الصف الكلاسيكي لديه إيجابياته وسلبياته، وفي أغلب الأحيان يكون للتركيز على الأسلوب التلقيني أثر سلبي على الطلاب وقدرتهم على النقاش والابتكار وحلّ المشاكل، تأتي استراتيجية الصف المقلوب كحلٍّ للحدّ من سلبيات الأسلوب التلقيني وتعزيز مهارات الطالب التفاعلية.
لا يأتي التعليم المقلوب من دون سلبيّات، ف بالطبع لكلّ استراجيّةٍ تدريسيّةٍ إيجابياتٍ وسلبياتٍ، وهنا يأتي دور المعلّم أو الجهة التدريسيّة في اتخاذ القرار فيما إذا كانت استراتيجية الصف المقلوب مناسبةً أم أنها غير مناسبة للحالة المتوافرة.
في هذا المقال سنتحدث عن استراتيجية الصف المقلوب ونوضّح مفهومها، وإيجابياتها وسلبياتها.
استراتيجية الصف المقلوب
استراتيجية الصف المقلوب Flipped Classroom هي استراتيجية تعليمية تهدف باختصار إلى نقل حل الوظائف والمشاكل من المنزل إلى الصف، ونقل إعطاء المحاضرة أو الدرس من الصف إلى المنزل، أي عكس ما يحدث في الصف الكلاسيكي حيث تُعطى المحاضرة في الصف وتترك الواجبات للمنزل.
يقوم المعلّم بذلك من خلال تزويد الطلّاب بالدرس مسجّلًا (أو على الإنترنت) ومعه كل ما يحتاجوه من وسائط تدريسية وملفات ومراجع ليقوموا بتلقّي المحاضرة في المنزل، وفي اليوم التالي يتم مناقشة ما تعلّموه في الصفّ مع زملائهم والمعلّم، وتطبيق مهاراتهم في حل المسائل سويّةً.
بحسب قاعدة 10 20 70 في التعليم فإن الطلّاب يكتسبون 10% فقط من تعليمهم من خلال التعليمات والتلقين، مقابل 20% من الزملاء و70% من التجربة والممارسة، لذلك تقوم طريقة الصف المقلوب على فكرة أن يشرف المعلّم على 90% ممّا يتعلمّه الطالب عوضًا عن اكتفائه بالإشراف على 10% فقط.
إن وجود المعلّم كمشرف على النقاش بين الطالب وزملائه وموجّه للتعاون بينهم، يساعد في الحفاظ على تركيز الطلّاب في النقاش ورفع إنتاجيته، كما يسمح للمدرّس أن يستخدم كل ما يراه مناسبًا من أساليب التعلّم التفاعلي لاستغلال الوقت في الصفّ بأفضل طريقةٍ ممكنة.
إيجابيات استراتيجية الصف المقلوب
تحمل استراتيجية الصف المقلوب في طيّاتها الكثير من الإيجابيّات التي تجعل منها احتمالًا قويًّا للمعلّمين عند اختيارهم للاستراتيجية التي سيتبعونها في صفوفهم الدراسية، فيما يلي أهم هذه الإيجابيات:
مناسبة لقدرات جميع الطلّاب
تتيح فكرة تلقّي الطالب للمحاضرة من المنزل إمكانيّة أن يتابع الطالب هذه المحاضرة بالسرعة التي تناسبه، فالمحاضرات المسجّلة تسمح للطالب بتشغيلها بالوقت الذي يناسبه، وإيقافها ومتابعتها بما يتناسب مع حاجات كل الطلّاب الفردية.
في الصف الكلاسيكي إذا فقد الطالب تركيزه خلال الحصّة لسببٍ ما سيجد صعوبةً كبيرةً في العودة إلى سكّة الدرس، وقد يتطلّب منه ذلك أن يطلب من المدرّس إعادة فكرةٍ ما، مما قد يتسبب بالضجر لبقية زملائه، يتجاوز الصف المقلوب هذه المشاكل من خلال السماح للطلّاب بتلقّي المحاضرات بالسرعة التي تناسبهم.
