أسباب فشل الدورات التدريبية – المعوقات والحلول

تعد الدورات التدريبية عبر الإنترنت من أهم وسائل التعلم الحديث وأكثرها شعبيّةً في وقتنا الحالي، وتمتلك العديد من المزايا مقارنة بالتعليم التقليدي، حيث يبحث معظم المعلمون عن طرائق فعالة لنقل مواد التدريب خاصتهم إلى الفضاء الرقمي.

على الرغم من كون الدورات التدريبية عبر الإنترنت لها متطلبات أقل من حيث التكلفة وسهولة الاستخدام، وعلى الرغم من شعبيتها المتزايدة، إلا أن نجاحها متوقفٌ على عدة عوامل. إذ إن الدورة التدريبية قد لا تكون فعالة بالقدر المطلوب، وقد تواجه بعض المشاكل التي تحد من نجاحها.

في هذا المقال سنتعرف على ضرورة تقييم الدورة التدريبية، ما هي أسباب فشل الدورات التدريبية وكيف يمكن تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة.

أسباب فشل الدورات التدريبية وكيف تتجنبها؟

هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها العديد من مصممي الدورات التدريبية، فإذا كنت تُلاحظ أيًا من الأخطاء التالية في تصميم الدورة التدريبية وتقديمها، عندها عليك القيام ببعض التعديلات لتحسين فرص نجاحك.

أسباب فشل الدورات التدريبية

صعوبات التكيف

نظرًا لأن الدورات التدريبية عبر الإنترنت هي بيئة جديدة للعديد من الطلاب، فإن التحدي الأول هو التكيف مع التعلم عبر الإنترنت، إذ إنك ستخاطر بخسارة طلابك المحتملين في حال كانت المنصة التي تقدم دورتك التدريبية من خلالها معقدةً أو صعبة الاستخدام،

يتحمّل الطلاب الجزء الأكبر من مسؤولية التغلب على هذا التحدي، ولكن يوجد ما يمكنك فعله لمساعدتهم على التعلم بطريقة أفضل، وذلك من خلال تنسيق مواد مفيدة حول التعلم عبر الإنترنت كالتدريب التعريفي، والأسئلة الشائعة التي تغطي فوائد التعليم عبر الإنترنت وتقدم نصائح حول كيفية التعامل معه بشكل أكثر إنتاجية للمعلم والطالب على حد سواء.

نقدم في مساق دليلًا شاملًا في صناعة الدورات ونشرها بأفضل الطرق وأكثرها فاعلية، كما نساعد على زيادة التفاعل وتقديم دعم فني وتقني للمعلم والطالب.

التوقعات الخاطئة بسبب قلة التوضيحات

قلّة المعلومات المتوفّرة قبل البدء بالدورة قد تقدّم فكرة خاطئة للطلاب عن محتواها أو المستوى الذي تستهدفه هذه الدورة التدريبية، تظهر هذه المشكلة على شكل تعليقاتٍ سلبيةٍ ناتجةٍ عن الإحباط الذي يتعرض له الطالب حين تكون الدورة صعبة للغاية أو سهلة للغاية بالنسبة له.

أفضل طريقة للحدّ من هذه المشكلة هي توفير جميع المعلومات الممكنة حول الدورة التدريبية، وتقديم ما يكفي من الشروحات كي لا يقع الطلاب ضحيةً للأحكام الخاطئة، إذ يمكنك وضع المعلومات التالية في وصف الدورة التدريبية:

  • الموضوعات والدروس في الدورة.
  • مؤهلات المعلمين وخبراتهم.
  • مستوى التدريب المطلوب.
  • كم من الوقت يجب أن يخصصه المتعلمون للدورة، مقسمًا حسب الوحدة والمهمة.
  • أهداف الدورة ومخرجاتها.
  • المهارات المكتسبة بعد الانتهاء من كل وحدة والدورة كاملة.

المشاكل التقنية

قد تجبر المشاكل التقنية في المنصة أو الموقع الإلكتروني الذي تستخدمه لتقديم دوراتك التعليمية الطلاب على التخلي عن الدورة، فهي تتسبب لهم بالإحباط والتأخير وضياع الوقت.

لحل هذه المشاكل ستحتاج لتحضير بنية تحتية مرنة وقابلة للتطوير للتخلص من المشكلات الفنية، وضمان تجربة تعليم إلكتروني سلسة للطلاب، ولضمان الجودة والسرعة. نختصر عليك في مساق الوقت اللازم للبرمجة والتطوير، ونضمن لك أفضل وأسرع تجربة تعليم وتعلم عبر الإنترنت، مما يتيح لك التركيز على تنقيح وتحسين مادتّك التعليمية.

سوء إدارة الوقت

يعد ضيق الوقت أحد الأسباب الأكثر شيوعًا التي تدفع الطلاب للتسرب من الدورات التدريبية عبر الإنترنت،  إذ يواجه بعض الأشخاص بالفعل ظروفًا شخصية غير متوقعة، بينما لا يتمكّن آخرون من إدارة وقتهم بشكلٍ صحيح.

