طريقة تحسين المنتج التعليمي ولماذا عليك العمل على تحسينه

يحمل مصطلح “منتج تعليمي” أكثر من معنى، إذ يمكن اعتباره ناتج عملية التعليم، أو بمعنى آخر الأفراد الذين تلقوّا التعليم من مؤسسة ما -معهد أو مدرسة- وتخرّجوا منها لينخرطوا في المجتمع وسوق العمل، هؤلاء هم منتجات العملية التعليمية، وجودة هذه المنتجات تنعكس على المجتمع بصورةٍ واضحة.

يمكن أيضًا تعريف المنتج التعليمي على أنه البرامج Softwares التي تُوفَّر للمؤسسات لأغراض التدريب والتعليم، حيث تشتري المؤسسة ترخيص البرنامج ليستخدمه أعضاء هيئة التدريس وطلاب المؤسسة، ففي هذا السياق يكون المنتج التعليمي هو منتج يساعد في عملية التعليم وليس نتيجةً له.

سنتحدث في هذا المقال عن المنتج التعليمي بصفته نتيجة للعملية التعليمية، وكيف يمكن تحسين هذا المنتج ورفع جودته بحيث يرقى لمتطلبات سوق العمل.

لماذا يجب تحسين المنتج التعليمي؟

دائمًا ما تكون خطوة تحديد المشكلة هي أول خطوة في أي عملية منهجية، والمشكلة هنا تكمن في عدم قدرة المنتج التعليمي على مواكبة متطلبات سوق العمل المتجددة والمتطوّرة كل يوم، ويعود ذلك لعدة أسباب يمكن إجمالها في النقاط التالية:

  • مناهج تعليمية قديمة وغير مرنة
  • قلة التدريب على العمل الجماعي
  • التركيز الشديد على النواحي النظرية وإهمال الجانب التطبيقي
  • عدم ضبط توقّعات الطلَّاب حول سوق العمل ومتطلّباته

عند حلّ هذه المشاكل سنحصل على منتج تعليمي مهيّأ ومستعد لسوق العمل ويجيد العمل الجماعي والاعتماد على الزملاء ومراعاة اختصاصاتهم، ويجيد استخدام التطبيقات والبرامج الضرورية لإدارة الأعمال.

مشاكل المنتج التعليمي

تطوير المناهج

يتم تطوير المناهج التعليمية استجابةً للكثير من التحديات التي تعترض طريق مجتمع ما، إذ يجب التخطيط لذلك بشكل معمّق ومدروس، بدءًا من تحديد الهدف أو الأهداف من تطوير المناهج، إضافةً إلى تحديد الأولويات في حال تعارض الأهداف، ومراعاة المتعلّم وقدراته، والمجتمع وحاجاته، ومواكبة الاتجاهات الحديثة مع الحفاظ على الهوية الثقافية.

من الضروري أيضًا ألا تقتصر عملية تطوير المناهج على تلبية حاجات الفرد في الحاضر، وإنمّا توقّع حاجات المستقبل أيضًا والتحضير لها، ومن هنا تنبع أهميّة دمج التكنولوجيا في التعليم، وتحضير الطلّاب لسوق عمل يحتاج الكثير من الخبرات والمهارات التكنولوجية.

من المهمّ أيضًا تصميم الدروس والمناهج التعليمية بحيث تكون متوافقة مع الأساليب التعليمية الحديثة، والتي تساعد على تعزيز روح الفريق بين الطلاب، مما يكسبهم مهارات العمل الجماعي والقدرة على تقسيم المهام فيما بينهم لإنجازها بسرعة أكبر، إذ تعتبر مهارات التواصل والتنظيم والعمل الجماعي من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل حاليًّا، خصوصًا مع التنوّع الكبير في الاختصاصات.