إن نقل تقديم المحاضرة للطلاب إلى المنزل يعطي المعلّمين وقتًا أطول للإجابة عن استفسارات كل الطلاب، بالتالي يكون التعليم في هذه الحالة مخصّصًا أكثر من الدرس الكلاسيكي.
تعزز المهارات الجماعيّة
يعزز التفاعل بين الطلاب في الصّف المقلوب مهاراتهم الجماعيّة بشكلٍ ملحوظٍ، إذ تشير الدراسات إلى تمكن هذه الاستراتيجية من تعزيز قدرة الطالب على الفهم، وتحسين مهاراته في التواصل مع زملائه وقدرته على حل المشاكل.
يعود ذلك إلى نقل حلّ الواجبات من المنزل إلى الصفّ الدراسي، الذي يوفّر بيئةً جماعيّةً لحلّ هذه الواجبات، وبإشراف المعلّم الذي يوفّر للطلاب كلّ ما يلزم من الوسائل المساعدة لذلك، بالإضافة للإجابة عن الأسئلة التي تعترضهم.
تحقّق فهم أعمق للمادّة التعليمية
تلعب الممارسة والتفاعل مع الأقران الدور الأكبر في اكتساب الطالب للخبرات مقارنةً بالتعليمات والتلقين، لذلك فإن التركيز في الحصّة الدراسيّة على الممارسة والتفاعل يساعد الطالب على اكتساب وتثبيت المعلومات بشكلٍ أكثر كفاءة.
كما أن عمل الطلّاب مع بعضهم البعض على حلّ مشاكل معقّدةٍ يساعدهم في التوصل لحلولٍ واكتشاف أسئلةٍ جديدةٍ والإجابة عليها، إما بالبحث أو مع مساعدة المعلّم.
يعطي الأهالي فكرة أوضح عن الدروس
توفّر المحاضرات المسجّلة للأهالي فرصة الوصول إلى الدروس والمعلومات التي يتلقاها أبناؤهم في صفوفهم الدراسيّة، وهذا يمكنهم من أن يكونوا مستعدين بشكلٍ أفضلٍ لمساعدتهم أو الإجابة عن أسئلتهم في حال احتاج الطلاب لذلك.
تعلّم الطلاب التوجيه الذاتي
يُتوقّع من الطلّاب في استراتيجيّة الصف المقلوب أن يأتوا إلى الحصص الدرسية بعد متابعة المحاضرات في المنزل، وذلك للمشاركة في النقاشات الصفيّة وحل المشاكل مع زملائهم، وهذا يشجّع الطلّاب على التحضير جيّدًا للحصّة الدرسية.
مساوئ استراتيجية الصف المقلوب
على الرغم من إيجابيات استراتيجيات الصف المقلوب الكثيرة، إلّا أنها تحمل أيضًا بعض السلبيات التي تحدّ من استخدامها وتدفع المعلّم إلى البحث عن بدائل أخرى أكثر ملائمةً للحالة لديه، فيما يلي أبرز هذه المساوئ:
الحاجة للإنترنت
إن اعتماد هذه الطريقة على الإنترنت في تقديم المادّة التعليميّة يعني أنّ الطالب الذي يعاني من مشاكل في الاتصال بالإنترنت سيجد صعوبةً في المتابعة مع زملائه، وبالتالي ستكون استراتيجية الصف المقلوب كارثة بالنسبة له.
على المعلّم أن يجري تقييمًا لوضع الطلاب في هذه الحالة قبل الاعتماد على استراتيجية الصف المقلوب، يمكن القول إن هذه الطريقة قد تكون غير مناسبة في المدارس الحكومية نظرًا لكونها تضمّ شريحةً كبيرةً من المجتمع.
الاعتماد على تحضير الطلاب
تعتمد استراتيجية الصف المقلوب كليًّا على تحضير الطلاب بالمنزل وعلى الثقة بأنهم سيقومون بذلك، ولكن على أرض الواقع لا يوجد ما يضمن للمعلّم أن يقوم الطلّاب بذلك، وفي حال حضر الطلّاب الحصّة الدرسية من دون تحضير ستكون جلسة المناقشة غير ذات فائدة.