يمكنك تعليم طلابك إدارة الوقت من خلال وضع جدول دراسة منتظم وتذكيرات بالمهام، ما سينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم ويزيد من فرص تحقيق الدورة التدريبية لأهدافها.

مشاكل مع الدافع

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الطلاب يفقدون الحافز لإكمال الدورة التدريبية، فقد يتراوح ذلك من مشاكل بسبب عدم وضوح المخرجات الأساسية للدورة إلى الشعور بالإحباط بسبب العزلة الاجتماعية التي يعزّزها التعلّم عبر الإنترنت.

من الصعب وضع حل موحّد لمشاكل الدافع بسبب التنوّع الكبير لمسبّباتها، ولكن يمكن التركيز على تقديم الدورة بشكلٍ جذّابٍ يشجّع الطلاب على متابعتها وإنهائها.

يمكنك تعزيز الشعور بالانتماء لدى الطلاب وتقديم الدافع لهم لمتابعة الدورة التدريبية من خلال الحرص على تكوين مجتمعٍ من الطلاب وتوظيف العمل الجماعي فيه، وتنويع تنسيقات المحتوى والمهام والحرص على أن يكون التدريب تفاعليًا، بالإضافة لتقديم مقاطع الفيديو والأمثلة القصصية وبعض الألعاب وما إلى ذلك.

في مساق نساعدك على تقديم دورات غنية بالوسائط، فسواء كان محتواك مقروءًا أو مكتوبًا أو مسموعًا، ستجد في أدوات تنسيق الدورات لدينا الحلّ لإظهار دوراتك وتقديمها بأفضل شكل ممكن، كما يمكنك الجمع بين الفيديوهات والنصوص والاختبارات والمصادر الخارجيّة والمحتوى القابل للتحميل في هيكل سهل الاستخدام للطالب وسهل الإدارة للمعلّم.

المرونة أكثر من اللازم

تعتبر المرونة الكبيرة إحدى أهم مزايا التعلم عبر الإنترنت، إذ يمكن للطلاب أخذ الدورات بالسرعة التي تناسبهم متى أرادوا ذلك، ولكن قد تكون المرونة العالية من أكبر العيوب في الدورات التدريبية.

للحد من هذه المشكلة عليك تحديد مواعيد نهائية لكل قسم من أقسام الدورة، وإرسال التذكيرات للطلاب عندما يقترب الموعد النهائي، فبدون ذلك سينخفض معدل إكمال الدورة التدريبية بشكل ملحوظ.

قلة الاتصال البشري

الافتقار إلى التواصل مع زملاء الدراسة والمعلمين هي أحد القيود الرئيسية لتجربة التعلم عبر الإنترنت، مما قد يكون محبطًا لبعض الطلاب؛ لذلك لا بدّ من أن نبذل قصارى جهدنا لخلق أكبر عدد ممكن من إمكانيات التفاعل خلال الدورة التدريبية. 

وفقًا لنظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندورا، يتعلم الناس بشكل أفضل من خلال مراقبة الآخرين والتفاعل معهم، ويكتسبون معرفة ومهارات جديدة، لذلك عليك توفير بيئة تعلمٍ تشاركية للطلاب مما يمنحهم فرصة تطوير العلاقات مع زملائهم، وعندها سرعان ما يدركون إمكانيّة الاعتماد على بعضهم البعض عندما يواجهون مشكلة.

يمكنك في مساق صنع تجربة موقعك الخاصّة لتميّز أكاديميّتك عن باقي الأكاديميّات ولتركّز على العناصر التي تهمّك، إذ نمنحك الفرصة لتوفير التجربة التعليمية الأكثر تفاعلًا واجتماعية.

كميات كبيرة جدًا من المعلومات

قد تحتاج إلى القيام بمشروع كبيرٍ دون أن تعرف من أين تبدأ، وبمجرد أن تقوم بتقسيمه إلى مهام أصغر، ستصبح العملية أبسط وأسهل وأكثر قابليةً للتنفيذ، وينطبق هذا على التعليم أيضًا حيث يمكن للوحدات الضخمة والمعقدة أن تخيف الطلاب.

يأتي نموذج التعلم المصغر كحلٍ مناسبٍ جداً لهذه المشكلة، فهو نهجٌ تعليميٌ يتضمن تقسيم المعلومات إلى وحداتٍ تعليميةٍ صغيرة الحجم يمكن للطلاب استيعابها في وقت قصير (من 3 إلى 10 دقائق)، تغطي كل وحدة موضوعًا أو فكرة أو مهارة واحدة فقط.

تخلص من الوحدات والموضوعات المرهقة وقدم المعلومات في وحدات صغيرة منظمة للاحتفاظ بالمزيد من الطلاب ومساعدتهم على الوصول وإنهاء الدورة التدريبية.

