتالي من مراحل صنع وتصميم الدورات التدريبيّة، وتهدف هذه المرحلة إلى قياس مدى تحقيق الدرس لأهدافه من جهةٍ، وتحديد المشاكل في التصميم من جهةٍ أخرى، لحلّ هذه المشاكل وتلافيها في المستقبل.

قد تكون عملية قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني أصعب ممّا توحيه سهولة الاسم، فللتعليم طرفان؛ الطالب والمعلّم، وتختلف أهداف كل طرفٍ عن الآخر، وبالتالي يجب مراعاة كلا الطرفين عند تقييم الدروس التعليميّة.

يجيب تقييم جودة التعليم الإلكتروني عن أسئلةٍ كثيرةٍ أهمها:

  • هل ترك الدرس أثرًا على حياة الطالب؟
  • هل تمكّن الطالب من فهم الدرس واستيعاب معلوماته؟
  • هل عاد الدرس بفائدةٍ على المعلّم تعوّضه عن نفقات صناعة الدرس؟
  • هل يحتاج الدرس إلى تعديل أو إعادة ترتيب؟ أين تكمن المشكلة؟

تزوّد الإجابة عن هذه الأسئلة الجهة التي تقوم بالقياس والتقييم سواءً كانت المعلّم أو المؤسسة التعليمية وفي بعض الحالات الطلّاب بالمعلومات والبيانات اللازمة؛ لاتخاذ القرارات بخصوص إجراء التعديلات والإصلاحات أو حتّى ترك الدورة التدريبيّة.

طريقة كيركباتريك في قياس جودة التعلم الإلكتروني

تعتبر طريقة كيركباتريك من أكثر الطرق شيوعًا في مجال قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني والتعلّم بشكلٍ عامٍّ، وهي طريقةٌ وضعها دونالد كيركباتريك عام 1955 كأطروحة لدرجة الدكتوراه، وعلى الرغم من قدمها فهي لا تزال مستخدمةً حتى يومنا هذا.

طريقة كيركباتريك

تقترح هذه الطريقة أن يتمّ تقسيم عملية التقييم لأربعة مستوياتٍ:

  • مستوى ردود الفعل.
  • مستوى التعلّم.
  • مستوى السلوك.
  • مستوى النتائج.

ومن أكثر الطرق الشائعة عند استخدام هذه الطريقة هي البدء بالمرحلة الأولى وصولًا لمستوى النتائج، ويمكن أيضًا البدء من مستوى النتائج من خلال تحديد النتائج التي يجب تحقيقها، بعدها العودة للمستوى الثالث لتحديد ما الذي يجب على الطلّاب أو المتعلّمين فعله للوصول إلى هذه النتائج.

مستوى ردود الفعل

ينصبّ اهتمام فريق التقييم في هذه المرحلة على ردود فعل الطلّاب على الدرس، هل كان جيّدًا أو مفيدًا بالنسبة لهم؟ ما هي درجة الصعوبة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يمكن القيام باستبيان بسيط بعد الدرس أو الدورة التدريبية للتحصّل على إجابات الطلاب.

مستوى التعلّم

يركز التقييم في هذا المستوى على ما تعلّمه الطلّاب من الدرس، هل يمكنهم تطبيق المهارة التي تعلّموها في حلّ مشكلةٍ ما؟ يُعتبر إجراء امتحانات أو اختبارات ما بعد الدرس من أكثر الطرق شيوعًا للتقييم في هذا المستوى.

مستوى السلوك

في هذا المستوى يحاول فريق التقييم معرفة ما إذا استفاد الطلّاب من الدرس أو الدورة التدريبية في حياتهم وأعمالهم أم لا، تعتبر الامتحانات الميدانيّة أو التي يجريها المديرون أو المشرفون على المتعلّمين من أهم الطرق للتقييم في هذا المستوى.

مستوى النتائج

يقيس التقييم في هذا المستوى آثار التغير الحاصل في سلوك الطلّاب، ومدى تحقيقه لأهداف الدرس أو الدورة التدريبية، هل كان للدرس أثر على الطلاب؟ وهل ساعدهم على حلّ مشاكل كانت تواجههم سابقًا مما حقق تقدّمًا في القسم؟

يمكن إضافة مستوى خامس على منهج كيركابتريك في التقييم، خاصّةً إذا كان الربح من الدورة التدريبية من أهم أهداف هذه الدورة، عندها يجب تقييم العائد على الاستثمار، هل كان العائد أكبر من نفقات التصميم والإطلاق والإعلان؟ هل كان الربح مبرّرًا للجهد الموضوع في الدورة التدريبيّة؟

العناصر التي يجب التركيز عليها في التقييم

يوجد العديد من العناصر التي يجب تقييمها والتأكّد من جودتها في الدرس الإلكتروني، يمكن إجمال هذه العناصر فيما يلي:

العناصر التي يجب التركيز عليها في التقييم

الأهداف

تحديد أهداف الدورة التدريبيّة أو الدرس الإلكتروني مهمّ جدًّا، ففي هذه الخطوة يقدّم المعلّم وعدًا للطالب يتعلّق بالقيمة التي سيكتسبها الطالب بإنهاء هذه الدورة، وبالتالي فمن المهم جدًّا معرفة ما إذا حقق الدرس هدفه أم لا، وفي حال النفي يجب معرفة المشكلة والعمل على حلّها.