زيادة الواجبات على المعلّم
يتطلّب تطبيق استراتيجية الصف المقلوب من المعلّم أن يقوم بتسجيل المحاضرات على شكل فيديو وأن يرفعهم على الإنترنت وأن يزوّد الطلّاب بمصادر خارجيةٍ للبحث، وأيضًا يشرف على النقاشات في القاعة الصفيّة وأن يتّبع في ذلك أساليب التعليم التفاعلي.
كل هذه الواجبات هي أعباء إضافية على المعلّم مقارنةً بالصف الكلاسيكي الذي يقدّم فيه المعلّم الدرس خلال أوقات الدوام وبعدها ينتهي عمله، إلا في حالة الامتحانات وما إلى ذلك.
زيادة الوقت أمام الشاشة
إنّ تطبيق استراتيجية الصف المقلوب يعني أنّ الطلاب سيقضون وقتًا أطول أمام شاشات الحواسيب أو الهواتف الجوّالة، بالتالي قد يتسبّب ذلك لهم بإجهاد التعلّم الرقمي الذي يؤدّي بدوره إلى خفض إنتاجيّة الطالب وقدرته على الاستيعاب.
تحضير متواضع للامتحانات
إنّ طبيعة استراتيجية الصف المقلوب تهدف إلى تعزيز مهارات الطلّاب الجماعية وقدرتهم على التعلّم الذاتي والجماعي، وتفيد أيضًا في التعليم بالممارسة، ولكنّها على عكس الطريقة الكلاسيكية لا تساعد الطالب في التحضير للامتحانات.
بالتالي في حال كانت الامتحانات ونسب النجاح مهمّةً جدًّا بالنسبة للمعلم أو للجهة التدريسية، فإن استراتيجية الصف المقلوب قد لا تكون الاستراتيجية الأكثر ملاءمةً في هذه الحالة، ويجب أخذ البدائل بعين الاعتبار.
الخاتمة
تعتبر استراتيجية الصف المقلوب من أهم الاستراتيجيات التعليمية التي تكسب الطالب مهارات التواصل والنقاش وحل المشاكل والعمل الجماعي، ولها الكثير من الإيجابيات التي تشجّع على تطبيقها في الصفوف الدراسية، ولكن لها أيضًا مساوئ تحدّ من إمكانية تطبيقها، لذلك على المعلّم أن يعي كلّ من إيجابيات وسلبيات هذه الاستراتيجيّة قبل تطبيقها.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.
الصف الكلاسيكي لديه إيجابياته وسلبياته، وفي أغلب الأحيان يكون للتركيز على الأسلوب التلقيني أثر سلبي على الطلاب وقدرتهم على النقاش والابتكار وحلّ المشاكل، تأتي استراتيجية الصف المقلوب كحلٍّ للحدّ من سلبيات الأسلوب التلقيني وتعزيز مهارات الطالب التفاعلية.
لا يأتي التعليم المقلوب من دون سلبيّات، ف بالطبع لكلّ استراجيّةٍ تدريسيّةٍ إيجابياتٍ وسلبياتٍ، وهنا يأتي دور المعلّم أو الجهة التدريسيّة في اتخاذ القرار فيما إذا كانت استراتيجية الصف المقلوب مناسبةً أم أنها غير مناسبة للحالة المتوافرة.
في هذا المقال سنتحدث عن استراتيجية الصف المقلوب ونوضّح مفهومها، وإيجابياتها وسلبياتها.
استراتيجية الصف المقلوب
استراتيجية الصف المقلوب Flipped Classroom هي استراتيجية تعليمية تهدف باختصار إلى نقل حل الوظائف والمشاكل من المنزل إلى الصف، ونقل إعطاء المحاضرة أو الدرس من الصف إلى المنزل، أي عكس ما يحدث في الصف الكلاسيكي حيث تُعطى المحاضرة في الصف وتترك الواجبات للمنزل.