كما تعدُّ الاستمرارية في تطوير المناهج أمرًا في غاية الأهمية، فمتطلّبات المجتمع وسوق العمل في تغيّر مستمر، وما يصلح اليوم قد يخرج غدًا عن الخدمة ويصبح غير صالح، وبالتالي لا بدّ من إبقاء المناهج مواكبةً لهذه التطوّرات، كي تقدّم في النهاية منتج تعليمي قادرًا على إحداث الفارق.

تجدر الإشارة إلى أهمية تجريب المناهج قبل تعميمها، وذلك بهدف التعرف على بعض المشكلات التي تظهر عند التنفيذ والتجريب، ثـم إيجاد الحلول العلمية المناسبة لها، كما تساعد تجربة المناهج قبل تطبيقها في معرفة نقاط القوة والضعف في المنهج المطور.

تعزيز العمل الجماعي

يعدُّ العمل الجماعي من أهم المزايا التي يطلبها سوق العمل حاليًّا، إذ أصبحت معظم العمليات تتم من قبل فريقٍ كاملٍ عوضًا عن شخصٍ واحدٍ مسؤولٍ عن هذه العملية، فمثلًا: في قطاع التسويق لم تعد الشركات تعتمد على خبير تسويقي واحد، وإنما على فريق تسويقٍ يعمل على كافّة الجبهات والمنصّات، ويتعاونون فيما بينهم لتحقيق أفضل النتائج.

العمل الجماعي هو مهارةٌ يمكن اكتسابها من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة برفقة فريقٍ ما، تعتبر الأنشطة الرياضيّة طريقةً ممتازةً لتعليم العمل الجماعي، ويمكن أيضًا نقل هذه التجربة إلى الفصل الدراسي من خلال اتباع استراتيجيات تعليمية تساعد في صقل هذه المهارة لدى الطلّاب.

يمكن ذكر استراتيجية العمل الجماعي كمثالٍ عن هذه الاستراتيجيات، ويمكن تلخيص فكرة هذه الاستراتيجية في تقسيم طلاب الفصل الدراسي إلى مجموعاتٍ يتعاون أفرادها لأداء مهامٍّ منوطةٍ بكل مجموعة، مما يعزّز لدى الطلاب مهارات التعاون وتقسيم المهام.

لا تقتصر فوائد استراتيجيات العمل الجماعي على تعزيز قدرة الطالب على الاعتماد على نفسه وعلى أفراد فريقه فحسب، بل وترفع من مهارات التواصل لديه، نظرًا لحاجته لتبادل الأفكار والمعارف مع أفراد الفريق لتحقيق هدف المجموعة.

الاهتمام بالجانب التطبيقي

من أبرز المشاكل التي يعاني منها المنتج التعليمي في سوق العمل هو امتلاكه للكثير من المعلومات النظرية دون وجود مهاراتٍ تطبيقيّةٍ تدعم هذه المعلومات وتجعلها مفيدةً إلى الحد الذي يسمح بتوظيفها لأداء مهمّة ما.

لا يكمن حلّ هذه المشكلة في تحسين المناهج التعليمية فقط، بل أيضًا في التعليم الذاتي، إذ يجب على الطلاب البحث عن طرق لتوظيف ما تعلّموه في المدرسة أو المعهد أو المساق الإلكتروني على أرض الواقع، أو حتى أن يضعوا أنفسهم في ظروفٍ تركّز على تطبيق مهارةٍ ما.

التعليم الذاتي هو أيضًا مهارة يمكن اكتسابها أو تسليح الطلاب بها من خلال القيام بعدة نشاطات تهدف إلى دفع الطالب للبحث عن الأجوبة خارج المنهاج، ما يجعله أكثر مرونةً ويزيد من قدرته على تعلّم مهاراتٍ جديدة في حال وجد نفسه غير قادرٍ على مجاراة سوق العمل.

إن اكتساب المنتج التعليمي لمهاراتٍ تسمح له أن يطوّر ذاته بحيث يبقى مواكبًا لمتطلبات سوق العمل سيزيد من جودة هذا المنتج ويجعله أكثر استدامةً.