التفاعل

يساعد الدرس التفاعلي الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات لفترةٍ أطول، لذلك كلّما تمكّن مصمّم الدرس من تضمين العناصر التفاعليّة في الدرس الإلكتروني كلّما زادت الفاعليّة، ممّا يساهم في تحقيق الدرس لأهدافه.

البصريّات

لا تقلّ أهميّة الصور والبصريات المستخدمة في الدرس الإلكتروني عن أهميّة الدرس الإلكتروني نفسه، فالدقّة السيّئة لهذه الصور والرسومات قد يتسبب بإجهاد التعلّم الرقمي للطلّاب، مما يؤثّر سلبًا على نتيجة الدورة التدريبية.

الصور هي وسائط شديدة الأهميّة في التعليم الإلكتروني، لذلك من الضروري استخدام صورٍ واضحةٍ وأن تكون الألوان متناسقةً وموحّدةً خلال الدرس التعليمي.

اللّغة

يجب التحقق من جودة كتابة الدرس الإلكتروني وتناسب لغته مع الشريحة المستهدفة من الطلّاب، والتأكد من ملائمة المصطلحات المستخدمة لجميع الطلّاب، وفي حال استخدام الدعابة في الدرس يجب التأكد من أنّها لن تتسبب بالإهانة لأحدهم.

المشاكل التقنيّة

المشاكل التقنيّة تتسبب بالإحباط للطلّاب، لذلك من المهمّ تفاديها قدر الإمكان، لذلك يجب التأكد من كون واجهة المستخدم التي سيستخدمها الطالب سهلةً غير معقّدةٍ، هل كل الوسائط المستخدمة في الدرس تعمل بشكلٍ جيّدٍ؟ هل الروابط تقود للصفحات الصحيحة؟ وغير ذلك من الأسئلة.

 نقدّم في مساق كل ما تحتاجه من حلول تقنيّة لبيع دوراتك التدريبيّة من دون الحاجة لأي خبرةٍ تقنيّةٍ تذكر، يمكنك تجربة منصّة مساق لمدّة 14 يومًا مجانًا دون إدخال معلومات الدفع.

الوقت

من الضروري التأكّد من أن الدرس التعليمي فعّال زمنيًّا، إذ توجد العديد من الآراء حول الطول المثالي للدرس الإلكتروني، ولكن بشكلٍ عامٍّ يُفضل ألّا يزيد الوقت المستثمر في موضوعٍ أو محورٍ ما عن خمس عشرة إلى ثلاثين دقيقة.

التكلفة

يوجد الكثير من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييم التكلفة، كالوقت والجهد والمال المبذول في التصميم، والتحصّل على إجازة التعليم، ولكن من الضروري دراسة التكلفة بشكلٍ دقيقٍ، وذلك لأهمية تقييم التكلفة في اتخاذ قراراتٍ كالتسعير أو حتى إلغاء الدرس أو الدورة التدريبيّة.

الخاتمة

في الختام يجدر القول إن عملية قياس وتقييم جودة التعلم الإلكتروني لا تتمّ فقط بعد الانتهاء من الدرس الإلكتروني، بل هي عمليّةٌ مستمرّةٌ تبدأ منذ وضع فكرة الدرس الإلكتروني مرورًا بمرحلة التصميم وإعطاء الدرس، لتستمر هذه العملية إلى ما بعد مرحلة التنفيذ.

هل يوجد طرق بديلة لطريقة كيركباتريك للتقييم؟

نعم، يوجد الكثير من البدائل لطريقة كيركباتريك في التقييم.

ما هي أهم بدائل طريقة كيركباتريك في التقييم؟

طريقة كوفمان Kaufman model، طريقة برينكرهوف Brinkerhoff، طريقة تالهايمر Thalheimer.

ما هي طريقة كوفمان للتقييم؟

تتشابه طريقة كوفمان مع طريقة كيركباتريك في الكثير من النقاط، ولكن يقسم كوفمان المستوى الأول -مستوى ردود الفعل- إلى مستويين: الأول هو مستوى المدخلات والثاني هو مستوى الآلية.

ما هي طريقة برينكرهوف؟

تحدد هذه الطريقة التي أنشأها روبرت برينكرهوف أكثر الحالات نجاحًا وأقلها نجاحًا في البرنامج التعليمي ويدرسها بالتفصيل، فبمقارنة النجاحات بالفشل يمكن معرفة ما يجب تغييره لضمان نجاح المساعي المستقبلية.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.