يقوم المعلّم بذلك من خلال تزويد الطلّاب بالدرس مسجّلًا (أو على الإنترنت) ومعه كل ما يحتاجوه من وسائط تدريسية وملفات ومراجع ليقوموا بتلقّي المحاضرة في المنزل، وفي اليوم التالي يتم مناقشة ما تعلّموه في الصفّ مع زملائهم والمعلّم، وتطبيق مهاراتهم في حل المسائل سويّةً.
بحسب قاعدة 10 20 70 في التعليم فإن الطلّاب يكتسبون 10% فقط من تعليمهم من خلال التعليمات والتلقين، مقابل 20% من الزملاء و70% من التجربة والممارسة، لذلك تقوم طريقة الصف المقلوب على فكرة أن يشرف المعلّم على 90% ممّا يتعلمّه الطالب عوضًا عن اكتفائه بالإشراف على 10% فقط.
إن وجود المعلّم كمشرف على النقاش بين الطالب وزملائه وموجّه للتعاون بينهم، يساعد في الحفاظ على تركيز الطلّاب في النقاش ورفع إنتاجيته، كما يسمح للمدرّس أن يستخدم كل ما يراه مناسبًا من أساليب التعلّم التفاعلي لاستغلال الوقت في الصفّ بأفضل طريقةٍ ممكنة.
إيجابيات استراتيجية الصف المقلوب
تحمل استراتيجية الصف المقلوب في طيّاتها الكثير من الإيجابيّات التي تجعل منها احتمالًا قويًّا للمعلّمين عند اختيارهم للاستراتيجية التي سيتبعونها في صفوفهم الدراسية، فيما يلي أهم هذه الإيجابيات:
مناسبة لقدرات جميع الطلّاب
تتيح فكرة تلقّي الطالب للمحاضرة من المنزل إمكانيّة أن يتابع الطالب هذه المحاضرة بالسرعة التي تناسبه، فالمحاضرات المسجّلة تسمح للطالب بتشغيلها بالوقت الذي يناسبه، وإيقافها ومتابعتها بما يتناسب مع حاجات كل الطلّاب الفردية.
في الصف الكلاسيكي إذا فقد الطالب تركيزه خلال الحصّة لسببٍ ما سيجد صعوبةً كبيرةً في العودة إلى سكّة الدرس، وقد يتطلّب منه ذلك أن يطلب من المدرّس إعادة فكرةٍ ما، مما قد يتسبب بالضجر لبقية زملائه، يتجاوز الصف المقلوب هذه المشاكل من خلال السماح للطلّاب بتلقّي المحاضرات بالسرعة التي تناسبهم.
إن نقل تقديم المحاضرة للطلاب إلى المنزل يعطي المعلّمين وقتًا أطول للإجابة عن استفسارات كل الطلاب، بالتالي يكون التعليم في هذه الحالة مخصّصًا أكثر من الدرس الكلاسيكي.
تعزز المهارات الجماعيّة
يعزز التفاعل بين الطلاب في الصّف المقلوب مهاراتهم الجماعيّة بشكلٍ ملحوظٍ، إذ تشير الدراسات إلى تمكن هذه الاستراتيجية من تعزيز قدرة الطالب على الفهم، وتحسين مهاراته في التواصل مع زملائه وقدرته على حل المشاكل.
يعود ذلك إلى نقل حلّ الواجبات من المنزل إلى الصفّ الدراسي، الذي يوفّر بيئةً جماعيّةً لحلّ هذه الواجبات، وبإشراف المعلّم الذي يوفّر للطلاب كلّ ما يلزم من الوسائل المساعدة لذلك، بالإضافة للإجابة عن الأسئلة التي تعترضهم.
تحقّق فهم أعمق للمادّة التعليمية
تلعب الممارسة والتفاعل مع الأقران الدور الأكبر في اكتساب الطالب للخبرات مقارنةً بالتعليمات والتلقين، لذلك فإن التركيز في الحصّة الدراسيّة على الممارسة والتفاعل يساعد الطالب على اكتساب وتثبيت المعلومات بشكلٍ أكثر كفاءة.