ضبط توقّعات الطلاب

تعتبر التوقّعات الخاطئة لدى الطلاب من أكثر العقبات التي تواجههم عند تخرّجهم من المؤسسات التعليمية وتوجههم إلى الحياة العملية، إذ يعتقد أغلب الطلاب أنهم سيحصلون على عملٍ في مجال اختصاصهم فور تخرّجهم، ليصطدموا لاحقًا بأن أغلب الشركات تطلب ألّا تقلّ خبرة المتقدّمين للعمل عن سنتين أو ثلاث أو ربما أربع سنين، مما يضع الطالب تحت ضغطٍ غير مهيأ لتحمّله.

يجب على الطلاب أن يتوقّعوا أن أول عملٍ سيحصلون عليه سيكون وظائف ابتدائيّةً Entry level أو قد تكون تطوّعية أو حتى تدريبية، هذه الوظائف ستعطي للمتعلمين خبرةً تمكّنهم لاحقًا من التقدم للعمل الذي يوازي تحصيلهم العلمي ويرقى إلى تطلّعاتهم.

أيضًا يجب تهيئتهم لفكرة أن التعلّم لا يتوقّف مع التخرج، بل يبقى مستمرًّا طيلة حياتهم العملية، فقد يحتاج بعضهم لتعلّم مهارةٍ ما، أو لغةٍ ما، ولحسن الحظ أصبح الوصول للمعلومة متاحًا على الإنترنت، من خلال المنصات التعليمية.

الخاتمة

العملية التعليمية أصبحت صناعةً تقدّم منتج تعليمي يلبّي متطلّبات السوق، ولرفع جودة هذا المنتج لا بدّ من دراسة مشاكله وفهمها وإدراج حلولها في المناهج التعليمية، ومن الضروري أيضًا تعزيز مهارات العمل الجماعي ومهارات التواصل لدى هذا المنتج، والاهتمام بالجانب التطبيقي وتزويده بفلسفة التعلّم الذاتي وضبط توقّعاته بما يضمن دخوله في سوق العمل بشكلٍ فعّالٍ دون مشاكلٍ تُذكر.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

ما هو المنتج التعليمي؟

يقصد بالمنتج الطلابي، ما يحمله الطالب الذي ينهي دراسته في مدرسة أو مؤسسة تعليمية من أفكار واتجاهات وسلوكيات في مواجهة حياته ما بعد الدراسة، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.

كيف يمكن تطوير المناهج الدراسية؟

يمر تطوير المنهج في الخطوات الآتية :
الشعور بالحاجة إلى التطوير.
إعادة تحديد أهداف المنهج الدراسي.
تقييم المناهج الحالية وتحديد المناهج التي هي بحاجة إلى تطوير.
مراجعة الخطة الدراسية.
اقتراح التعديلات والإضافات اللازمة للخطة الدراسية.
تأليف الكتب المدرسية المطورة.

ما هي دواعي تطوير المنهج؟

الرغبة في تلافي نواحي القصور التي أظهرتها نتائج تقويم مواكبة التغيّرات والمستجدّات التي طرأت في مجال العلوم الأساسيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والتربويّة، والاستجابة لمتطلّبات التنمية الاقتصاديّة الاجتماعيّة، ومن بينها تنمية العنصر البشريّ القادر على الإسهام بفاعليّة في هذه التنمية وقيادتها.

ما هي أهداف استراتيجية العمل الجماعي؟

اعتماد التعلم النشط.
تبادل الأفكار (الطريقة الحوارية) والحث على تقبّل أفكار الآخرين.
تنمية روح المسؤولية والتعاون لدى المتعلمين.
بناءِ علاقات إيجابية بين المتعلمين (احترام الآخر).
تشجيع التعلم الذاتي.
التدرب على حل المشكلات واتخاذ القرار.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.