أهمية تقييم الدورة التدريبية

كي تحقق الدورة التدريبية أفضل النتائج، من الضروري القيام بعملية تحسينٍ وتقييمٍ مستمرةٍ، وأخذ إعادة تصميم التدريب بشكل دوري بعين الاعتبار، بحيث يزيد كل تكرار للتصميم من فاعلية وملائمة الدورة التدريبية للطلاب، فمن النادر تصميم الدورة المثالية من المحاولة الأولى.

يتعلق تقييم الدورة التدريبية عبر الإنترنت بقياس فعاليتها ومدى تحقيقها لأهدافها، إذ يمكن تعريف فعالية أو نجاح الدورة التدريبية على أنه مدى التعلم الذي يكتسبه المشاركون، أو أداء المتعلمين في التقييمات، أو جودة الدورة بشكل عام.

يمكن أن تساعدك النتائج التي تقدمها التقييمات في معرفة ما إذا كانت الدورة التدريبية مخططة بشكل جيد أم أنك بحاجة إلى تعديلها لجعلها أكثر جاذبيةً لجمهورك، لهذا السبب تكون التقييمات مفيدة للمعلمين والطلاب على حد سواء.

يتيح لنا تقييم محتوى التعلم الإلكتروني ما يلي:

  • قياس مدى تحقيق التدريب لأهدافه ومعرفة ما إذا كان محتوى الدورة الإلكترونية محل اهتمام الطلاب.
  • التركيز على النقاط الرئيسية لعملية التعلم لضمان حصول الطلاب على الحد الأدنى من المعرفة المطلوبة.
  • قياس نقاط القوة والضعف في التدريب لمعرفة الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.
  • فهم فعالية التدريب ومعرفة ما إذا كان يستحق العناء، مع مراعاة تحليل التكلفة والوقت.

خاتمة

التعلم عبر الإنترنت صناعة يحتاجها الناس بشدة في الوقت الحالي، فهم مستعدون لاستثمار وقتهم وأموالهم في اكتساب مهارات ومعارف جديدة، وعندما يأتون إليك يجب أن تكون مستعدًا لمنحهم أفضل تجربة تعليمية ممكنة حتى يبقوا معك حتى بعد الدورة التدريبية.

ترغب بتطوير مهاراتك في التعليم وتحقيق أفضل استغلال للتقنية في دروسك؟ تصفّح دليل المدرب الإلكتروني الآن.

الأسئلة الشائعة

لماذا يفشل الطلاب في التعلم عبر الإنترنت؟

يحتاج الطلاب إلى تخصيص وقت كافٍ لكل درس من الدروس عبر الإنترنت لاكتساب المهارات والمعرفة اللازمة بشكل صحيح. ومع ذلك، غالبًا ما يفتقر التعليم عبر الإنترنت إلى منهج صارم للفصول التقليدية، وغالبًا ما يؤدي إلى فشل الطلاب في تقييم مقدار الوقت الذي يحتاجون إليه لفهم المواد التعليمية.

ما هي مشاكل الدروس عبر الإنترنت؟

يجد معظم الطلاب أن التعلم عبر الإنترنت ممل وغالبًا ما يشتكون من نقص الحافز على اجتياز الفصل. حتى المدرسين يشكون في كثير من الأحيان من نقص الأدوات التي تجعل الفصول الدراسية متفاعلة، مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام من كلا الطرفين.

ما هو التحدي الأكبر في التدريس عبر الإنترنت؟

تنظيم العمل وإدارة الوقت. يُطلب من معظم المعلمين الانتقال إلى التدريس عبر الإنترنت على الفور تقريبًا دون تدريب وأدوات، بالاضافة لنقص توافر التكنولوجيا، وفقدان خصوصية البيانات وانعدام الأمن.

لماذا يعتبر التدريس عبر الإنترنت صعبًا؟

تحدي التدريس عبر الإنترنت هو البقاء على اتصال مع الطلاب، حيث تتمثل إحدى تحديات الفصول الدراسية عبر الإنترنت في أن الكثير من التعلم يتم بشكل غير متزامن ويشعر الطلاب غالبًا بالانفصال عن مدرسهم، وكذلك عن أقرانهم.

أنشئ موقعك التعليمي الخاص وابدأ بيع دوراتك التدريبية أونلاين

ستجد معنا كل ما تحتاجه لتنشئ أكاديميتك التعليمية وتبدأ بيع دوراتك
وتقدم أفضل تجربة استخدام عربية لطلابك

14 يوم تجريبي، دون ادخال بيانات الدفع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انضم إلى +5050 مشترك يقرؤون نشرة أسبوعية تتناول مواضيع ونقاشات رائجة حول اقتصاد المحتوى والمنتجات الرقمية وريادة الأعمال وتكنولوجيا التعليم.