كما أن عمل الطلّاب مع بعضهم البعض على حلّ مشاكل معقّدةٍ يساعدهم في التوصل لحلولٍ واكتشاف أسئلةٍ جديدةٍ والإجابة عليها، إما بالبحث أو مع مساعدة المعلّم.
يعطي الأهالي فكرة أوضح عن الدروس
توفّر المحاضرات المسجّلة للأهالي فرصة الوصول إلى الدروس والمعلومات التي يتلقاها أبناؤهم في صفوفهم الدراسيّة، وهذا يمكنهم من أن يكونوا مستعدين بشكلٍ أفضلٍ لمساعدتهم أو الإجابة عن أسئلتهم في حال احتاج الطلاب لذلك.
تعلّم الطلاب التوجيه الذاتي
يُتوقّع من الطلّاب في استراتيجيّة الصف المقلوب أن يأتوا إلى الحصص الدرسية بعد متابعة المحاضرات في المنزل، وذلك للمشاركة في النقاشات الصفيّة وحل المشاكل مع زملائهم، وهذا يشجّع الطلّاب على التحضير جيّدًا للحصّة الدرسية.
مساوئ استراتيجية الصف المقلوب
على الرغم من إيجابيات استراتيجيات الصف المقلوب الكثيرة، إلّا أنها تحمل أيضًا بعض السلبيات التي تحدّ من استخدامها وتدفع المعلّم إلى البحث عن بدائل أخرى أكثر ملائمةً للحالة لديه، فيما يلي أبرز هذه المساوئ:
الحاجة للإنترنت
إن اعتماد هذه الطريقة على الإنترنت في تقديم المادّة التعليميّة يعني أنّ الطالب الذي يعاني من مشاكل في الاتصال بالإنترنت سيجد صعوبةً في المتابعة مع زملائه، وبالتالي ستكون استراتيجية الصف المقلوب كارثة بالنسبة له.
على المعلّم أن يجري تقييمًا لوضع الطلاب في هذه الحالة قبل الاعتماد على استراتيجية الصف المقلوب، يمكن القول إن هذه الطريقة قد تكون غير مناسبة في المدارس الحكومية نظرًا لكونها تضمّ شريحةً كبيرةً من المجتمع.
الاعتماد على تحضير الطلاب
تعتمد استراتيجية الصف المقلوب كليًّا على تحضير الطلاب بالمنزل وعلى الثقة بأنهم سيقومون بذلك، ولكن على أرض الواقع لا يوجد ما يضمن للمعلّم أن يقوم الطلّاب بذلك، وفي حال حضر الطلّاب الحصّة الدرسية من دون تحضير ستكون جلسة المناقشة غير ذات فائدة.
زيادة الواجبات على المعلّم
يتطلّب تطبيق استراتيجية الصف المقلوب من المعلّم أن يقوم بتسجيل المحاضرات على شكل فيديو وأن يرفعهم على الإنترنت وأن يزوّد الطلّاب بمصادر خارجيةٍ للبحث، وأيضًا يشرف على النقاشات في القاعة الصفيّة وأن يتّبع في ذلك أساليب التعليم التفاعلي.
كل هذه الواجبات هي أعباء إضافية على المعلّم مقارنةً بالصف الكلاسيكي الذي يقدّم فيه المعلّم الدرس خلال أوقات الدوام وبعدها ينتهي عمله، إلا في حالة الامتحانات وما إلى ذلك.
زيادة الوقت أمام الشاشة
إنّ تطبيق استراتيجية الصف المقلوب يعني أنّ الطلاب سيقضون وقتًا أطول أمام شاشات الحواسيب أو الهواتف الجوّالة، بالتالي قد يتسبّب ذلك لهم بإجهاد التعلّم الرقمي الذي يؤدّي بدوره إلى خفض إنتاجيّة الطالب وقدرته على الاستيعاب.
تحضير متواضع للامتحانات
إنّ طبيعة استراتيجية الصف المقلوب تهدف إلى تعزيز مهارات الطلّاب الجماعية وقدرتهم على التعلّم الذاتي والجماعي، وتفيد أيضًا في التعليم بالممارسة، ولكنّها على عكس الطريقة الكلاسيكية لا تساعد الطالب في التحضير للامتحانات.
بالتالي في حال كانت الامتحانات ونسب النجاح مهمّةً جدًّا بالنسبة للمعلم أو للجهة التدريسية، فإن استراتيجية الصف المقلوب قد لا تكون الاستراتيجية الأكثر ملاءمةً في هذه الحالة، ويجب أخذ البدائل بعين الاعتبار.
الخاتمة
تعتبر استراتيجية الصف المقلوب من أهم الاستراتيجيات التعليمية التي تكسب الطالب مهارات التواصل والنقاش وحل المشاكل والعمل الجماعي، ولها الكثير من الإيجابيات التي تشجّع على تطبيقها في الصفوف الدراسية، ولكن لها أيضًا مساوئ تحدّ من إمكانية تطبيقها، لذلك على المعلّم أن يعي كلّ من إيجابيات وسلبيات هذه الاستراتيجيّة قبل تطبيقها.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.
الصف الكلاسيكي لديه إيجابياته وسلبياته، وفي أغلب الأحيان يكون للتركيز على الأسلوب التلقيني أثر سلبي على الطلاب وقدرتهم على النقاش والابتكار وحلّ المشاكل، تأتي استراتيجية الصف المقلوب كحلٍّ للحدّ من سلبيات الأسلوب التلقيني وتعزيز مهارات الطالب التفاعلية.
لا يأتي التعليم المقلوب من دون سلبيّات، ف بالطبع لكلّ استراجيّةٍ تدريسيّةٍ إيجابياتٍ وسلبياتٍ، وهنا يأتي دور المعلّم أو الجهة التدريسيّة في اتخاذ القرار فيما إذا كانت استراتيجية الصف المقلوب مناسبةً أم أنها غير مناسبة للحالة المتوافرة.
في هذا المقال سنتحدث عن استراتيجية الصف المقلوب ونوضّح مفهومها، وإيجابياتها وسلبياتها.
استراتيجية الصف المقلوب
استراتيجية الصف المقلوب Flipped Classroom هي استراتيجية تعليمية تهدف باختصار إلى نقل حل الوظائف والمشاكل من المنزل إلى الصف، ونقل إعطاء المحاضرة أو الدرس من الصف إلى المنزل، أي عكس ما يحدث في الصف الكلاسيكي حيث تُعطى المحاضرة في الصف وتترك الواجبات للمنزل.
يقوم المعلّم بذلك من خلال تزويد الطلّاب بالدرس مسجّلًا (أو على الإنترنت) ومعه كل ما يحتاجوه من وسائط تدريسية وملفات ومراجع ليقوموا بتلقّي المحاضرة في المنزل، وفي اليوم التالي يتم مناقشة ما تعلّموه في الصفّ مع زملائهم والمعلّم، وتطبيق مهاراتهم في حل المسائل سويّةً.
بحسب قاعدة 10 20 70 في التعليم فإن الطلّاب يكتسبون 10% فقط من تعليمهم من خلال التعليمات والتلقين، مقابل 20% من الزملاء و70% من التجربة والممارسة، لذلك تقوم طريقة الصف المقلوب على فكرة أن يشرف المعلّم على 90% ممّا يتعلمّه الطالب عوضًا عن اكتفائه بالإشراف على 10% فقط.
إن وجود المعلّم كمشرف على النقاش بين الطالب وزملائه وموجّه للتعاون بينهم، يساعد في الحفاظ على تركيز الطلّاب في النقاش ورفع إنتاجيته، كما يسمح للمدرّس أن يستخدم كل ما يراه مناسبًا من أساليب التعلّم التفاعلي لاستغلال الوقت في الصفّ بأفضل طريقةٍ ممكنة.
إيجابيات استراتيجية الصف المقلوب
تحمل استراتيجية الصف المقلوب في طيّاتها الكثير من الإيجابيّات التي تجعل منها احتمالًا قويًّا للمعلّمين عند اختيارهم للاستراتيجية التي سيتبعونها في صفوفهم الدراسية، فيما يلي أهم هذه الإيجابيات:
مناسبة لقدرات جميع الطلّاب
تتيح فكرة تلقّي الطالب للمحاضرة من المنزل إمكانيّة أن يتابع الطالب هذه المحاضرة بالسرعة التي تناسبه، فالمحاضرات المسجّلة تسمح للطالب بتشغيلها بالوقت الذي يناسبه، وإيقافها ومتابعتها بما يتناسب مع حاجات كل الطلّاب الفردية.
في الصف الكلاسيكي إذا فقد الطالب تركيزه خلال الحصّة لسببٍ ما سيجد صعوبةً كبيرةً في العودة إلى سكّة الدرس، وقد يتطلّب منه ذلك أن يطلب من المدرّس إعادة فكرةٍ ما، مما قد يتسبب بالضجر لبقية زملائه، يتجاوز الصف المقلوب هذه المشاكل من خلال السماح للطلّاب بتلقّي المحاضرات بالسرعة التي تناسبهم.
إن نقل تقديم المحاضرة للطلاب إلى المنزل يعطي المعلّمين وقتًا أطول للإجابة عن استفسارات كل الطلاب، بالتالي يكون التعليم في هذه الحالة مخصّصًا أكثر من الدرس الكلاسيكي.
تعزز المهارات الجماعيّة
يعزز التفاعل بين الطلاب في الصّف المقلوب مهاراتهم الجماعيّة بشكلٍ ملحوظٍ، إذ تشير الدراسات إلى تمكن هذه الاستراتيجية من تعزيز قدرة الطالب على الفهم، وتحسين مهاراته في التواصل مع زملائه وقدرته على حل المشاكل.
يعود ذلك إلى نقل حلّ الواجبات من المنزل إلى الصفّ الدراسي، الذي يوفّر بيئةً جماعيّةً لحلّ هذه الواجبات، وبإشراف المعلّم الذي يوفّر للطلاب كلّ ما يلزم من الوسائل المساعدة لذلك، بالإضافة للإجابة عن الأسئلة التي تعترضهم.
تحقّق فهم أعمق للمادّة التعليمية
تلعب الممارسة والتفاعل مع الأقران الدور الأكبر في اكتساب الطالب للخبرات مقارنةً بالتعليمات والتلقين، لذلك فإن التركيز في الحصّة الدراسيّة على الممارسة والتفاعل يساعد الطالب على اكتساب وتثبيت المعلومات بشكلٍ أكثر كفاءة.
كما أن عمل الطلّاب مع بعضهم البعض على حلّ مشاكل معقّدةٍ يساعدهم في التوصل لحلولٍ واكتشاف أسئلةٍ جديدةٍ والإجابة عليها، إما بالبحث أو مع مساعدة المعلّم.
يعطي الأهالي فكرة أوضح عن الدروس
توفّر المحاضرات المسجّلة للأهالي فرصة الوصول إلى الدروس والمعلومات التي يتلقاها أبناؤهم في صفوفهم الدراسيّة، وهذا يمكنهم من أن يكونوا مستعدين بشكلٍ أفضلٍ لمساعدتهم أو الإجابة عن أسئلتهم في حال احتاج الطلاب لذلك.
تعلّم الطلاب التوجيه الذاتي
يُتوقّع من الطلّاب في استراتيجيّة الصف المقلوب أن يأتوا إلى الحصص الدرسية بعد متابعة المحاضرات في المنزل، وذلك للمشاركة في النقاشات الصفيّة وحل المشاكل مع زملائهم، وهذا يشجّع الطلّاب على التحضير جيّدًا للحصّة الدرسية.
مساوئ استراتيجية الصف المقلوب
على الرغم من إيجابيات استراتيجيات الصف المقلوب الكثيرة، إلّا أنها تحمل أيضًا بعض السلبيات التي تحدّ من استخدامها وتدفع المعلّم إلى البحث عن بدائل أخرى أكثر ملائمةً للحالة لديه، فيما يلي أبرز هذه المساوئ:
الحاجة للإنترنت
إن اعتماد هذه الطريقة على الإنترنت في تقديم المادّة التعليميّة يعني أنّ الطالب الذي يعاني من مشاكل في الاتصال بالإنترنت سيجد صعوبةً في المتابعة مع زملائه، وبالتالي ستكون استراتيجية الصف المقلوب كارثة بالنسبة له.
على المعلّم أن يجري تقييمًا لوضع الطلاب في هذه الحالة قبل الاعتماد على استراتيجية الصف المقلوب، يمكن القول إن هذه الطريقة قد تكون غير مناسبة في المدارس الحكومية نظرًا لكونها تضمّ شريحةً كبيرةً من المجتمع.
الاعتماد على تحضير الطلاب
تعتمد استراتيجية الصف المقلوب كليًّا على تحضير الطلاب بالمنزل وعلى الثقة بأنهم سيقومون بذلك، ولكن على أرض الواقع لا يوجد ما يضمن للمعلّم أن يقوم الطلّاب بذلك، وفي حال حضر الطلّاب الحصّة الدرسية من دون تحضير ستكون جلسة المناقشة غير ذات فائدة.
زيادة الواجبات على المعلّم
يتطلّب تطبيق استراتيجية الصف المقلوب من المعلّم أن يقوم بتسجيل المحاضرات على شكل فيديو وأن يرفعهم على الإنترنت وأن يزوّد الطلّاب بمصادر خارجيةٍ للبحث، وأيضًا يشرف على النقاشات في القاعة الصفيّة وأن يتّبع في ذلك أساليب التعليم التفاعلي.
كل هذه الواجبات هي أعباء إضافية على المعلّم مقارنةً بالصف الكلاسيكي الذي يقدّم فيه المعلّم الدرس خلال أوقات الدوام وبعدها ينتهي عمله، إلا في حالة الامتحانات وما إلى ذلك.
زيادة الوقت أمام الشاشة
إنّ تطبيق استراتيجية الصف المقلوب يعني أنّ الطلاب سيقضون وقتًا أطول أمام شاشات الحواسيب أو الهواتف الجوّالة، بالتالي قد يتسبّب ذلك لهم بإجهاد التعلّم الرقمي الذي يؤدّي بدوره إلى خفض إنتاجيّة الطالب وقدرته على الاستيعاب.
تحضير متواضع للامتحانات
إنّ طبيعة استراتيجية الصف المقلوب تهدف إلى تعزيز مهارات الطلّاب الجماعية وقدرتهم على التعلّم الذاتي والجماعي، وتفيد أيضًا في التعليم بالممارسة، ولكنّها على عكس الطريقة الكلاسيكية لا تساعد الطالب في التحضير للامتحانات.
بالتالي في حال كانت الامتحانات ونسب النجاح مهمّةً جدًّا بالنسبة للمعلم أو للجهة التدريسية، فإن استراتيجية الصف المقلوب قد لا تكون الاستراتيجية الأكثر ملاءمةً في هذه الحالة، ويجب أخذ البدائل بعين الاعتبار.
الخاتمة
تعتبر استراتيجية الصف المقلوب من أهم الاستراتيجيات التعليمية التي تكسب الطالب مهارات التواصل والنقاش وحل المشاكل والعمل الجماعي، ولها الكثير من الإيجابيات التي تشجّع على تطبيقها في الصفوف الدراسية، ولكن لها أيضًا مساوئ تحدّ من إمكانية تطبيقها، لذلك على المعلّم أن يعي كلّ من إيجابيات وسلبيات هذه الاستراتيجيّة قبل تطبيقها.
ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.